قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إن مبنى البريد يستكمل الواجهة السياحية بمنطقة باب البحرين، كونه الأقدم في تاريخ البريد البحريني منذ أربعينات القرن الماضي، مشيرة إلى أن التعاون ما بين الثقافة و»المواصلات» من شأنه أن يحفظ حقبة بداية الاتصالات والمواصلات في مملكة البحرين، من خلال المبنى الذي سيكون متحفًا يتضمن توثيقًا للحركة البريدية والمراسلات في المنطقة، وسيحوي أهم مقتنيات تلك المرحلة ومجموعة نادرة من الطوابع البريدية التي تقتنيها كلا الوزارتين. وتفقدت الوزيرة برفقة وزير المواصلات كمال بن أحمد، والوكيل المساعد للبريد بوزارة المواصلات الشيخ بدر بن خليفة آل خليفة، آخر التطورات المتعلقة بالمشروع، ومتابعةٍ مستجدات سير العمل ومراحل الترميم الحفاظية التي يشهدها المبنى والتأكد من خطة سير العمل، إثر الاجتماع الذي انعقد بين الوزيرين الأسبوع الماضي. ولفتت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى أن الثقافة تتخذ من العمران أسلوبًا حفاظيًا وتأريخيًا تسعى من خلاله لاستعادة العمران القديم وفق طرزً معمارية محلية، إلى جانب تأهيله للقيام بدورٍ وظيفي حداثي يتصل بمهامه الأساسية ويحفظ تكوينه الجمالي وأهميته التاريخية. بدوره أكد وزير المواصلات أن هذه الإجراءات الحفاظية التي تحرص عليها وزارة الثقافة؛ تعيد استثمار أهم المواقع التاريخية التي شهدت تحولات مفصلية من شأنها أن تعزز التوثيق الثقافي والاجتماعي، مشيدًا بهذا الاتجاه الثقافي والحرص على التراث الإنساني في مختلف مراحله الزمنية. وبين أن هذا التوجه سيكون من شأنه إعادة تأهيل المواقع لاسترداد دورها وأهميتها، معرباً عن اعتزاز وزارة المواصلات بهذا التعاون المشترك الذي سيثري السياحة المحلية ويكشف عن تاريخ الاتصال ما بين البحرين والعالم.
يشار إلى أن فريق العمل الهندسي يواصل اشتغاله على موقع مبنى البريد لإنجاز تفاصيله وتهيئته للقيام بالدور المتحفي خلال المرحلة المقبلة. ويهتم الفريق بالحفاظ على تفاصيل هذا العمران التاريخي الذي يتضمن كثيراً من العناصر المعمارية التقليدية وتقنيات البناء القديم التي لوحظت في الأسقف والجدران.