كتب – أحمد الجناحي:
الموهبة والإبداع هبة من الله سبحانه وتعالى للإنسان، مثلها مثل نعمة العقل، ولكل منا قدرات ومواهب تخصه هو بالذات، نجدها محفورة في شخصيته ونراها بشكل عملي في تفاصيل حياته وإن كان يمارس فنها دون أن يشعر هو بذلك.
والمصممة المعمارية مروة الحمادي شقت طريقها نحو التفوق والتميز في مراحل حياتها المختلفة، وجعلت مــن حلمها «الهندسة المعمارية» التي كانت تحلم به منذ صغرها، واقعاً عملياً.
تشعرك مروة وهي تتحدث معك بأن الهندسة المعماريــة والتصميــم ليست موهبة تعلمتها في الجامعة لخمس سنوات وحسب، بل تتعدى بذلك آلآف الأميال بخيالك لتوصل إليك فكرة واحدة، بأن البنت البحرينيـة مبدعـــة ومتوفقـــة وقـادرة علـى تخطـي الصعـاب بعلمهـا وعملها.
تخصصت مروة في الهندسة المعمارية بالجامعة، التخصص الذي أحبت وحلمت بالعمل فيه منذ صغرها، «تخصصت بالهندسة المعمارية بالجامعة، هذا التخصص الذي كان حكراً على الرجال، نظراً لطبيعة ممارسة العمل بعد التخرج، لكن بالإصرار والدعم اللامحدود من قبل الأهل والعائلة، استطعت أن أخطط لتحقيق هدفي بعد كفاح وجهد متواصل لمدة 5 سنوات، حتى تخرجت وحصلت على درجة الباكالوريس في الهندسة المعمارية من جامعة المملكة.
أصرت مروة على أن يكون مشروع التخرج، مشروعاً يخدم المجتمع البحريني بشكل مباشر، ويركز على احتياجه بشكل رئيس «أحببت أن يكون مشروع تخرجي للطفل، بما أن الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع لبناء إنسان الغد وصناعة قادة المستقبل، لأننا وبكل وضوح لو أعددنا الطفل بالتربية الاجتماعية الصحيحة ووفرنا له قنوات ثقافية وسخرنا له بعض من الجهد الإعلامي، سنجد ثمرة مجهودنا جيلاً طموحاً ومبدعاً، قادراً على العطاء الإبداعي.. وفكرة المشروع جديدة ومتنوعة، في البداية كانت مركزاً ترفيهياً وتعليمياً فيه عدة أقسام لأداء الوظائف المستقبلية للطفل، لكن بعد بحث ودراسة مشاريع مماثلة، توصلت في النهاية لمشروع تخرجي، وهو عبارة عن مدينة تعليمية وترفيهية للطفل بنفس الوقت.
ومشروع التخرج (Bahrain EDU fun city)، عبارة عن مدينة تعليمية وترفيهية متكاملة للطفل تساعده لتطوير مهاراته واللعب، إلى جانب أداء وظائفه المستقبلية، واختارت مروة الموقع التي رسمت عليه المشروع، وهي عبارة عن قطعة أرض في منطقة البسيتين بالقرب من مستشفى الملك حمد، وكان الاختيــار لجمال الموقع، «اخترت الأرض المقاربة لمستشفى الملك حمد في البسيتين لأنها تمتاز بمنظر جميل تطل على البحر، ولأضيف جمالاً آخر، اخترت أن تكون المدينة على شخصية «ميكي موس» الكرتونية التي يحبها الأطفال».
وتتكون المدينة التي تحلم مروة أن تراها على أرض الواقع من 6 مبانٍ رئيسة، مبنى الإدارة الذي يتم دخول المدينة من خلاله ويحوي على مجسم المدينة وعدة مكاتب إدارية إلى جانب محطة الباص الخاص بالمدينة الذي ينقل الركاب من مبنى إلى آخر، والمبنى الثاني عبارة عن مركز تعليمي وترفيهي، يتم تعليم الطفل الوظائف المستقبلية بحيث يستطيع أن يجسد شخصية المهندس، الطيار، الشرطي، الإعلامي، الممثل، الدكتور، المصور، البائع، المحاسب، ويخوض التجربه، أما المبنى الثالث فهو عبارة عن مركز علمي مخصص للمختبرات المختلفة، وتحوي المدينة على مبنى مخصص لمصنع الشوكلاتة يتم فيه تعليم الطفل مراحل تصنيع الشوكلاتة، وفيه بعض المقاهي، وصالات متعددة الاستخدام لحفلات أعياد ميلاد للأطفال، إضافة إلى مبنى الروضة، والمركز الصحي.
تؤكد مروة أن البحرين تحتاج لمثل هذا المشروع، وترى أنه لا يوجد مشروع مماثل على أرض الواقع، يخص الطفل بشكل متكامل يساعده على أداء الوظائف المستقبلية ويحثهم على التعليم بطرق ترفيهية حديثة.
وتبين أن المشروع له طبيعة خاصة في حمل الرسالة التعليمية، مشيرة إلى أن الهدف من خلال المشروع هو «مشروع التخرج من الجماعة، أملي أن يتم النظر للمشروع من قبل المعنيين والمسؤولين على أن يتم تنفيذه على أرض الواقع، وأتمنى أن لا يتعثر المشروع وعندي ثقة كاملة وأمل أن يتم تنفيذ المشروع على أرض الواقع ولو بعد حين».
وشاركت في معرض التصميم الذي تم في ديسمبر الماضي، عرضت فيه مروة مجسم مشروع التخرج الذي نال على إشادة من قبل الزوار، وكانت التجربة بالنسبة لها مفيدة، كما شاركت في معرض جامعــــة المملكــــة للمشاريــــع الهندسية، وعرضت مروة مشروع تخرجها على وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني د.جمعة الكعبي في هامش فعالية بلدية المنطقة الجنوبية بالعيد الوطني «تمكنت من عرض مشروعي على الوزير د.جمعة الكعبي، ومن هنا أوجه له خالص الشكر والتقدير، وإلى مدير عام بلدية الجنوبية عاصم عبداللطيف، كونه ساعدني في لقاء الوزير، وعرضت مشروع تخرجي مؤخراً على رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام الجودر، الذي أشاد بفكرة المشروع ويتمنى أن يتم تنفيذه على أرض الواقع».
وعن الصعوبات التي واجهتها تقول مروة، «واجهت بعض الصعوبات في بداية مشروعي، وحاولت أن اتغلب عليها بمساعدة من أساتذة الجامعة وبعض الأصدقاء.. ولا يفوتني أن أذكر بأني قمت بتصميم مشروع آخر عبارة عن مستشفى أطلقت عليه اسم «مستشفى خليفة بن سلمان»، كما قمت بتصميم مشاريع أخرى، مثل فندق، مجمع تجاري، مكتب سفريات، حديقة فراري، ضمن مرحلة الدراسة الجامعية، ولم تكن لجهة معينة، ومازلت أحتفظ بها».
وترى مروة أن مملكة البحرين بيئة مناسبة لعرض واحتضان مثل هذه المشاريع الشبابية البحرينية، «البحرين دائماً تحتضن المشاريع الشبابية البحرينية مما يتم عمل مسابقات لمشاريع الشباب مثل جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، فهو الداعم الأول للشباب».
وتوجه مروة كلمات شكر وعرفان لكل من وقف بجانبها ودعمها «أشكر أمي وأبي على وقفتهما معي وكلمة الشكر لا توفي حقهم، وأشكر أصدقائي في الجامعة لمساعدتهم لي في بعض الأمور لمشروع تخرجي، وأشكر دكاترة جامعة المملكة قسم الهندسة وبالخصوص د.شريف الوجيه الذي وقف معي وساعدني من بدايـــــة مشـــروع تخرجي إلى نهايتــــه، والشكر موصول لجريـــدة الوطن البحرينية لإتاحة الفرصة لي ولكل الشباب، وأتمنى أن أحصل على وظيفة مناسبة أتمكن مــــن خلالهـــــا خدمة وطني البحرين».