بيروت - (وكالات): أعلنت مصادر سعودية أن «الانتحاري الذي فجر نفسه في فندق في بيروت أمس الأول لدى محاولة القوى الأمنية توقيفه سعودي مطلوب أمنياً، وكان برفقة سعودي آخر تم اعتقاله»، فيما أصدرت السفارة السعودية في بيروت بياناً دانت فيه «العمل الإرهابي الذي وقع في منطقة الروشة بشدة، لأنه عمل لا يمت إلى القيم الإنسانية أو الإسلامية بأي صلة ويمثل اعتداءً على الأبرياء والحرمات»، فيما أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني في بيان تعليقاً على «الحادثة الإرهابية» أن «الإرهاب ? جنسية له وهو مصدر التهديد المشترك للسعودية ولبنان».
وقالت المصادر السعودية إن الانتحاري الذي قضى بالتفجير «يدعى عبدالرحمن ناصر الشنيفي «20 عاماً» وهو مطلوب أمنياً من وزارة الداخلية». وأشارت إلى أنه من منطقة نجد وغادر المملكة «قبل فترة قريبة دون الإبلاغ عن وجهته». أما السعودي «الآخر الذي كان برفقته وأصيب بحروق فهو علي إبراهيم الثويني «20 عاماً». ووقع انفجار مساء أمس الأول في فندق في منطقة الروشة غرب بيروت نتج عن تفجير شخص نفسه خلال مداهمة عناصر من اأمن العام غرفة ينزل بها مع رجل آخر أصيب في الانفجار وتم توقيفه، بحسب ما أعلن الأمن العام اللبناني. وتسبب الانفجار بوقوع أكثر من 10 جرحى بينهم عناصر الأمن العام والموقوف.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن الموقوف الجريح يحمل الجنسية السعودية. وهو الانفجار الانتحاري الثالث في أقل من أسبوع. ووقعت الانفجارات الثلاثة نتيجة إقدام الانتحاريين على تفجير أنفسهم لدى الاشتباه بهم واستباقاً لتوقيفهم على أيدي الأجهزة الأمنية. وأصدرت السفارة السعودية في بيروت بياناً دانت فيه «العمل الإرهابي الذي وقع في منطقة الروشة بشدة، لأنه عمل لا يمت إلى القيم الإنسانية أو الإسلامية بأي صلة ويمثل اعتداء على الأبرياء والحرمات».
وأضاف البيان «أن المملكة العربية السعودية اكتوت بنار الإرهاب في محطات عدة ولا توفر أي جهد في سبيل مكافحة هذه الآفة الغريبة عن مجتمعنا العربي وقيمنا الإسلامية». وهنأت السفارة «الحكومة اللبنانية على ما تحققه من نجاحات في ملاحقة الخلايا الإرهابية».
وأعلن السفير السعودي علي عواض عسيري في مقابلة تلفزيونية أن السعودية «مستعدة للتعاون مع السلطات اللبنانية عبر فريق عمل يساعد في تقديم الأدلة»، مشيراً إلى أن مندوباً من بلاده «يتابع التأكد من هوية الانتحاريين». وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم «لواء أحرار السنة» على «تويتر» تفجير الأربعاء.
ودعت كتائب عبد الله عزام المرتبطة بتنظيم القاعدة اللبنانيين لشن هجمات على «حزب الله» الشيعي اللبناني قبل يوم من التفجير الانتحاري.
وتأتي هذه التفجيرات في لبنان بعد معلومات تلقتها الأجهزة الأمنية اللبنانية من استخبارات أمريكية، بحسب ما ذكر مسؤول امني، حول احتمال وقوع اعتداءات وتفجيرات. وأجرت الأجهزة الأمنية اللبنانية، بناء على هذه المعلومات، عمليات دهم خلال الأسبوع الماضي في عدد من الفنادق في بيروت، بحثاً عن مشتبه بهم.
وأوضح مصدر أمني أن هذه «المداهمات ليست عرض عضلات بل إجراءات وقائية لتطمين الناس أن القوى الأمنية تقوم بمهامها». من جهته، قال الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان في بيان «إننا نعتقد أن الحادثة الإرهابية هو تحرك ضمن مخطط مشبوه يستهدف الإساءة والنيل من الدور السعودي في لبنان»، مشدد على أن «السعودية أبليت بلاءاً حسناً في محاربة الإرهاب وحققت خلال مسيرتها الظافرة بهذا الخصوص إنجازات ومكاسب عجزت عن تحقيقها أكثر الدول تقدما وخبرة في مجال محاربة الإرهاب». كما ثمن البيان «الدور البناء والإيجابي الذي لعبته السعودية في لبنان خاصة أيام المحن والشدائد التي مرت به».