بقلم - عمر الحمر:
ها هو رمضان قد حل علينا بخيره وبركاته التي لا تعد ولا تحصى كعادته سنوياً، هذا الشهر الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر ليتقربوا إلى الله بشعيرة الصوم، ومن الملاحظ جداً أنه في رمضان تتغير فيه سلوكياتنا وما كنا قد اعتدنا عليه طوال العام.
إن رمضان مدرسة تربوية إلهية للمسلمين جميعاً، يعودنا الله من خلاله على الكثير من الأطباع والسلوكيات الجميلة والتي لم نكن قد اعتدنا عليها طوال العام، فلماذا لا نجعل من رمضان أيضاً شهراً نفتح فيه صفحة جديدة مع أهلينا وذوينا؟
يصر كثير من الأفراد أن له طبعاً لا يستطيع تركه وأنه قد اعتاد عليه، ولا يدري أن ما تعود عليه سلوك لا علاقة له بحقيقة شخصه، ويمكن للإنسان متى ما رغب بالتغيير أن يغيره بالتعود والممارسة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف الذي حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: «إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه» وهذا دليل واضح على أن الإنسان قد يكون غير متطبع بطبع معين وكيف أنه يمكن له أن يتطبع به وفي ذلك رد أيضاً على كل من يقول بأن طبعي هذا لا يمكن أن يتغير.
لنعترف بداية بأن لنا أخطاء نقع فيها وتقع منا بدون قصد ولنجعل من هذا الشهر الفضيل بداية لإصلاح الأخطاء التي كنا نقع فيها ونمارسها مع أزواجنا ، كالعناد أو التقصير في الحقوق والواجبات .. لنجعل كل ممارساتنا الجديدة نهجاً لنا نتعامل بها طوال العام.
أصلح نفسك عزيزي الزوج وأصلحي نفسك عزيزتي الزوجة، وإن كنت لا تعلم ما هو الشيء الذي ينبغي منك إصلاحه فلا مانع أبداً من أن تجلس مع زوجك لتسأله عن الأطباع والسلوكيات التي لا يحبها فيك ويتمنى لو تتغير، وتطلب منه العون في ذلك، ولا يفوتني أن أهمس في أذن كل زوج بأن الطريقة هذه لن تنتقص من رجولتك بل بالعكس سيجعلك كبيراً في عين زوجتك، وسيجعلها هي أيضاً تبادر في إصلاح السلوكيات التي لا تحبها أنت فيها.
رسالة موضوع اليوم تتلخص في العبارة التالية «اجعلوا من رمضان لهذا العام بداية لتغير كل ما هو قبيح فيكم .. من أجل الارتقاء بحياتكم الأسرية والوصول للسعادة التي يطمح لها جميع الأزواج».
Oalhamar