عواصم - (وكالات): أكد مسؤول أمريكي أمس أن طائرات دون طيار أمريكية تحلق فوق بغداد لحماية القوات الأمريكية والدبلوماسيين الأمريكيين، في وقت أطلقت قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت من المسلحين. وقبل أيام قليلة من الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، دعت المرجعية الشيعية الكتل السياسية إلى التوافق حول الرئاسات الثلاث، محذرة من تبني فكرة تقسيم العراق، بينما أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن سيطرة الأكراد على كركوك أمر نهائي.
من جانبها، أكدت «كتلة المواطن» التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، أن «ائتلاف دولة القانون» يبدي «مرونة» ملحوظة إزاء سحب ترشيح زعيمه نوري المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة، لاسيما بعد زيارة جون كيري إلى بغداد، حسبما جاء في صحيفة «المدى» العراقية.
ويشن مسلحون ينتمون لفصائل وتنظيمات مختلفة بينهم مسلحين من العشائر، وأعضاء في «حزب البعث» السابق، إضافة إلى مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش»، هجوماً منذ أكثر من أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدناً رئيسة بينها تكريت والموصل. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن «بضع» طائرات من دون طيار أمريكية تحلق فوق بغداد لحماية القوات الأمريكية والدبلوماسيين الأمريكيين في العاصمة العراقية إذا تطلب الأمر ذلك. وتأتي الخطوة بعدما نشرت الولايات المتحدة 180 من قواتها كمستشارين عسكريين في الأيام الأخيرة لمساعدة القوات العراقية على وقف تقدم المسلحين.
وأرسلت الطائرات من دون طيار كخطوة احترازية لحماية الأمريكيين في بغداد أو ما يطلق عليه الجيش «قوة حماية»، وفق مسؤولين. عراقياً، قال مسؤول عسكري بارز إن «قوات طيران الجيش تنفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في مدينة تكريت شمال بغداد بهدف حماية القوات التي تسيطر على جامعة تكريت»، مضيفاً أن «قوات أخرى تنتشر حول مدينة تكريت استعداداً لتنفيذ عملية كبيرة ضد المسلحين المتواجدين فيها».
وأكد المسؤول العسكري أن «تحقيق التقدم في مدينة تكريت يؤمن الطريق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل شمال بغداد إضافة إلى السيطرة على الأرض في اتجاه محافظة ديالى» في الشرق، مشيراً إلى أن «القوات الحكومية تساعد وتسهل خروج العائلات من أهالي مدينة تكريت التي تعتبر ساحة معركة حالياً».
وتمكنت قوات المالكي من السيطرة على جامعة تكريت شمال المدينة بعد عملية إنزال قامت بها قوات خاصة أعقبتها اشتباكات، بحسب ما أفادت مصادر مسؤولة. في موازاة ذلك، قال المالكي لدى زيارته قيادة عمليات بغداد ان «بغداد امنة ولا يمكن أن تتعرض لاهتزاز»، مضيفاً «لن يستطيعوا أن يحدثوا شيئاً في بغداد». وقبل أيام من أول جلسة للبرلمان الجديد الثلاثاء المقبل، دعا المرجع الشيعي في العراق اية الله السيد علي السيستاني الكتل السياسية العراقية في مجلس النواب الى التوافق على الرئاسات الثلاث والالتزام بالتوقيتات الدستورية، مطالباً بالابتعاد عن فكرة تقسيم البلاد كحل للأزمة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء «بعد صدور المرسوم من رئاسة الجمهورية الذي دعا أعضاء مجلس النواب إلى عقد الجلسة الأولى، المطلوب من الكتل السياسية الاتفاق على الرئاسات الثلاث خلال الأيام المتبقية من ذلك التاريخ رعاية للتوقيتات الدستورية».
واعتبر أن التوافق على الرئاسة الثلاث «مدخل للحل السياسي الذي ينشده الجميع».
في المقابل، وبعد يوم من زيارته مدينة كركوك شمال بغداد المتنازع عليها للمرة الأولى منذ سيطرة الأكراد عليها، أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن هذه السيطرة باتت أمراً نهائياً. وقال بارزاني في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في أربيل «لقد صبرنا عشر سنوات مع الحكومة الاتحادية لحل مشاكل هذه المناطق وفق المادة 140 ولكن دون جدوى». وفرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك في 12 يونيو الجاري في تحول تاريخي في المدينة التي تضم أكراداً وعرباً وتركماناً، وذلك بهدف حمايتها من الهجوم الكاسح الذي يشنه مسلحون متطرفون في مناطق مختلفة من العراق.