عواصم - (وكالات): تصاعدت تظاهرات الغضب في الأراضي الفلسطينية المحتلة على استشهاد الفتى محمد أبو خضير «شهيد القدس» منذ العثور على جثته الأربعاء الماضي في القسم الغربي من المدينة المقدسة، محروقاً من الداخل والخارج. من جهته، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومته إلى ضبط النفس في التعامل مع الأوضاع المتوترة مع قطاع غزة، على إثر امتداد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة إلى المدن العربية في الجليل وتزايد الاحتقان بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال نتنياهو في افتتاح الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء إن «التجربة أثبتت أن علينا في هذه اللحظات ضبط النفس والتصرف بمسؤولية وليس بشكل متسرع»، بينما يبدو الوزراء منقسمين حول كيفية التعامل مع تصاعد إطلاق الصواريخ من القطاع على الأراضي المحتلة رداً على الغارات الإسرائيلية على غزة. وتعهد نتنياهو بالقيام «بكل ما هو مطلوب من أجل إعادة الهدوء والأمان إلى الجنوب». وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن 15 صاروخاً أطلق من قطاع غزة على الأراضي المحتلة ووصل أحدها إلى مدينة بئر السبع وتم اعتراضه من قبل منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رد بشن 10 غارات جوية على جنوب قطاع غزة دون إيقاع إصابات، بحسب مصادر أمنية فلسطينية. وقال الجيش الإسرائيلي إن 135 صاروخاً من قطاع غزة سقطت بالأراضي المحتلة منذ بدء موجة العنف الحالية في 12 يونيو الماضي. واستشهد 3 فلسطينيين في غزة في الغارات الإسرائيلية. ورأى وزير الاقتصاد نفتالي بينيت وهو من الوزراء الأكثر تطرفاً في الائتلاف الحكومي في بيان أن «ضبط النفس بمواجهة إطلاق صواريخ على النساء والأطفال ليس سياسة جيدة». وأضاف ان «استراتيجية التهدئة التي تؤدي إلى إضعاف قوة الردع لدينا تسمح لحماس بالمضي قدماً تجاه الجولة القادمة». من جهته، دعا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان مرة أخرى إلى اتخاذ قرار «إعادة احتلال قطاع غزة» بحسب ما أعلنت وسائل الإعلام. في المقابل، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الاعتداءات على الفلسطينيين. في هذه الأثناء، لم تتوقف تظاهرات الغضب على استشهاد الفتى محمد أبو خضير منذ العثور على جثته الأربعاء الماضي في القسم الغربي من المدينة المقدسة. وكان ابو خضير خطف فجر الأربعاء الماضي من حي شعفاط في القدس الشرقية قبل العثور على جثته محروقة حسب محامي عائلته قرب غابة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن أعمال العنف تواصلت في عدد من المدن العربية شمال الأراضي المحتلة بعد استشهاد الفتى الفلسطيني الذي أحرق حيا، موضحة أنها اعتقلت 35 شخصاً. ونقلت اذاعة الجيش الإسرائيلي عن متظاهر في قلنسوة وهي إحدى البلدات العربية الواقعة بالأراضي المحتلة في منطقة تعرف بالمثلث، قوله «نتظاهر ضد التحريض على الكراهية من قبل الإسرائيليين الذين يطالبون بالموت للعرب على الإنترنت» . واندلعت مواجهات متفرقة في مدينة الناصرة وهي أكبر مدينة عربية في الأراضي المحتلة وعرعرة ومنطقة أم الفحم.
وبحسب الإذاعة فإنه تم رشق حافلات تنقل إسرائيليين في مناطق بئر السبع والقدس الشرقية وبالقرب من أريحا في الضفة الغربية المحتلة.
وبالاضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل فلسطينياً في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإنه متورط في خطف وقتل 3 إسرائيليين الشهر الماضي ولكن الجيش رفض الإفصاح عن هويته.
في الوقت ذاته، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية «متطرفين يهود» في إطار عملية التحقيق في خطف وقتل الفتى الفلسطيني.وقال المسؤول الإسرائيلي «يبدو أن الأشخاص الذين اعتقلوا في القضية ينتمون إلى جهات يهودية متطرفة»، بينما ذكر موقع صحيفة هارتس الإلكتروني أنه تم اعتقال 6 أشخاص لعلاقتهم بمقتل الشاب. من جهة أخرى، وضعت محكمة في القدس الفتى الفلسطيني طارق أبو خضير ابن عم شهيد القدس والذي يحمل الجنسية الأمريكية قيد الإقامة الجبرية في منزله لتسعة أيام، بعد نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عناصر من الشرطة الإسرائيلية وهم يضربون الفتى بقسوة. ونفى طارق أبو خضير أن يكون رشق عناصر الشرطة الإسرائيلية بالحجارة خلال مواجهات في شعفاط. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية طارق أبو خضير في شعفاط بالقدس الشرقية بعد أن تعرض للضرب على أيدي عناصر من الشرطة. وأعربت الولايات المتحدة عن «قلقها» حيال معلومات تلقتها عن تعرض الفتى الأمريكي الجنسية لـ «ضرب مبرح»، ودعت في بيان إلى «تحقيق سريع وشفاف وذي صدقية».