بقلم - الشيخ زياد السعدون:
بعض الناس قد يعيشون أوضاعاً أسرية مضطربة، كالخصام والخلاف، أو فوضى اللقاء الأسري، هذا ينام في وقت يصحو فيه آخر، وهذا يخرج من البيت ويتأخر، وهذا يأكل وذاك أكله خارج البيت، وهكذا يطول الحديث عن كل تلك السلبيات في علاقاتنا الأسرية، وفي هذا الشهر الكريم فرصة للجميع لتغيير السلوك وتغيير أنماط الحياة، فكم من أفراد عائلة تمر عليهم الأيام والأسابيع والشهور لا يجتمعون على مائدة واحدة، ففي رمضان فرصة لتغيير هذا السلوك خاصة حين يجدون حلاوة الاجتماع على طعام واحد، وكم فيه من الفوائد التربوية والاجتماعية، وكم من زوجة لا تعرف إلى المطبخ طريقاً، وقد يمر الهلال والهلالان والثلاثة لا يوقد في مطبخها نار، فهي تعتمد على الأكل من خارج البيت، وبعضهن حتى لو كان الخدم يطبخون فإنها تخشى على نفسها من رائحة الطبخ، ومن ثم فرمضان فرصة لتغيير ذلك، فلو دخلت المرأة إلى مطبخها وأعدت إفطار زوجها وأبنائها بيدها، وتجد الزوج يدخل معها يساعدها والأولاد حولها كل واحدٍ منهم يعرض خدماته، فكم ستجني هذه الزوجة من فوائد هذا الفعل، ويكفيها كما يقال إن «أقرب الطرق إلى قلب الرجل معدته»، وكم زوج لم يخرج مع زوجته منذ زمن طويل، فلو ذهبا معاً إلى صلاة التراويح والقيام وصلاة الجمعة وهما ذاهبان أو عائدان يتحدثان عن هذه اللحظة الإيمانية التي يعيشانها، وفي هذه الأوقات أكثر الناس يقبلون على القرآن وعلى المساجد فترتفع عندهم الإيمانيات فهي فرصة للتصالح والتسامح بين أفراد الأسرة، وسوف يضبط لنا الصيام أوقات النوم، والأكل والاجتماع، فهذه فرصة لتغيير كثيرٍ من سلوكياتنا الخاطئة، خاصة وأن الإيمانيات تزداد وحظوظ النفس تقل في هذا الشهر الكريم.