كتب – صالح الرياشي:
خرج منتخب الجزائر ممثل العرب من نهائيات كأس العالم بالبرازيل مرفوع الرأس بعد أن شرف الجزائريين وجمع العرب بالأداء القوي الذي قدمه أمام الماكينات الألمانية في الدور ثمن النهائي من المنافسة، وسبب لهم الكثير من الإحراج، لكن الحظ لم يقف في صف الخضر وأضاعوا فرصة التأهل على حساب أحد عمالقة الكرة الأوروبية العالية، لكنهم استطاعوا أن يكسبوا احترام العالم أجمع بعد أن أثبتوا بأنه لا توجد حواجز في كرة القدم وكل التوقعات قابلة للتصديق.
وتألق لاعبو الجزائر بشكل ملحوظ ولفتوا أنظار الجميع، وقد تتيح مباراة أمس فرصة للاعبي الجزائر في الاحتراف في الفرق الأوروبية الكبيرة في ظل الأداء البطولي الذي أهان المانشفت، خصوصاً بعد اختيار ريس مبولحي رجل للمباراة رغم تواجد أسماء عالمية في صفوف المنتخب الألماني لمع اسمهم في المباراة أيضاً، مثل مولر وأوزيل وشورله وكروس، وتمكن مبولحي من التصدي لعشر تسديدات على المرمى وحافظ على شباكه نظيفه طوال المباراة قبل أن يأتي شورله بهدف التقدم للألمان.
وغابت اللمسة الأخيرة من جانب المنتخب الجزائري وأضاعوا العديد من الفرص المحققة للتسجيل، حيث أتيحت للفريق عشرات الهجمات لم يتمكن المهاجمون من ترجمتها إلى أهداف خصوصاً في الشوط الأول، واستمر مسلسل الفرص الضائعة حتى في الشوط الثاني والوقت الإضافي أيضاً، وجاء هدف الجزائر الوحيد في قبل نهاية الوقت بثوان عن طريق عبدالمؤمن جابو بعد أن أنهى الإلمان المباراة لصالحهم بتسجيلهم لهدفين ولم يضف الهدف شيئاً سوى فرحة الخروج المشرف دك الحصون الألمانية.
كما إن التعب والإنهاك نال من اللاعبين في الوقت الإضافي وكان سبب رئيس في خروج الفريق بسبب غياب اللياقة البدنية العالية، بعكس الألمان الذين يتمتعون بالقوة البدنية واللياقة العالية التي ساعدتهم بشكل كبير في الصمود حتى الرمق الأخير من عمر المباراة، بالإضافة إلى التكتيك القوي للألمان في قتل نسق المباراة عقب تسجيلهم للهدف الأول في الأشواط الإضافية، مما أدى إلى هبوط نفسية لاعبي الجزائر وتقلص حماسهم.
أما سر فوز الألمان فأرجح بأن السبب هو حارسهم المتألق مانويل نوير الذي لم يكتف بدوره كحارس وقام بدور قلب الدفاع إلى جانب زميليه جيرمي بواتينق وبير ميريتساكر، حيث أبعد العديد من الانفرادات الجزائرية التي كان من شأنها أن تنهي المباراة لصالح محاربي الصحراء، وتشير الإحصائيات إلى أن نوير لمس الكرة 19 مرة خارج منطقة الجزاء أكثر من أي حارس مرمى آخر في هذه البطولة.
المناقشات
بعد التناقش على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أبدى المتابعون آراءهم حول خروج المنتخب الجزائري من المنافسة، حيث قال أحدهم بأن الخضر قدموا الكثير خلال شوطي المباراة ولم يتمكنوا من الصمود في الوقت الإضافي بعكس الألمان، بينما قال الآخر بأن الجزائر غابت عنه اللمسة الأخيرة ولم يستثمر الهجمات الكثيرة التي أتيحت له طوال زمن عمر المباراة، بينما أرجع آخر سبب الخسارة إلى الحظ العاثر الذي لم يقف في صف الجزائر رغم استحقاقهم للفوز.