بيلو هوريزونتي-(د ب أ)- سنتيمترات أو ثوان قليلة يمكنها أن تغير تاريخ كرة القدم.. هكذا أكدت بطولة كأس العالم بالبرازيل أن الفارق بين النجاح والفشل في كرة القدم الحديثة أصبح أصغر مما كان في الماضي.
ويعتمد النجاح في كرة القدم الحديثة على الموهبة والروح القتالية والانسيابية في الأداء ولكن المونديال الحالي أكد أن للحظ نصيباً جيداً أيضاً.
ولعبت الثواني أو الدقائق الأخيرة دورها في حسم عدد من المباريات بالبطولة الحالية وكان أبرزها بالتأكيد مباراة المنتخبين الأرجنتيني والسويسري والتي جاء فيها هدف المباراة الوحيد بتوقيع الأرجنتيني آنخل دي ماريا في الدقيقة 118 من المباراة أي قبل دقيقتين فقط على انتهاء الوقت الإضافي للمباراة بين الفريقين في دور الستة عشر للبطولة.
وكان من الممكن أن تغير اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي أيضاً في مباراة المنتخبين البلجيكي والأمريكي بنفس الدور بطاقة التأهل ولكن الحظ عاند المنتخب الأمريكي في اللحظات الأخيرة ليفلت منافسه بالفوز الثمين 2/1 ويحجز مكانه في دور الثمانية الذي يلتقي فيه غداً المنتخب الأرجنتيني.
وكانت المباراة بين تشيلي والمنتخب البرازيلي بدور الستة عشر أيضاً شاهداً على أن سنتيمترات قليلة يمكنها أن تغير تاريخ اللعبة.
وكان منتخب تشيلي على وشك الإطاحة بأصحاب الأرض من البطولة حيث كانت النتيجة هي تعادلهما 1/1 ثم جاءت الفرصة للمهاجم التشيلي ماوريسيو بينيا في الوقت القاتل وبالتحديد في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي حيث تبادل اللاعب الكرة مع زميله أليكسيس سانشيز ثم أنهى الهجمة بتسديدة رائعة عبرت الحارس البرازيلي جوليو سيزار ولكنها ارتدت من العارضة لتحرم سنتيمترات قليلة منتخب تشيلي من التأهل لدور الثمانية.
واحتكم الفريقان لضربات الترجيح التي حسمت المواجهة لصالح أصحاب الأرض
وأنقذت البطولة من الفشل على المستوى الجماهيري.
وكان من الممكن أن تغير هذه التسديدة شكل البطولة وتذكر في التاريخ على أنها الصدمة الأبرز لراقصي السامبا لو كانت أسفل مما هي بسنتيمترات قليلة.
وقال آرتورو فيدال لاعب خط وسط المنتخب التشيلي “لا يمكنني أن أكرر عليكم الكلمات التي صدرت مني عندما شاهدت تسديدة بينية ترتد من العارضة”.
واستخدم اللاعب الهولندي السابق روبرت رينسنبرنك كلمات مشابهة في 1978
عندما سدد كرة قوية ارتدت من القائم في الدقيقة الأخيرة من المباراة النهائية التي خسرها الفريق أمام نظيره الأرجنتيني. وسدد اللاعب الهولندي السابق الكرة عندما كانت النتيجة هي التعادل 1/1 على استاد ريفر بليت ليفلت أصحاب الأرض من صدمة هائلة قبل أن يحرز المنتخب الأرجنتيني لقبه العالمي الأول بإنهاء المباراة لصالحه. وشهد مونديال 1966 بإنجلترا واقعة مشابهة وقصة مختلفة حيث التقى منتخبا ألمانيا الغربية وإنجلترا في المباراة النهائية وكانت النتيجة هي
التعادل 2/2 في الوقت الإضافي وسدد جيوف هورسا مهاجم المنتخب الإنجليزي كرة ارتطمت بالحافة السفلية للعارضة لتثير أكبر ضجة في تاريخ كأس العالم حتى الآن. وأبلغ حامل الراية السوفيتي توفيق باكراموف الحكم السويسري جوتفريد داينست بأن الكرة عبرت خط المرمى ليحتسب داينست الهدف لصالح المنتخب الإنجليزي. وعلى مدار نحو خمسة عقود، منذ حدوث هذه الواقعة، حاول الألمان عبثاً إثبات أن الكرة لم تعبر خط المرمى من خلال تقديم مقاطع مصورة وتقنيات أخرى تؤكد عدم صحة الهدف.
وفي مونديال 1990 بإيطاليا، سدد المنتخب البرازيلي ثلاث كرات في العارضة
والقائمين ولكنه خسر أمام المنتخب الأرجنتيني 0/1.
ومن أجل الفوز بلقب كأس العالم، يحتاج أي فريق إلى بعض الحظ بجانب الموهبة والإمكانيات الأخرى، أو قد يكون رأي اللاعب البرازيلي مارسيلو صحيحا حيث قال يوم الأحد الماضي “كل شيء كتب بالفعل”.
ومن وجهة نظر مارسيلو، “هذه التسديدة من بينيا كان مكتوباً لها أن ترتد من العارضة”.