أكد علماء ودعاة أن «شهر رمضان المبارك هو شهر الصبر، والصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، تصديقا لقول الله تعالى في كتابه الحكيم: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»»، مشيرين إلى أن «الشهر الفضيل هو أيضاً شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، والعتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: (وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة»».
من جهته، قال الداعية الشيخ محمد حسان إن «شهر رمضان موسم عظيم من مواسم الطاعة، وله من الخصائص ما ليس لغيره من الشهور، فالله تفضل على الأمة الإسلامية بهذا الشهر الكريم، فهو شهر القرآن، وشهر الصيام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان، يحتفي به حفاوة خاصة، استناداً إلى قول الله تعالى في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»».
وأضاف أنه «من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً، ففضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، واختص الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان»، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان»».
وتابع الشيخ حسان «هو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»، من صامه وقامه إيماناً بموعود الله، واحتساباً للأجر والثواب عند الله، غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي «الصحيح» أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقال أيضاً: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». ومن أدركه فلم يغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام، وأمن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم»».
وذكر الشيخ حسان أن «الشهر المبارك هو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»»، كما انه شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم»»، وهو شهر الجود والإحسان، ولذا كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في شهر رمضان»».
وخلص الشيخ حسان إلى أنه «حري بالمسلم أن يتذكر تلك الفضائل الجمة، والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك، وأن يغتنم أيامه ولياليه، عسى أن يفوز برضوان الله، فيغفر الله، ويكتب له السعادة في الدنيا والآخرة».
من جهته، قال الشيخ صالح المغامسي إن «الجنة أعظم مقصود، وهي وعد الله لعباده الصالحين، وفي الشهر المبارك، تفتح أبوابها، فهذا من أعظم الدلائل على رفعة هذا الشهر، ومقامه الذي آتاه الله إياها، ذلك أن سعي المؤمن للخيرات في الدنيا لا لشيء سوى الفوز بالجنة، فإذا كانت الجنة التي قال الله عنها في كتابه الكريم «كان على ربك وعداً مسؤولاً»، وقال «وعداً مأتياً»، تفتح أبوابها إذا دخل هذا الشهر، فهذا يدل على فضيلة هذا الشهر وعظمته، ثم إن القرآن الكريم وهو أجل كتاب، أنزل في هذا الشهر، والصيام الركن الرابع من أركان الإسلام فرضه الله جل وعلا في هذا الشهر».
وأضاف الشيخ المغامسي أن «من فضائل الشهر الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في هذا الشهر، قال الله تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن»، وفضيلة الشهر قائمة على أنها باب خير عظيم، باب خير لركنه الأعظم وهو الصيام، كما إنها باب خير لما يتعلق به من صدقة، وصلاة وقربات، وجعل الله تعالى هذا الشهر للأمة موئلاً لها يتسابق فيه المؤمنون نحو الخير العظيم، فمن أبقاه الله وأحياه حتى أدرك هذا الشهر، وأتمه، لابد وأن يغتنم تلك الفرصة العظيمة، فلا يقبل المؤمن العاقل الحصيف، الذي يعلم تقصيره، أن تفوته تلك الفرصة الكبيرة، فلابد وأن يحرص على اغتنام الطاعات وتجنب الموبقات».
وفي هذا الصدد، قال الداعية الشيخ نبيل العوضي إن «النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه إذا جاء شهر رمضان ويقول لهم» «جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فهو نعمة من نعم الله على عباده».
من جهته، دعا الداعية عمرو خالد «المسلمين إلى اغتنام شهر رمضان لما فيه من خيرات، فالجنة تتزين من السنة إلى السنة للشهر المبارك»، مستشهداً بحديث الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه الذي قال فيه: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان، فقال: «أيها الناس: قد أظلكم شهر عظيم كريم مبارك، شهر فيه ليلة، خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعاً، شهر من تقرب فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً، كان مغفرة لذنوبه، وعتق لرقبته من النار، وكان له مثل أجر الصائم، من غير أن ينقص من أجره شيء»، قلنا: يا رسول الله! ليس كلنا يجد ما فطر الصائم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعطي الله هذا الثواب، من فطر صائماً على تمرة، أو على شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له، وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء لكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، شهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غناء لكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن سقى صائماً، سقاه الله من حوضي، شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة».