القاهرة - (وكالات): قتل ضابطا شرطة وأصيب 10 آخرون في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في القاهرة في الذكرى الأولي لثورة 30 يونيو والتظاهرات الحاشدة المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين التي طالبت برحيل الرئيس محمد مرسي المنتمي إليها وأدت إلى عزله في 3 يوليو 2013. ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم حركات إسلامية أهمها جماعة الإخوان في بيان إلى «يوم غضب عارم» في ذكرى عزل مرسي بعد غد الخميس. وقال البيان إن التظاهرات ستبدأ عصراً في القاهرة من 35 مسجداً. وتأتي هذه التفجيرات قرب قصر الاتحادية الرئاسي بعد أقل من شهر من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه رسمياً في 8 يونيو الجاري.
وقالت وزارة الصحة إن الانفجارين أسفرا عن مقتل اثنين وإصابة 10 آخرين من بينهم شخص بترت قدمه وآخر بتر ساعده، فيما أعلنت وزارة الداخلية مقتل ضابطي شرطة في الانفجارين أقرب قصر الاتحادية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الشرطة «اشتبهت» في عبوتين ناسفتين بالقرب من قصر الرئاسة. وعند قيامها بالتعامل معهما لتفكيكهما «انفجرت إحداهما ما أدى إلى مقتل العقيد أمين عشماوي خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة».
وأضافت الوزارة أن التفجير أسفر كذلك عن إصابة «عدد من رجال الشرطة وتم نقلهم للمستشفى» مؤكدة أنه تم تفكيك العبوة الثانية وإبطال مفعولها.
وبعد الظهر، أكدت الوزارة في بيان ثانٍ أن عبوة ثانية انفجرت أثناء محاولة رجال الشرطة تفكيكها ما أدى الى مقتل المقدم محمد لطفي من إدارة المفرقعات في وزارة الداخلية وإصابة عدد آخر من رجال الشرطة، بحسب ما أكد مصدر أمني. كما أصيب أحد أفراد هيئة الإسعاف وبترت يده نتيجة الانفجار. وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول القصر وأغلقت الطرق المؤدية إليه. كما استخدمت لاحقاً إنساناً آلياً «روبوت» وكلاباً بوليسية للبحث عن أي متفجرات أخرى في الأشجار والحدائق المحيطة بقصر الرئاسة.
وفجرت الشرطة عبوة ثالثة عثر عليها مخبأة في حديقة مقابلة لقصر الرئاسة.
وخيم توتر على المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي حيث أغلقت المحال والمقاهي أبوابها وخلت الشوارع من المارة.
من جهته، تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ «القصاص» بعد ساعات من مقتل الضابطين.
وقال السيسي «فقدنا شهداء جدداً، وإنني لأعاهد الله وأسرهم وأرواحهم الطاهرة بأن الدولة ستقتص لهم قصاصاً عادلاً ناجزاً»، وذلك في كلمة مسجلة بثها التلفزيون المصري الرسمي بمناسبة ذكرى تظاهرات 30 يونيو الحاشدة ضد مرسي.
وأضاف السيسي «ما زال الإرهاب الأسود يحاول الوقوف أمام إرادة المصريين وآمالهم وتطلعاتهم. إرهاب لا دين له ولا وطن له. إرهاب خسيس لا يتردد في سفك دماء الصائمين والأطفال».
وشدد السيسي على الصعوبات التي تواجه مصر حالياً وقال «لا يخفي عليكم صعوبة الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي يمر بها الوطن». مؤكداً أنه «لا يمكن للدولة أن تتخلى عن مسؤوليتها إزاء هذه الأوضاع، لن نتهرب من المواجهة تحت ذريعة الاعتبارات والمواءمات السياسية».
وتتزامن تلك الانفجارات مع الذكرى الأولى للتظاهرات الحاشدة التي اندلعت في مصر في 30 يونيو 2013 وشارك فيها الملايين للمطالبة برحيل الرئيس السابق محمد مرسي الذي عزله الجيش على الأثر في 3 يوليو.
وكانت مجموعة «أجناد مصر» الجهادية نشرت على حسابها على تويتر الجمعة الماضي تحذيراً إلى «المارة بالأماكن الملغمة بعبوات ناسفة عند القصر الرئاسي بالاتحادية» بعد إلغاء عملية تفجير بسبب وجود مدنيين.
وتصاعدت أعمال العنف في مصر خلال اليومين الماضين.
وقتل 4 من رجال الشرطة في شمال سيناء مساء السبت الماضي في هجوم شنه مسلحون مجهولون قالت الشرطة إنهم من العناصر «التكفيرية» وذلك بعد ساعات من مقتل مدنيين صباح اليوم نفسه في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا مركز اتصالات تابع للشركة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية في ضاحية 6 أكتوبر بغرب القاهرة.