عواصم - (وكالات): هددت 11 مجموعة مقاتلة شمال سوريا وشرقها بإلقاء السلاح وسحب مقاتليها، ما لم تقم المعارضة السورية بتزويدها بالأسلحة خلال أسبوع لمواجهة هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش».
وتقاتل هذه المجموعات في ريف حلب الشمالي والرقة ودير الزور، وهي مناطق تشهد منذ يناير الماضي معارك بين تشكيلات معارضة للنظام وتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي كان قبل ذلك يقاتل إلى جانب هذه الكتائب ضد النظام.
وصعد التنظيم بزعامة أبو بكر البغدادي في الأسابيع الأخيرة هجماته في سوريا تزامناً مع الهجوم الذي يشنه في العراق حيث سيطر على مناطق في شماله وغربه، قبل أن يعلن إقامة «الخلافة الإسلامية».
ومن المجموعات الموقعة على البيان «لواء الجهاد في سبيل الله» و«لواء ثوار الرقة» و«تجمع كتائب منبج» و«الجبهة الشرقية أحرار سوريا» وغيرها... ولا يعرف حجم هذه المجموعات وقوتها، لكن أهميتها تكمن في تواجدها في مناطق تقع تحت سيطرة «داعش» بشكل شبه تام.
وسأل بيان المجموعات السورية المقاتلة «أي خلافة هي التي يقيمونها على دماء شهدائنا وعلى القتل والتهجير وعلى التنكيل وتشويه شهدائنا، وعلى تهجير أهلنا وتدمير المنازل، أي خلافة يقيمونها في مناطق لم يحرروها، بل استباحوها وقتلوا المجاهدين فيها؟».
وأدت المعارك بين «الدولة الإسلامية» ومقاتلي المعارضة السورية إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويشكو مقاتلو المعارضة من نقص السلاح والدعم من الدول المؤيدة لهم. وأعربت الدول الغربية مراراً عن خشيتها من وقوع أي أسلحة نوعية تقدمها للمقاتلين السوريين، في أيدي الجماعات المتطرفة.
إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب من الكونغرس نهاية يونيو الماضي، 500 مليون دولار للمساعدة في «تجهيز وتدريب» مجموعات من المعارضة السورية «المعتدلة».
من ناحية أخرى، يشهد مرفأ جيويا تاورو في كالابريا الإيطالية حركة نشيطة مع بدء نقل أسلحة كيميائية سورية من السفينة الدنماركية «ارك فوتورا» إلى السفينة الأمريكية «كيب راي» بهدف تدميرها في المياه الدولية.
وخلال إشرافه على العملية ممثلاً للحكومة، قال وزير البيئة الإيطالي جان لوكا غاليتي «حتى الآن الأمور تجري بشكل جيد. قمنا بجهد استثنائي لإدارة كافة عمليات» النقل.
وعلى حسابه على تويتر كتب الوزير الإيطالي أنه «فخور بمساهمة إيطاليا في الأمن الدولي وبعملية شفافة وآمنة بيئياً»، في إشارة إلى تدمير الترسانة الكيميائية السورية التي احتاجت للكثير من الوقت خاصة في مرحلة إخراج الأسلحة من سوريا، ووصلت أخيراً إلى نهايتها. وصعد مفتشون من المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية على متن السفينة للتدقيق في كميات الأسلحة وأنواعها وتغليفها ثم أعطوا موافقتهم النهائية على بدء عملية نقل الأسلحة من السفينة الدنماركية التي أبحرت من مرفأ اللاذقية السوري في 23 يونيو الماضي. ووضعت أول حاوية من أصل 78 على عربة رافعة نقلتها إلى السفينة «كيب راي» صباح أمس، ونقلت أول 3 حاويات وكانت تحتوي على غاز الخردل، فيما تحتوي الحاويات الـ75 الباقية على غاز السارين. من جهة أخرى، وفي ظل احتياج نحو 11 مليون سوري للمساعدات الإنسانية يضغط أعضاء في مجلس الأمن الدولي على روسيا والصين لتأييد مشروع قرار توافقي لتعزيز وصول المساعدات عبر الحدود ويهدد بمعاقبة من يقف في طريق المساعدات.
فبعد أكثر من شهر على المفاوضات التي تمكن خلالها مقاتلون من السيطرة على مساحات كبيرة في العراق وسوريا تحاول مسودة القرار المقدمة في 27 يونيو الماضي أن تفوز بتأييد موسكو وبكين من خلال لغة مماثلة لتلك التي استخدمت في القرار الذي نال إجماعاً ويتعلق بالأسلحة الكيماوية في سوريا.
ولا يشير مشروع القرار إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يشمل سلطة المجلس الخاصة بفرض تطبيق قراراته من خلال العقوبات الاقتصادية أو القوة العسكرية وذلك على الرغم من أن لغته مماثلة لتلك التي تستخدم عادة في قرارات الفصل السابع.