عواصم - (وكالات): تثير حوادث العنف الاخيرة في الضفة الغربية، والمواجهات المتقطعة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى القصف الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، مخاوف من اندلاع موجة عنف كبيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالرغم من الدعوات إلى الهدوء، إثر استشهاد فتى فلسطيني ومقتل 3 مستوطنين إسرائيليين. وأصيب 11 فلسطينياً أحدهم حالته خطرة في 15 غارة جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن 18 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة على الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض اثنين من هذه الصواريخ. وأصيب منزلان في سديروت بصاروخين لم يوقعا إصابات بشرية.
وفي القدس الشرقية المحتلة، تواصلت المواجهات العنيفة التي اندلعت صباح أمس الأول بين الشرطة الإسرائيلية وشبان فلسطينيين غاضبين تجمعوا في حي شعفاط السكني مع انتشار خبر استشهاد الفتى محمد أبوخضير «16 عاماُ» بعد خطفه فجر أمس الأول.
وقالت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني إن ما مجموعه 232 شخصاً أصيبوا في المواجهات خلال الساعات الـ24 الماضية من بينها 6 إصابات باستخدام الرصاص الحي.
وجرت مواجهات أيضاً في عدة مناطق من الضفة الغربية وخصوصاً في قلنديا بالقرب من رام الله، وبين فجار وبيت لحم جنوب الضفة الغربية حيث رشق متظاهرون فلسطينيون قوات الأمن الإسرائيلية بحجارة وزجاجات حارقة.
وخطف الشاب في حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة وعثر بعد ساعات في الجزء الغربي من المدينة، على جثته و»هي تحمل آثار عنف». وتحدثت وسائل الإعلام عن إمكانية أن يكون مقتل الفتى جاء كهجوم انتقامي على مقتل 3 إسرائيليين فقدوا في 12 يونيو الماضي وعثر على جثثهم بعد ذلك.
وقال مهند جبارة محامي عائلة أبوخضير إن «فحص الحمض النووي أثبت بأن الجثة تعود للفتى أبوخضير رسمياً». وأضاف «الجثة كانت محروقة وكان من الصعب التعرف عليها، والتشريح جاري حالياً بمشاركة طبيب فلسطيني يمثل العائلة». وقامت الشرطة الإسرائيلية بفرض طوق امني حول حي شعفاط تخوفاً من مواجهات عنيفة جديدة بعد نشر نتائج تشريح الجثة والتي من المفترض أن تكتمل في وقت لاحق. ولم يتم حتى الآن تحديد موعد للجنازة.
وواصل الجيش الإسرائيلي حملته في الضفة الغربية المحتلة حيث اعتقل 13 فلسطينياً خلال الليل. واجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرة أخرى مع حكومته الأمنية المصغرة لإجراء محادثات حول الرد المناسب على قتل الإسرائيليين الثلاثة ولكن لم يعلن عن اتخاذ أي قرار. ورأى المحللون أن مقتل الفتى الفلسطيني في القدس الشرقية قد قلص من هامش المناورة أمام نتنياهو.
وأثار مقتل الفتى موجة من الإدانات حيث طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية بإنزال أشد العقاب بالقتلة.
ودان بنيامين نتنياهو مقتل الفتى ووصفه بالجريمة «الشنيعة». وتوعدت حماس بأن إسرائيل «ستدفع ثمن جرائمها». وقالت في بيان إن «شعبنا لن يمر على هذه الجريمة ولا كل جرائم القتل والحرق والتدمير التي يقوم بها قطاع مستوطنيه، ستدفعون ثمن كل هذه الجرائم». واتهمت الحركة نتنياهو «بإعطاء أوامر للمستوطنين» بخطف وقتل الشاب الفلسطيني. وبعد ساعات على تقديم عائلة أبوخضير بلاغاً حول فقدان ابنها، تم العثور على الجثة في منطقة حرجية في القدس الغربية، فرضت الشرطة طوقاً حولها. وفي ردود الفعل الدولية، دانت واشنطن مقتل الفتى الفلسطيني ووصفته بأنه «جريمة بشعة»، كما حذرت من أن الأعمال الانتقامية قد تزيد من تدهور الوضع المتفجر. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بـ»المشينة» جريمة قتل محمد أبوخضير، ودعا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس مع ارتفاع حدة التوتر. وفي باريس، جاء في بيان لقصر الإليزيه إن الرئيس فرنسوا هولاند «يدين باقسى التعابير هذا الاغتيال الشنيع ويقدم احر تعازيه لعائلته». من جهته دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقتل الفتى الفلسطيني في القدس وجدد دعوته إلى الهدوء.