أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن البحرين ستبقى واحةً للأمن والأمان، نابذة للتطرف والعنف والإرهاب، وستظل ملتقىً للحضارات، منفتحةً بوسطيتها على العالم بتنوعه، وتعدد ثقافاته.
وأضاف العاهل أن احترام حكم القانون يحمي الجميع ويصون الحقوق، وهو السبيل لأي إصلاح حقيقي وتطوير مستدام، وإننا ماضون بعون الله وتوفيقه، في طريق الإصلاح الذي أرسيناه واختاره شعب البحرين، وبإيمان وعزم راسخين، داعياً جلالته الجميع للمشاركة في انتخابات مجلس النواب المقبل، تعزيزاً للشراكة الحقيقية عبر مسيرتنا المباركة.
وتابع العاهل لدى استقباله وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، المهنئين من أهالي المحافظة الشمالية بمناسبة شهر رمضان المبارك، في قصر الشيخ حمد، أمس، إن هذه اللقاءات التي تجمع القلوب على المحبة والوفاء والإخلاص هي من أهم الركائز في مجتمعنا البحريني المتحاب ومن عاداتنا العربية الأصيلة النابعة من تراثنا البحريني العريق التي نحرص على المحافظة عليها منذ عقود طويلة، ونحث أبناءنا عليها دائماً، وذلك تعزيزاً للحمة الوطنية التي تجمعنا كأسرة واحده متكاتفة ومترابطة.
ودعا جلالته إلى استثمار أيام هذا الشهر الفضيل في نشر ثقافة المحبة والتسامح والوئام، وأن نجعل هذا الشهر شهر خير وبركة بالعمل الصالح وتعزيز وحدة الصف والكلمة، مؤكداً أن شعب البحرين سيظل كما كان دائماً شعباً واحداً يصون وطنه ويحافظ على منجزاته ومكتسباته والعمل من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وستبقى البحرين بمشيئة الله دائماً بلد الخير والتعاون والتآخي بين الجميع.
وأعرب العاهل عن شكره لأهالي المحافظة الشمالية على حضورهم، متمنياً لهم كل التوفيق والسداد ومواصلة عطائهم خدمة لوطنهم ومجتمعهم.
وقال العاهل في كلمته السامية: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه أجمعين وبعد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في هذا المساء المبارك، من ليالي الشهر الفضيل؛ يسعدنا أن نهنئكم والمواطنين الكرام بمناسبة شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى بلادنا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والبركات.
أيها الإخوة، ليس بخافٍ على أحد، ما تمر به المنطقة من أحداثٍ وتقلباتٍ ومتغيرات، نثق بأنها مهما بلغت لن تؤثر سلباً علينا، لما نراه ونلمسه من وعي شعبنا، وحرصه على أمن واستقرار البلاد، وسعيه للنهوض بالوطن، ولسنا بحاجةٍ للتذكير بأن أبناء البحرين جميعهم قد أثبتوا بمواقفهم الوطنية، قدرتهم في الحفاظ على أمن بلادهم، وحماية مكتسباتهم، والوقوف بحزمٍ في وجه كل من تسول له نفسه النيل من وحدتهم، أو المساس بأمن وطنهم واستقراره.
ولقد سجلتم مع إخوانكم في كل المحافظات، مواقف وطنيةٍ ستذكرها لكم الأجيال، وستبقى وساماً على صدور الجميع، وإذ نشيد بهذه المواقف النبيلة؛ فإننا نؤكد على أن البحرين ستبقى واحةً للأمن والأمان، نابذة للتطرف والعنف والإرهاب، وستظل ملتقىً للحضارات، منفتحةً بوسطيتها على العالم بتنوعه، وتعدد ثقافاته.
إن ما وصلت إليه البحرين من تقدمٍ وتنميةٍ قد تحقق بسواعد أهلها جميعاً، باجتهادهم وعطائهم وبذلهم، فهم السباقون على مدار التاريخ لكل ما فيه خير وصلاح هذا الوطن، والواجب علينا الآن أن نتعاون جميعاً في حفظ أمن الوطن، والمطلوب منكم - بحجم توقعاتنا وثقتنا بكم - كأفراد ومؤسسات بالمحافظة الشمالية ، الإسهام في استتباب الأمن، ونبذ العنف، وسد الثغرات التي ينفذ منها من يضر أو يخل بالسلم الأهلي والاجتماعي. كما نثق بدوركم في تعزيز الشراكة المجتمعية أسوةً ببقية المحافظات، وخاصة من خلال المحافظة على الأبناء ونصحهم وتوجيههم ومراقبتهم حتى لا يغرر بهم .
إن احترام حكم القانون يحمي الجميع ويصون الحقوق، وهو السبيل لأي إصلاح حقيقي وتطوير مستدام، وإننا ماضون بعون الله وتوفيقه، في طريق الإصلاح الذي أرسيناه واختاره شعب البحرين، وبإيمان وعزم راسخين. وأننا نحترم ونقدر كل من يسعى لخدمة هذا الوطن الذي نلتقي جميعاً على حبه والوفاء له والتضحية من أجله .. ولابد أن نستمع لبعضنا بعض في الداخل ونتوخى الحذر مما يدبر في الخارج لاستهداف وحدة الوطن واستقراره من خلال صناعة الفتن والتطرف .
الإخوة الكرام، نفخر معكم بما تحقق للوطن من إنجازات، أسهم في تحقيقها كل أبناء البحرين، ولعل أبرز ما نعتز به؛ مسيرتنا الديمقراطيةٍ التي أفرزت مؤسساتٍ دستوريةً ومجالس منتخبةٍ، حققت ومازالت شراكةً إيجابيةً في النهوض والارتقاء بالوطن العزيز، في المجالات كافة، لذا ندعوكم جميعاً للمشاركة في انتخابات مجلس النواب القادم، تعزيزاً للشراكة الحقيقية عبر مسيرتنا المباركة، وثقتنا كبيرة في حبكم للبحرين الغالية، وانتمائكم لها، وحرصكم على رقيها وازدهارها . كما نشكر لكم تهنئتكم لنا بالشهر الفضيل.
والله تعالى نسأل أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

من جانبه، قال علي سبت في كلمة نيابة عن أهالي المحافظة الشمالية: يشرفنا أن نرفع إلى مقام جلالتكم وبالأصالة عن أهالي المحافظة الشمالية أطيب التهاني والتبريكات بمناسبة شهر رمضان الفضيل جعله الله شهر خير وبركة على جلالتكم وعلى هذا الوطن العزيز وأعاده الله على جلالتكم بموفور الصحة والعافية والعمر المديد والوطن الغالي ينعم بالأمن والأمان والتقدم والرخاء، متوكلين على الله سبحانه وتعالى، ومستبشرين بالخير واليمن والكرم الرفيع للبحرين الغالية، ملكًا وحكومةً وشعباً بهذه المناسبة الكريمة، يجتمع لفيف من أهالي المحافظة الشمالية بين أيدي جلالتكم وعلامات الشرف والاعتزاز تترجم معاني هذا اللقاء الوطني الكبير، لنعبر عن أعمق وأعلى مراتب الولاء والانتماء إلى بلاد عريقة تضرب جذور عراقتها في عمق التاريخ، وشرف الانتماء إلى مملكة البحرين، هو شرف انتمائها العربي الإسلامي الكبير لتكتب هذه البلاد الصغيرة بحجمها الكبيرة بإنجازاتها وعطاءاتها في عهد جلالتكم الزاهر مسارات المستقبل على طريق النهضة والتقدم والرفعة بجهود أبنائها المخلصين.
وأضاف سبت أن هذا اللقاء الكريم، بكل ما يحمله من طموحات وتطلعات، كلها تصب في صالح أهالي المحافظة الشمالية، فهذا الجزء الغالي من البحرين العزيزة، بكثافته السكانية وامتداد رقعته الجغرافية، فإنه يستبشر خيراً من هذا اللقاء الكريم المبارك، ويطيب لنا أن نشيد بتوجيهات القيادة الرشيدة وحرصهم على توجيه الوزراء لمتابعة احتياجات الأهالي والنزول ميدانيًا للالتقاء بالمواطنين، فقد تشرفنا باللقاء الذي استضافته المحافظة الشمالية بحضور وزير الدولة لشؤون الكهرباء والماء د.عبدالحسين ميرزا مساء الأربعاء 2 يوليو الجاري واجتماعه بلفيف من أهالي المحافظة الذين تقدموا بآرائهم ومقترحاتهم واحتياجاتهم.. متمنين أن يستمر هذا النهج الإداري المتقدم.
وتابع: كم هو شعور كبير بالاعتزاز والفخر ونحن نحظى بهذا اللقاء الوطني الكبير الذي يمثل أبهى صور العلاقة بين القائد وشعبه، وهذا ما يشيع في نفوسنا الأمل الكبير بأن المقبل من الأيام أجمل بكثير ونحن نعيش عهدًا إصلاحيًا ينطلق بمشروع جلالتكم الرائد ليعكس روح الأسرة الواحدة في التعايش والمحبة والسلام بين كافة مكونات المجتمع البحريني الأصيل وذلك تماشياً مع المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها المحافظة الشمالية (كلنا شركاء في السلام) ومعبرين لجلالتكم عن دعمنا ومساندتنا للاستحقاق الدستوري المقبل من خلال الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، وذلك من منطلق حرصنا على استمرار تحقيق المكاسب في إطار المسيرة الديمقراطية من أجل رقي وازدهار وطننا العزيز، سائلين المولى العلي القدير أن يطيل عمر جلالتكم ويوفقكم ويرعاكم ويسدد خطاكم.
بدوره أشاد محافظ الشمالية علي العصفور، على هامش زيارة أهالي المحافظة للعاهل، بتقاليد البيت البحريني الأصيل المتمثلة في الالتقاء بين القيادة الرشيدة والشعب الكريم على مر التاريخ، لافتًا إلى أنه منذ انطلاق المشروع الإصلاحي الكبير للعاهل، فتحت أبواب الخير والصلاح والبناء للشعب الوفي.
وقال العصفور إن أهالي المحافظة ينظرون بعين الأمل والطموح لأن يتم تنفيذ مشاريع مرتبطة بالبنية التحتية وتدخل ضمن الأسس الرئيسة لتغطية الحياة اليومية في الكثير من المناطق، فمنها ما هو مرتبط بتطوير شبكة الطرق وخدماتها المصاحبة والتنمية الحضرية للقرى وإيجاد الحلول للبيوت التي تهدد ساكنيها، سيما للحالات الإنسانية الحرجة منها وإعادة تأهيل وتطوير الواجهات البحرية وخدماتها المصاحبة وجعلها متنفسًا للأهالي، وإيجاد منافذ ومرافئ بحرية للصيادين.
والتمس المحافظ من العاهل، إعادة النظر في مشروع الشارع الساحلي الذي يربط المدينة الشمالية بالعاصمة المنامة والذي تم تجميده مؤخرًا، مشيراً إلى أن إعادة العمل بالمشروع من شأنه أن يسند الاستراتيجية التطويرية المستقبلية للمحافظة الشمالية من ناحية مد شريان الطرقات الرئيسة الحيوية، والحد من مواقع الازدحام وبالتالي، القضاء على الكثير من المشاكل التي يعاني منها المواطنون.
ولفت العصفور لحاجة المحافظة الماسة لزيادة مشاريع البنى التحتية والتنمية الشاملة في كافة القطاعات تبدو متعددة لما تحتويه المحافظة الشمالية من المساحة الجغرافية الكبيرة والثقل السكاني في المملكة، وهو ما نطمع إلى توجيهات العاهل بشأن عمل برنامج طموح في أولويات خطط وسياسات الوزارات الحكومية لتفي باحتياجات ومتطلبات الأهالي وذلك ضمن معايير الاستدامة والتنمية المتوازنة بين كافة المحافظات في المملكة في إطار ما توليه الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.
وأضاف العصفور أن التوجيهات الكريمة لوزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة دفعت في مسار الارتقاء بالأفكار المبتكرة والمتطورة نتج عنها مشروعنا الاستراتيجي «كلنا شركاء في السلام» الذي يحمل قيم المحبة والسلام وترسيخ مبادئ أسس المواطنة الصالحة التي تجمع على الثوابت التي جبل عليها المجتمع البحريني في لم الشمل والمحافظة على المكتسبات الوطنية، وربط الأمن بالتنمية قولًا وعملًا، وتبني مشاريع حيوية لاستثمار طاقات وإمكانات الشباب ليكون قوة دافعة ومنتجة في البناء والتعمير.
وشدد المحافظ على ضرورة المشاركة في العملية الديمقراطية ونجاح الاستحقاق الانتخابي المقبل، مثنياً على كافة الجهود التي يبذلها المخلصون من أبناء البحرين للنهوض بواقع ومستقبل البلد بالتنمية والتطوير، مستنكرًا كل محاولات شق الصف والإضرار بالأمن والسلم الاجتماعي، رافعًا التعزية إلى وزير الداخلية وإلى ذوي شهيد الواجب محمد فريد وإلى زملائه وأصدقائه، سائلًا المولى العلي القدير أن ينعم على البحرين بالأمن والاستقرار والطمأنينة والنهضة.
من جهتهم، رفع الجميع خالص التهاني وأطيب التبريكات إلى العاهل بالشهر الفضيل، ضارعين إلى الله العلي القدير أن يعيده على جلالته أعواماً عديدة بموفور الصحة والسعادة وعلى شعب البحرين الكريم بالخير واليمن والبركات، وأن يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار في ظل جلالة الملك.
وأعرب الأهالي عن أسمى آيات الولاء والإخلاص وأعمق مشاعر الشكر والتقدير والامتنان، لتفضل جلالته بلقائهم والاطمئنان على احتياجاتهم وأحوالهم، مشيدين بالرعاية والاهتمام الذي يوليه العاهل للمحافظة الشمالية وأهاليها كافة وبقضايا المواطنين ومصالحهم وتأمين الحياة الكريمة لهم على مختلف المستويات، مؤكدين أنهم ماضون في نهج الآباء والأجداد في الولاء للوطن وقيادته.
وأعرب الأهالي عن اعتزازهم بما تشهده مملكة البحرين في عهد جلالته الزاهر من نهضة حضارية وتنموية وما حققته من إنجازات متعددة في كافة القطاعات وما تحظى به من مكانة رفيعة إقليمياً ودولياً، سائلين الباري عز وجل في هذه الليالي المباركة من شهر رمضان الكريم أن يحفظ جلالة الملك، ويرعاه ويسدد خطاه وأن يبقيه ذخراً وفخراً وعزاً لمملكة البحرين وشعبها العزيز.