أطلق برنامج صعوبات التعلم بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي حملة للتوعية بأضرار التدخين، بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي دعت منظمة الصحة العالمية شركاءها إلى الاهتمام به، بهدف حماية أجيال الحاضر والمستقبل من العواقب الصحية المدمرة الناجمة عن التبغ، والآفات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخان التبغ.وقالت مديرة برنامج صعوبات التعلم، أستاذ مشارك في علم النفس الاجتماعي وصعوبات التعلم، د.نادية التازي التي أشرفت على تنفيذ الحملة بمعية طلبة وطالبات الدراسات العليا في برنامج صعوبات التعلم إن التبغ وباء يودي بحياة ما يقرب من 6 ملايين شخص سنوياً، إلى جانب عدد لا يستهان به من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر، وإن لم نتحرك اليوم، فإن الوباء سيؤدي إلى وفاة أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2030، بحسب آخر التقديرات العالمية.وتؤكد الدراسات الطبية أن التدخين يعد من العوامل الرئيسة المسببة للعديد من الأمراض مثل: سرطان الرئة، والنوبات القلبية، وضغط الدم والشرايين وضيق الأوعية الدموية، والانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الفم وأمراض الأسنان، كما يؤدي التدخين إلى الإصابة بالعديد من الأمراض والأزمات الصحية، كالسكتة القلبية والجلطة الدماغية، والدرن الرئوي، فضلاً عن أمراض الشيخوخة والضعف الجنسي المبكر. وتشير أرقام حديثة إلى للتدخين أضرار متعددة كأمراض الرئة والقلب والموت المفاجئ، إذ تبين الإحصائيات أن 30% من المدخنين يصابون بالسرطان، و95% منهم يصابون بسرطان الرئة، وان التدخين يسرع الشيخوخة بين المدخنين بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20%، أضف إلى ذلك التأثير السلبي على الأسنان واضطراب الوظائف الجنسية وزيادة التوتر والغضب، وهي الحقائق التي راحت الحملة تنشرها في أوساط الشباب والمراهقين.وأشارت د.التازي إلى أن ظاهرة التدخين كانت في مرحلة تاريخية معينة عبارة عن موضة ومظهر للرقي والحضارة، ثم بدأت هذه الظاهرة بالتقليد وأصبحت عادة على المستويات البيولوجية والنفسية والاجتماعية، ذلك لأن الجسم يتعود عليها إن على المستوى الحيوي أو العصب كيميائي على مادة النيكوتين أو النفسي وهو ما يعرف في علم النفس بالتعود الشرطي.وعن دوافع التدخين قالت إن دوافع التدخين كثيرة كالتقليد، حب الخوض في التجربة، إثبات الذات، مشاكل أسرية، غياب البديل، وطبيعة تمثل الفرد لظاهرة التدخين، باعتبارها عملية نفسية اجتماعية بالدرجة الأولى وتتحكم إلى حد ما في كل السلوكيات، ذلك أن طبيعة التمثل للأشياء والأشخاص والمواقف هي شأنها أن تحدد ردود الأفعال اليومية. ومن خلال المقابلات التي أجريت خلال الحملة مع بعض الطلبة المراهقين تبين أنهم يدخنون مع جماعة الأقران، وهذا يشعرهم بالانتماء وبالرجولة والاستقلالية، فيما أشار بعضهم إلى أن التدخين يمنحه شيء من القوة، وكانت الآراء ذاتها تتكرر عند الإناث اللواتي يدخن إذ يرين التدخين نوع من الحرية الشخصية وهو يساعد في إثبات لشخصيتهم.وبينت الحملة أهمية الوقاية عبر تدخل الأسرة والمدرسة، وتوجيه ميول الطفل الإيجابية وتعزيزها، والتوعية بمخاطر التدخين وأضراره على أن يتم ذلك في مرحلة مبكرة من نمو الطفل، مع التأكيد على الاهتمام بالنمو العاطفي، وتنظيم دورات وورش عمل تبين أضرار التدخين على الصحة النفسية والجسمية، وتدعيم الإرشاد والتوجه المتواصل بين المدرسة والأسرة.وأوضحت د.نادية التازي مجموعة من الإجراءات التي يجب إتباعها في حالة تعاطي التدخين كالتشجيع من الأسرة للكف عن التدخين، وتجنب العنف، خصوصاً إذا كان طفلاً أو مراهقاً والتعاون بين الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران، وضرورة وجود بديل، مثل الرياضة، الانخراط في الأندية، الاهتمام بالرسم والموسيقى، والقصة والرحلات والأسفار.ويشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أحيت أخيراً اليوم العالمي لمكافحة التدخين تحت شعار «رفع الضرائب المفروضة على التبغ»، وقد فازت البحرين بجائرة منظمة الصحة العالمية للجهود المبذولة لمكافحة التبغ في العام 2014.