كاد المنتخب المكسيكي يخرج من منافسات الدور الأول، لكنه تمكن من تحقيق إنجاز كبير يستفرد به ويمكنه من المحافظة على عذارة شباكه في ثلاث مباريات متتالية لو تمكن من تفادي الهدف الكرواتي الوحيد في نهاية اللقاء الذي جمع بينهما، أول أمس، في ختام المجموعة الأولى.
لكن رغم ذلك انتزع المنتخب المتحمس البطاقة المؤهلة إلى الدور ثمن النهائي في مونديال البرازيل بعد فوز مقنع على حساب المنتخب الكرواتي الذي انحنى في ثلاث مناسبات كاملة ضد “الكتيبة” المكسيكية الرائعة التي أظهرت إلى حد الآن أنها “فاكهة” المونديال وأحد أفضل المنتخبات التي تقدم مستوى متميزا رغم عدم وجود لاعبين “نجوم” مثل بقية المنتخبات.
المنتخب المكسيكي أشعل “بركان الفرح” في كل المدن المكسيكية وأكد أنه منافس قوي ومتمرس وقادر على الذهاب بعيداً في هذه المسابقة العالمية، وبالتالي كسر حاجز الوصول إلى الدور الثاني فقط والاكتفاء بتسجيل مشاركة بدرجة الـ”شرف”.
لقد دفعنا منتخب “القبعات الكبيرة” إلى رفع القبعة أمام هذا العطاء الغزير والروح “القتالية” العالية التي ظهر بها طيلة المقابلات الماضية وخاصة ضد منتخبي البرازيل البلد المنظم وكرواتيا، ونال بشهادة الجميع بمن في ذلك “الفيفا” مذكرة امتياز نظير التطور اللافت في أدائه ومستواه العالي الذي جعل منه أحد أفضل المنتخبات في الدور الأول.
لكن ما يزيد حقاً من درجة الإعجاب بهذا المنتخب أنه تحول بسرعة كبيرة من منتخب متوسط الإمكانيات يعاني من سوء النتائج في مرحلة التصفيات التأهيلية، قبل أن يضمن ترشحه بشق الأنفس عبر المرور من بوابة الملحق، إلى منتخب قوي وفتي ومنافس جدي على الذهاب إلى أبعد مدى ممكن في “العرس” المونديالي، بعد أن كسر “شوكة” المنتخب الكرواتي وفرمل تقدم “السامبا” البرازيلية.
وكان سر النجاح المكسيكي هو الاعتماد على أسلوب يمزج بين الثبات الدفاعي والسرعة الفائقة في نسج الهجومات، وقد ساعدته في ذلك الحيوية المتقدة التي ميزت جل اللاعبين دون استثناء بالإضافة إلى حركيتهم الفائقة في متابعة كل الكرات ما تسبب في إرهاق المنافسين وشل حركتهم.
وتبدو مباراة الدور ثمن النهائي بين هذين المنتخبين من أقوى المنافسات القادمة خاصة وأن المستوى الذي ظهر به منتخب المكسيك يخول له مواصلة إبهار العالم وقض مضجع الهولنديين الذين يعتبرون من المرشحين البارزين للمراهنة على اللقب. هي مباراة ستكشف مدى قدرة المنتخب الأمريكي على الصمود الذهني والبدني في مواجهة سرعة أريين روبن ومهارة فان بيرسي.