كابول - (وكالات): دخلت أفغانستان في مازق سياسي جديد مع تصاعد الاتهامات حول حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية وهي اتهامات مرفقة بـ«أدلة» يمتلكها معسكر المرشح عبدالله عبدالله، في حين استمرت التظاهرات لليوم الثاني على التوالي بكابول للاحتجاج على التزوير. وخلال مؤتمر صحافي قال مدير حملة عبدالله الانتخابية باريالاي ارسالاي إن «مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى متورطون بدعم مرشح في الانتخابات في إشارة إلى المرشح المنافس أشرف غني وبالخداع والغش والتلاعب». وكشف ارسالاي للمرة الأولى عن ملف قال إنه يؤكد حدوث تزوير لصالح أشرف غني، ويتضمن «مجموعة تسجيلات صوتية سرية» بجودة متوسطة ويوجه الاتهام للمسؤول الكبير في اللجنة الانتخابية المستقلة ضياء الحق عمارخيل. وتتضمن التسجيلات محادثات هاتفية بين عمارخيل ومسؤولين في اللجنة الانتخابية المستقلة فضلاً عن «عضو في حملة غني»، ومن الممكن الاستماع إلى صوت يعتقد أنه يعود لعمارخيل وهو يؤكد وجود أشخاص «يعملون» لإنجاح غني. ويطلب الصوت ذاته من مسؤول في اللجنة الانتخابية توظيف أشخاص من الأوزبيك والباشتون، والذين يفترض أنهم من مؤيدي غني الذي ينتمي اصلاً إلى عرقية الباشتون والمتحالف مع الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دوستم. ورفضت حملة عبدالله الانتخابية تحديد مصدر تلك التسجيلات. وغداة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 14 يونيو الجاري عمد عبدالله إلى إجراء سلسلة من اللقاءات الصحافية لتوضيح اعتقاده بأن اللجنة الانتخابية المستقلة وحملة غني فضلاً عن الرئيس حميد كرزاي يعملون لمنع نجاحه.
وحل عبدالله في المرتبة الأولى خلال الدورة الانتخابية الأولى في أبريل الماضي بحصوله على 45 % من الأصوات مقابل 31.6 % لأشرف غني. وقد أدان «الانتهاكات الفاضحة» للقواعد الانتخابية لصالح الحملة المنافسة، حتى أنه أعلن مقاطعته للجنة الانتخابية المستقلة. إلا أن عبد الله امتنع عن زيادة التوتر خلال الأيام الماضية مؤكداً أنه يتوقع من مؤيديه أن «يحترموا القوانين الأفغانية والمصالح القومية».
ولكن ذلك لم يهدئ من غضب مناصريه، إذ تظاهر المئات مجدداً في شوارع العاصمة كابول وفي هراة غرب أفغانستان.