كتب ـ حذيفة إبراهيم:
رفضت وزارة الصحة تعيين أو تدريب خريجي قسم الفيزياء الطبية بجامعة البحرين رغم الحاجة، واستقدمت موظفين اثنين من الخارج للعمل بمستشفى السلمانية بذات التخصص، حسب ما ذكر خريجون.
وقال الخريجون في تصريحات لـ«الوطن»، إنهم ابتعثوا لدراسة التخصص من قبل وزارة التربية والتعليم، لافتين إلى غياب التنسيق بين الوزارتين حيال الشواغر الوظيفية المتوفرة بالمؤسسات الصحية.
وأضافوا أن هناك حوالي 40 خرجياً من قسم الفيزياء الطبية يعود تخرج بعضهم لـ3 سنــــوات، وترفض وزارة الصحـــة الاعتراف بشهاداتهم أو توظيفهم، رغم أن العاملين في المجال داخل الوزارة يؤكدون الحاجة الماسة لموظفين من التخصص.
وقالت الخريجات خديجة حبيب وهدير عبدالله وفضيلة عبدالحسين، إن «الصحة» رفضت حتى إجراء التدريب العملي لهن الداخل ضمن متطلبات التخرج من الجامعة، ما اضطرهن إلى التدرب في مستشفيات خاصة وبتخصصات لا تقع ضمن نطاق دراستهن.
وأضفن أن هناك موظفين يعملون في مستشفى السلمانية استقدموا من الخارج بنفس الوظيفة، مؤكدات أن وزارة الصحة ترفض التدريب الإكلينيكــي والعملي للطلبة.
ولفتت الخريجات إلى أن وزارة التربية هي من ابتعثتهن للدراسة، وأن جميعهن متفوقات في الثانوية العامة، ومن ذوات المعدلات المرتفعة في الجامعة.
وقلن إن الفيزياء الطبية هي إحدى التخصصات المهمة كونها تتعامل مع الإشعاعات الصادرة عن أجهزة الأشعة وغيرها، فضلاً عن أن بعض التخصصات التابعة لها علاقة بالأجهزة وصيانتها.
وأوضحت الخريجات أنه في جميع مستشفيات العالم، هناك متخصصون بالفيزياء الطبية لتطبيق القوانين الخاصة للحماية من الإشعاع سواء للمرضى أو الزوار أو العاملين، وكيفية الحد منه، ومراقبته ليكون في المستويات الآمنة.
وأشرن إلى أنه مازالت هناك بعثات يتم تخصيصها لدراسة «الفيزياء الطبية»، ما يعبر عن سوء تنسيق بين «التربية» و«الصحة»، وتساءلن «إما أنه لا مكان في سوق العمل لمثل هذه التخصصات؟ أو أن الصحة لا تريد التوظيف؟».
وتابعن «حتى في الهيئة العامة لحماية البيئة هناك الحاجة لفيزيائي طبي، نظراً لكونهن يتعاملن مع الإشعاعات، والجميع يدرك أهمية ذلك التخصص، ولكن دائماً جوابهم لنا عند السؤال عن التوظيف ليس بيدنا شيء».
وأوضحن أن الفيزياء الطبية تخصص يندرج تحته «العلاج بالإشعاع» أو «الحماية من الإشعاع» بالإضافة إلى «القسم النووي» وتلك من أهم المتطلبات في كافة المستشفيات.
وقالت الخريجات إنهن قدمن ضمن خطة توظيف الجامعيين في وزارة العمل، إلا أنهن حصلن على وظائف «سكرتيرة» أو في شركات ومصانع بعيدة كل البعد عن دراستهن، مشيرات إلى أن المستشفيات تعرض عليهن وظيفة «موظفة استقبال».
وأكدن أن المستشفيات الحكومية أغلقت الأبواب في وجوههن، مع إقرارها بالنقص الشديد في التخصص والحاجة لتوظيف المزيد بنفس المسمى الوظيفي «فيزيائي طبي».
970x90
970x90