“في كرة القدم الكثير من الأمور تتعلق بالمذاق، ولكن من جانب آخر اتفق كل النقاد على أمر واحد، لعقود الآن، لم يكن هناك دور أول بمثل تلك الحيوية التي سارت فيها الأمور في البرازيل، الاستراتيجيات والمناورات التكتيكية كانت العنصر الأدنى في المباريات، بينما كانت السرعة واللعب الهجومي هي الأكثر سيطرة، في بعض الأحيان شاهدنا معركة مفتوحة مثلما حدث خلال تعادل ألمانيا وغانا 2 / 2.
إنه مشهد غريب بالنسبة للدور الافتتاحي حيث غالباً ما تلعب الفرق بحرص وتعمل على اختبار بعضها البعض، ولكني لا أعتقد أن الطريقة الهجومية ستستمر، بداية من دور الستة عشر فإن النواحي التكتيكية ربما تسيطر على الأجواء.
عندما تقام كأس العالم في أمريكا الجنوبية، فإن فرق أمريكا الوسطى وحتى الولايات المتحدة الأمريكية يكون لديها حافز قوي، كانت هناك مباريات شهدت معاركة طاحنة لم يكن المرء يتوقعها من أمريكا اللاتينية.
النشوة مستمدة، على ما أعتقد من هوية القارة الأمريكية، حتى أن مجرد ترديد النشيد الوطني يثير في الجسم قشعريرة، عندما تنظر إلى مثل هذا الحماس، يكون من الواضح السبب في عدم فوز أي فريق أوروبي بلقب كأس العالم في أمريكا الجنوبية.
من وجهة نظر أوروبية أنا سعيد لفرنسا، حيث إنه بوجود كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد في المنطقة الأمامية، استعاد الفريق ثباته، الفريق الألماني بالنسبة لي بدا أكثر ثباتاً لأنه الفريق الوحيد الذي بإمكانه تغيير وتيرته حسب رغبته، وبسبب توماس مولر وأهدافه الأربعة، لديهم مهاجم متعدد الاستخدامات، ولكن في نفس الوقت من المتوقع أن تخوض الجزائر معركة كبرى اليوم الإثنين.
الأمر الذي فاجأني هو كيفية استعادة المنتخب السويسري، توازنه بعد هزيمته الساحقة أمام فرنسا، استعاد الفريق توازنه وفاز على هندوراس 3/0، بفضل الأهداف الثلاثة التي سجلها شيردان شاكيري لاعب بايرن ميونيخ، إعادة تجميع شتات الفريق كان بمثابة عمل نفسي مميز للمدرب السويسري، أوتمار هيتزفيلد المدرب السابق لبايرن ميونيخ، يوم الثلاثاء المقبل الأرجنتين أيضاً ستشعر بالحرارة في مواجهة سويسرا.
ما لاحظته أيضاً أن هناك الكثير والكثير من الفرق تجيد صناعة المفاجأة في مواقف معينة، إنها طريقة مجربة وحقيقية بالنسبة لفريق عندما يحاول تجاوز سقف التوقعات، لا يوجد شخص يسدد الضربات الحرة بمثل الطريقة الجميلة التي يفعلها الأرجنتيني ليونيل ميسي، الإيطالي أندريا بيرلو “أب” كل فنون الضربات الحرة، للأسف لم يعد موجود بالبطولة.
وضع مصيدة تسلل ضد الخصم، وهي مغامرة محفوفة بالمخاطر، يتم استخدامها مجدداً وبشكل أكثر من المعتاد، والبدلاء يصنعون الفارق بشكل أكبر، وفي هذا الشأن المدرب الهولندي لويس فان جال لديه بعض المواهب الجيدة، كل التحية له، لقد استدعى بعض اللاعبين الصغار الذين سجلوا بعض المفاجآت.
لقد خرج كرستيانو رونالدو وإنييستا وبيرلو وروني، وعدد من الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم من كأس العالم، ولكن هكذا تسير الحياة، بعد كأس العالم يبدأ التقييم، والعديد من اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين سيفسحون الطريق أمام اللاعبين الأصغر سناً، هكذا دائماً تسير الأمور.
وبالنسبة لكل الشكوى والأنين بشأن درجات الحرارة والرطوبة ينبغي الإشارة إلى أن اللاعبين مجهزين تماماً للتعامل مع الأمر، حجة أن الأوروبيين لعبوا الكثير من المباريات غير مقبول، لقد حصلوا على وقت كاف للاستعداد لكأس العالم والأجواء هناك، كل لاعب عليه أن يسأل نفسه لماذا لم يكن لائقاً بشكل كاف أو جاهز لبذل المزيد من الجهد داخل الملعب، أنا مقتنع بأنه في النهاية الأمور كلها تعتمد على قوة الإرادة.
ولكني دائماً ما اندهش من الأمور الجديدة، لم أرصد أبداً طريقة يقوم بها لاعب بعض منافسه مثلما فعل الأوروغوياني لويس سواريز مع المدافع الإيطالي جورجو كيلليني، إنه أمر لا يصدق من الناحية العملية، لقد شاهدت الإعادة ثلاث مرات لكي أصدق الأمر، العقوبة الصارمة التي فرضت على سواريز أكثر من عادلة، الأمر الأسوأ بالنسبة له أن أديداس ألغت عقدها معه، أعتقد أن ريال مدريد وبرشلونة سيتراجعان عن التقدم بعرض إلى ليفربول لضم سواريز”.