عواصم - (وكالات): جرى أمس في القدس الشرقية المحتلة تشييع فتى فلسطيني اغتيل انتقاماً لمقتل 3 شبان إسرائيليين على ما يبدو، وسط تدابير أمنية مشددة في أجواء من التوتر الشديد والمواجهات بين الفلسطينيين الغاضبين وقوات الاحتلال. وشيع الآلاف جثمان محمد أبو خضير وسط بحر من الإعلام الفلسطينية إلى منزله في حي شعفاط قبل التوجه إلى المقبرة.
ولدى وصول الجثة التي سلمت إلى العائلة بعد تشريحها هتف الحشد «بالدم بالروح نفديك يا شهيد». وانتشرت الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وأعلنت ضمها في 1967. واختطف الفتى مساء الثلاثاء الماضي من حي شعفاط السكني في القدس الشرقية. وعثر على جثته المحروقة تماماً بحسب محامي العائلة، بعد ساعات من خطفه بالقرب من غابة في الجزء الغربي من المدينة.
وتحدثت وسائل الإعلام عن إمكانية أن يكون مقتل الفتى عملاً انتقامياً بعد العثور الإثنين الماضي على جثث 3 طلاب إسرائيليين خطفوا في 12 يونيو الماضي جنوب الضفة الغربية.
وأكد شهود أن الفتى الفلسطيني اقتيد بالقوة في سيارة من قبل «إسرائيليين اثنين» فيما كان ثالث يقودها. وقال وزير الأمن العام الإسرائيلي إسحق أهارونوفيتش إن «كل خيوط التحقيق» قد تم التحقق منها وأن دافع القتل لا يمكن «تأكيده في الوقت الراهن». ودانت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية عمليات القتل هذه وحذرت الجانبين من خطر الأعمال الانتقامية التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع المتدهور أصلاً.
ووقعت صدامات متفرقة في القدس الشرقية، في حين أعربت الشرطة عن خشيتها من مواجهات بعد التشييع. وخلال الثماني والأربعين ساعة الماضية دارت صدامات عنيفة بين فلسطينيين رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة رداً على استهدافهم من قبل قوات الاحتلال بالرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
ووقع عشرات الجرحى جراء الصدامات التي تذكر بالانتفاضتين الفلسطينيتين.
ويصادف تشييع الفتى محمد أبو خضير أول يوم جمعة من شهر رمضان وفرضت قوات الاحتلال قيوداً على الصلاة في المسجد الأقصى. كذلك كان الوضع متوتراً أيضاً على الحدود بين الأراضي المحتلة وقطاع غزة. وصباح أمس تم إطلاق 4 صواريخ وقذيفتي هاون من غزة باتجاه الأراضي المحتلة، اعترضت احدها الدرع الصاروخية الإسرائيلية المعروفة بـ «القبة الحديدية».
وتحدثت وسائل الإعلام عن إعلان تهدئة بإشراف مصر في الساعات المقبلة بين حركة حماس وإسرائيل. وأكد مصدر من حركة حماس فضل عدم كشف هويته أن «هناك جهوداً مصرية مستمرة لاستعادة الهدوء في قطاع غزة، لكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد».
كما أكد أن حركته «أبلغت الجانب المصري أن ليس لديها رغبة في التصعيد».
بدوره أكد باسم نعيم القيادي البارز في حماس أيضاً أن حركته «غير معنية بالتصعيد والانجرار إلى حرب في غزة لكن في نفس الوقت لا يمكن أن تسكت على استمرار العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية».
وكتب موقع صحيفة «يديعوت إحرونوت» الإخباري نقلاً عن مسؤول أمني «أن الكرة باتت في ملعب حماس». وكتب رئيس الإركان الإسرائيلي بني غانتس من جهته على حسابه على موقع تويتر محذراً «إننا نتمنى الهدوء ولكن إذا اختارت حماس التحرك ضدنا فنحن جاهزون».
970x90
970x90