دعا علماء ودعاة إلى «الإكثار من قراءة القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك، وختمه مرة على الأقل»، مشددين على «الارتباط المحكم والوثيق بين كتاب الله تعالى والشهر المبارك»، فيما أكدوا أن «تدبر آيات الله تزكية للروح، وتهذيب للنفس، ورقيّ في مدارج الإيمان».
وقالوا إن «في أيام الشهر المبارك ولياليه الجليلة نزل الروح الأمين جبريل عليه السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن العظيم ليكون هدى للناس وفرقاناً، قال تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان».
من جانبه، قال الداعية الشيخ محمد حسان إن «أضعف الإيمان إن يختم المرء القرآن مرة واحدة في رمضان على الأقل»، فيما نصح المسلمين «بالعمل على ختم القرآن الكريم أكثر من مرة خلال الشهر الفضيل». وأضاف أن «على المؤمن أن يستغل الشهر الكريم ويقبل على الله بالتوبة والإنابة».
وقراءة القرآن تشفع لصاحبها يوم القيامة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه». ومن فضائل قراءة القرآن ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارْقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها»».
من جهته، قال الشيخ صالح المغامسي إن «مما يعين على صيام رمضان مدارسة القرآن، فهذا الكتاب العظيم أنزله الله هدى ونوراً، وجعله الله سبحانه وتعالى ذكراً وشرفاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى في كتابه الكريم: «إنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون»، وقال أيضاً: «وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم»، ومن ثم من أراد رحمة الله فعليه ألا يحيد عن هذا القرآن الذي أنزله الله على قلب نبيه، خاصة في شهر رمضان المبارك».
وأضاف الشيخ المغامسي أن «قراءة القرآن الكريم عبادةٌ عظيمة، غفلَ عنها المتقاعسون عن الأجور، وفي هذا المقام يأتي حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: «آلم» حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف»، وكلما قرأ المؤمن آيات الله تضاعفت حسناته، وهذه هي التجارة الحقيقية مع الله عز وجل، قال تعالى «إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور»».
والحديث عن قراءة القرآن يقودنا إلى مسألة تدبر آياته، والذي يعني تأمل معانيه، والتبصر بما فيه من الآيات، وفي هذا الصدد رأى علماء المسلمين أن «من الغبن أن يجهد المرء نفسه في قراءة القرآن في رمضان وفي غيره دون أن يجعل للتدبر قسطاً من يومه وليله، وقد تناسى ما يثمره التدبر من تزكية للروح، وتهذيب للنفس، ورقيّ في مدارج الإيمان».