الرياض - (وكالات): التقى خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في جدة، أمس، وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي وصل إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في وقت سابق أمس، واستقبله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، فور وصوله، وتمنى العاهل السعودي للوزير الأمريكي «التوفيق» في مساعيه، فيما تحدثت تقارير عن أن المباحثات بين خادم الحرمين وكيري تضمنت الأوضاع في سوريا والعراق.
ويتزامن ذلك مع تأكيدات السعودية على ضرورة المحافظة على سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه، ورفض التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية، ودعوة كافة أطياف الشعب العراقي إلى الشروع في اتخاذ الإجراءات التي تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب العراقي في تحديد مستقبل العراق والمساواة بينها في تولي السلطات والمسؤوليات في تسيير شؤون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة لتحقيق ذلك، والإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني للعمل على إعادة الأمن والاستقرار، وتجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفية التي مورست في العراق. وعلى أرض المطار، عقد كيري اجتماعاً مع رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، ويأتي ذلك بعد ساعات من طلب الرئيس باراك أوباما من الكونغرس تقديم 500 مليون دولار للمعارضة السورية.
وقال كيري بعد الاجتماع «بإمكان المعارضة السورية المعتدلة أن تلعب دوراً في صد الجهاديين الذين اجتاحوا مناطق واسعة في العراق.
وأضاف كيري «المعارضة السورية المعتدلة بإمكانها لعب دور مهم في صد الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش «ليس فقط في سوريا وإنما في العراق أيضاً». وتابع أن «الجربا يمثل قبيلة تنتشر في العراق، وهو يعرف أشخاصاً هناك، كما إن وجهة نظره وكذلك وجهة نظر المعارضة المعتدلة ستكون مهمة للغاية للمضي قدماً»، مؤكداً «أننا في لحظة تكثيف الجهود مع المعارضة» يذكر أن المساعدات الأمريكية للمعارضة السورية اقتصرت، رسمياً، منذ بداية النزاع على تقديم مساعدات غير فتاكة بقيمة 287 مليون دولار رغم أن وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه تشارك في برنامج سري للتدريب العسكري للمعارضين في الأردن. من جهته، دعا الجربا إلى تقديم «مساعدة أكبر» من الولايات المتحدة للمعارضة، كما طالب «واشنطن والقوى الإقليمية ببذل جهود قصوى لمعالجة الوضع في العراق» مشيراً إلى «جيران» هذا البلد و»خصوصاً السعودية». وأضاف «نحن بحاجة إلى دعم أكبر» ووصف المساعدة الأمريكية التي أعلن عنها بأنها «مهمة جداً». والتقى كيري مساء أمس الأول في باريس نظراءه السعودي والأردني والإماراتي لمناقشة الأزمة العراقية والتهديد الذي يشكله الجهاديون.
وشدد وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل خلال اللقاء في باريس على ضرورة التعاون بين دول المنطقة من أجل تغيير الأوضاع.