في ظل تسارع وتيرة الحياة، والإغراق في الماديات، والسعي وراء لقمة العيش، قد ينسى فيها الإنسان الحكمة التي من أجلها خلق في هذا العالم.
ليعلم المخلوق أنه ما خلق في هذه الدنيا لجمع مال، ولا لتحصيل جاه، أو تكثير عيال..
لقد قرر الله تعالى في كتابه العظيم الحكمة التي من أجلها خلق الخلق بل وحصر الغاية فيها بقوله تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، فالعبادة هي التي ما وجدت الخلائق كلها إلا لأجلها..
ولا يعني ذلك أن الإنسان ينزوي لناحية في مسجد، ويتبتل فيها بقيام أو قرآن!!
فليست العبادة حصراً في الأفعال المحضة من صلاة أو صيام.. كما إن الحركات الجوفاء من ركوع أو سجود لا تكون عبادة إذا كانت عرية التأثير في صاحبها!!
إذن كيف يعيش الإنسان في عبادة سائر وقته؟!
متى استحضر الإنسان أفعاله اليومية، ووظفها في عبادة الله تعالى، واستخدمها أدوات في طاعة الله، فستتحول تلك الأفعال العادية إلى عبادات.
فالإنسان إذا استحضر أكلته للتقوي بها على الطاعة، ونومته للنشاط في العبادة، لم تخل له حركات أو سكنات إلا وأجر عليها، حتى في ذهابه للعمل وطلبه للقمة العيش إذا كانت نيته إعفاف نفسه عن السؤال، وإطعام عياله كانت له بها أجر. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «ولست بنافق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلا آجرك الله بها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك».
ولهذا المعنى الدقيق الذي لحظه أهل المعرفة في أفعال المكلفين قالوا: «إن عبادات أهل الغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات».
وفق الله الجميع لتحقيق الغاية الأسمى من خلقهم، والحمد لله رب العالمين.
باحث شرعي
محمد بن يوسف آل جمعان