أشاد مجلس إدارة منظمة العمل الدولية بالتقدم الهام والبارز الذي حققته مملكة البحرين على صعيد عودة المفصولين إلى أعمالهم، وعبر عن ارتياحه لتوافق أطراف الإنتاج الثلاثة على المضي قدماً في معالجة ما تبقى من حالات، علاوة على ما جرى عليه من توافق بشأن تشجيع التعاون والحوار بين أطراف الإنتاج خدمة لمصالح العمال وأصحاب العمل والمصلحة الوطنية العليا بشكل عام. وحضر وزير العمل جميل حميدان اجتماعات الدورة رقم (313) التي عقدت في جنيف أمس، بمشاركة ممثلي الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وغرفة تجارة وصناعة البحرين، وألقى حميدان كلمة في الجلسة شكر فيها رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، ومدير عام منظمة العمل الدولية والعاملين معه، وخاصة البعثة الفنية للمنظمة والتي زارت مملكة البحرين خلال الفترة من 29 فبراير إلى 12 مارس الجاري. وتأتي إشادة منظمة العمل الدولية بعد أن توافق أعضاء مجلس إدارة المنظمة في ضوء النتائج الإيجابية المتحققة على تعليق النظر في الشكوى والطلب من البحرين تقديم تقرير نهائي يتضمن كافة البيانات المتعلقة بالإنجازات والتقدم الذي سيتم إحرازه خلال المرحلة القادمة في إطار السعي المشترك لطي هذا الملف بصورة نهائية وعرضه في وقت لاحق على منظمة العمل الدولية. ويشار إلى أنه لم يتم قبول النظر في الشكوى من قبل مجلس الإدارة في دورته الحالية وكذلك دورته السابقة، التي قدمتها عدد من المنظمات العمالية في يونيو الماضي، محبذاً معالجتها في إطار الجهود الوطنية والتعاون الثلاثي بين أطراف الإنتاج. كما جاء في قرار مجلس الإدارة استعداد منظمة العمل الدولية للاستمرار في تقديم الدعم الفني ومساعدة أطراف الإنتاج الثلاثة، حسب الحاجة، وبما يكفل تسهيل إجراءات طي الملف وفتح آفاق جديدة للتعاون المستقبلي بينها وتشجيع الحوار الاجتماعي ومساعدة البحرين على تنفيذ البرامج المتعلقة بمعايير العمل الدولية. وعبر وزير العمل في كلمته عن تقديره البالغ لمجلس الإدارة على ما توصل إليه من قرارات إيجابية وما قدمه من إشادة وترحيب بالنجاح الذي حققته البحرين، وبالتعاون الإيجابي بين أطراف الإنتاج الثلاثة وبدعم ومساندة من منظمة العمل الدولية في معالجة قضية المفصولين عن العمل على خلفية أحداث العام الماضي، بعد أن تم الاطلاع على المعلومات والإحصاءات المعتمدة المتوافق بشأنها من قبل جميع الأطراف الثلاثة حول النتائج التي تم إحرازها بعودة العمال المفصولين إلى أعمالهم، وبمنهجية وأسلوب العمل الذي لا يزال متبعاً لمعالجة القضايا المتبقية التي هي في طريقها إلى المعالجة تمهيداً لطي الملف نهائياً، مع الحرص على المحافظة على حقوق الجميع وتشجيع التعاون المستقبلي لضمان بيئة عمل صحية ومنتجة يساهم فيها الجميع لخدمة العمال وأصحاب العمل وبما يخدم المصلحة الوطنية العليا بشكل عام. وأوضح حميدان أمام مجلس إدارة منظمة العمل، أن هذه النتائج الطيبة التي تم إحرازها عكست ما قامت به المملكة من جهود جادة ومتصلة في مجال معالجة قضية العمال المفصولين، في ضوء التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وأوامر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، والمتابعة الدائمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، مشيداً باللقاء الذي جمع جلالة الملك بقيادات الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وما أبداه من حب واهتمام بأبنائه العمال وحرصه على توفير فرص العمل الكريمة لهم وحماية حقوقهم وتوفير أوجه الرعاية لهم، لأنهم الثروة الحقيقية للوطن بما يقدمونه من عطاء وما يلعبونه من دور في بناء وتطور ونهضة الوطن، حيث أكد عاهل البلاد المفدى أن أكثر ما يضيره هو حرمان مواطن من وظيفته ومصدر رزقه وأن أحلى بشارة لديه هي التحاق أو عودة المواطن لعمله ليكون مشاركاً في بناء وطنه وتأمين رزقه ورزق عياله. وفي ختام كلمته، أكد وزير العمل أن مملكة البحرين كانت وستبقى وفية لالتزاماتها في مجال تطبيق معايير العمل الدولية وخاصة في مجال مكافحة التمييز وتطوير الحريات النقابية وتعزيز الحوار الاجتماعي وحماية حقوق العمال والاستمرار في تحديث تشريعاتها المحلية لتكون متوائمة مع معايير العمل الدولية.