غزة - (وكالات): شنت طائرات حربية إسرائيلية 12 غارة جوية على قطاع غزة فجر أمس، فيما ردت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة، ما أدى إلى اندلاع حريق في المنطقة الصناعية في سديروت جنوب الأراضي المحتلة، بينما لم تستبعد مصادر إسرائيلية إمكانية تنفيذ «عملية كبيرة» للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، استشهد أحد أفراد مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين بالقرب من خان يونس، جنوب قطاع غزة، في غارة جوية إسرائيلية كما ذكرت أجهزة الأمن الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس السابقة في غزة أشرف القدرة في وقت سابق أن «رجلاً يبلغ من العمر 47 عاماً وطفلة تبلغ من العمر 15 عاماً أصيبا بجراح متوسطة بشظايا صاروخية خلال استهداف طائرات الاحتلال لهدف بالقرب من مسجد الفاروق بحي الزيتون في مدينة غزة».
من جهتها، أكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أنه «كان هنالك ما مجموعه 12 ضربة على مرتين» مشيرة إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف عدة «مواقع لأنشطة مسلحة».
وقال مصدر أمني فلسطيني في غزة إن «طائرات الاحتلال الإسرائيلي واصلت عدوانها بشن أكثر من 10 غارات جوية على مناطق في وسط وجنوب قطاع غزة أسفرت عن إلحاق أضرار كبيرة من دون أن تسجل إصابات». وقال الشهود إن «الطائرات الحربية اطلقت صواريخ على منطقتين خاليتين شرق مخيم البريج جنوب غزة وقرب بلدة بيت حانون».
وأوضحوا أن «طائرات الاحتلال أطلقت 3 صواريخ على موقع القادسية للتدريب التابع لسرايا القدس «الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي» وموقع تدريب تابع لحركة الأحرار غرب خان يونس»، مشيرين إلى أن القصف «أحدث أضراراً بدون إصابات».
وقصف الطيران الإسرائيلي موقعين في رفح هما «سعد صايل التابع لحركة حماس وموقع حطين التابع لسرايا القدس».
وفي رفح أيضاً تعرض مصنع للاسمنت لغارة جوية بالصواريخ ما ادى الى وقوع «اضرار مادية بالغة في المصنع وفي عدد من المنازل المجاورة»، وفق الشهود.
كما قصفت الطائرات الحربية موقعا تابعا لكتائب عز الدين للقسام الجناح العسكري لحماس قرب محطة توليد الكهرباء القريبة من مخيم النصيرات وسط القطاع دون اصابات. من جهة ثانية اكد مصدر امني ان «قوات الاحتلال شنت قصفا مدفعيا على المناطق القريبة من الحدود شرق خان يونس ادى الى اشتعال حرائق في ارض مزروعة واضرار في منزلين» بالمنطقة نفسها.
ورات المراسلة العسكرية في الاذاعة العامة الاسرائيلية ان «الجيش والاستخبارات يبحثان لخلق رابط بين المشتبهين وحركة حماس في غزة» دون ان تستبعد امكانية ان يؤدي ذلك الى تنفيذ «عملية كبيرة» للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته «ضرب جيش اسرائيل عددا كبيرا من الاهداف»، وقال اننا «مستعدون لتوسيع نطاق هذه العملية وفق الحاجة».
من جهته، اعلن الجيش الاسرائيلي انه اعتقل 7 فلسطينيين في اطار حملة العثور على 3 شبان اسرائيليين.
وارتفعت حدة التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد اختفاء 3 شبان اسرائيليين في جنوب الضفة الغربية المحتلة في 12 يونيو الماضي حيث شن الجيش عملية واسعة للعثور عليهم.
واستشهد 5 فلسطينيين بيد جنود اسرائيليين خلال هذه العملية واعتقل قرابة 400 في غالبيتهم من اعضاء حركة حماس التي تسيطر قواتها الامنية على قطاع غزة والتي تنسب اليها اسرائيل المسؤولية عن خطف الشبان الاسرائيليين ولو انه لم يصدر اي تبن جدي لعملية الخطف هذه.
وخلال عمليات البحث في الضفة الغربية، قام الجيش الاسرائيلي بتفتيش 2100 مبنى، بحسب متحدثة عسكرية. ونشر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشين بيت» مساء الخميس الماضي اسمي فلسطينيين يعتبرهما مسؤولين عن خطف الإسرائيليين الثلاثة. وقال الشين بيت في بيان «المشتبه بهما الرئيسيان في عملية الخطف هما مروان قواسمة وعامر أبو عيشة العضوان في حركة حماس في الخليل واللذان يلاحقهما جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي». من ناحية أخرى، أعلن نتنياهو أنه ينظر في إمكانية حظر الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة. ويأتي هذا القرار بعد تظاهرة جرت في أم الفحم وهي إحدى أهم المدن العربية في الأراضي المحتلة تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ورددت فيها شعارات تدين العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية. والحركة الإسلامية منظمة غير محظورة لكنها تخضع لرقابة مشددة. وأعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية قبل أيام منع رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح من السفر بهدف حماية «أمن الدولة».