كتب - حذيفة إبراهيم:
أعلن برلمانيون عزمهم رفع خطاب إلى الكونغرس الأمريكي لإعلان رفض التدخلات الأمريكية المستمرة سواء من السفير الأمريكي أو المبعوث من قبل الرئيس أوباما رشاد حسين إثر زيارته عيسى قاسم وامتناعه عن لقاء الجمعيات السياسية، مشيرين إلى أن «هذا إشارة دعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للراديكاليين وممثلي ولاية الفقيه في البحرين».
وقال البرلمانيون لـ «الوطن» «التنسيق لزيارة رشاد حسين لعيسى قاسم تم بتوجيه خارجي بهدف استمرار أعمال العنف في البحرين، ولدعم الإرهاب والاعتداء على رجال الأمن»، مؤكدين أن زيارة مبعوث أوباما لقاسم «مساس بسيادة الدولة وأمنها وهو ما لن يقبله برلمان البحرين وسيتصدى له بكل قوة».
وتساءلوا: «هل شارك المبعوث الأمريكي في تجمع الدراز بعد لقاءه عيسى قاسم»، مؤكدين أن «التدخلات الأمريكية باتت مكشوفة ومن غير المقبول استمرارها».
تخبط أمريكا
وأكد رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في مجلس الشورى الشيخ د. خالد آل خليفة ان زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي أوباما إلى عيسى قاسم هي تدخل سافر بالشأن البحريني الداخلي، وتخبط في السياسة الخارجية الأمريكية، يشجع المخربين على القيام بمزيد من التخريب والدمار، وليس حل الأزمة في البحرين.
وأضاف: لقد تم التنسيق لزيارة رشاد من الخارج من أجل استمرار أعمال العنف في البحرين، وبدلاً من أن تدعم الخارجية الأمريكية الحوار الوطني الجاري بين مختلف مكونات المجتمع، تشجع مكوناً واحداً فقط واضح للعالم أجمع أنه موال لإيران. وتابع د. خالد آل خليفة أن الخارجية الأمريكية تعلم أن عيسى قاسم يوالي إيران وهو الولي الفقيه، ومع ذلك تكيل بمكيالين، الأول انتقادها للانتخابات الإيرانية وقولها إنها انتخابات صورية كونها من الولي الفقيه، لكنها تدعم في الجانب الآخر ممثلي إيران وولاية الفقيه في البحرين.
وأكد أن الشعب البحريني لا يقبل التدخل في شؤونه أو الازدواجية التي تهدف لخلق اضطرابات مستمرة والضغط على دول بعينها، داعيا مجلس النواب إلى الاحتجاج على زيارة رشاد حسين وإيصاله إلى «كل فرد في الكونغرس الأمريكي والخارجية الأمريكية»، لتوضح الولايات المتحدة الأمريكية موقفها حيث لا يمكن القبول بالمواقف الرمادية، ومواقف أمريكا غير واضحة تجاه القضايا العربية ومنها سوريا، وهي مذبذبة وتهدف لزيادة العنف في الشام واستنتساخ التجربة العراقية واستمرار التفكك العربي.
وقال د. خالد آل خليفة ان ما أشيع حول مشاركة رشاد حسين في مسيرة الدراز هو تحصيل حاصل كون زيارته أساساً جاءت دعماً لعيسى قاسم، وهي تدعم الإرهاب وسحق رجال الأمن، فضلاً عن أنها تمس بسيادة الدولة وأمنه، ولو أن مثل عيسى قاسم أطلق كلمة «اسحقوهم» في الولايات المتحدة الأمريكية لزج به في السجن مدى الحياة بتهمة التحريض على القتل.
إدانة النواب
من جانبه أدان النائب عبدالله بن حويل التدخلات الأمريكية المستمرة في شؤون البحرين وزيارة مبعوث الرئيس الأمريكي إلى عيسى قاسم، مطالباً أوباما والولايات المتحدة بشكل عام باحترام العلاقات التاريخية المتميزة، وليس بالوقوف إلى جانب حلفاء إيران.
وكشف بن حويل عن عزمه التنسيق مع باقي الكتل النيابية لمخاطبة الجهات الأمريكية المعنية وذلك لإعلان الرفض في الشؤون الداخلية للبحرين وأهمية النظر في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المخربين في البحرين وإيقاف دعمهم، مشيراً إلى أنه وجه سابقاً خطاباً شديد اللهجة إلى السفير الأمريكي حول تدخله في شؤون البحرين.
انتهاك سيادة البحرين
بدوره قال النائب عادل العسومي إن زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي رشاد حسين إلى البحرين ولقاءه بعيسى قاسم مقابل رفضه للقاء الجمعيات الوطنية هو انتهاك لسيادة البحرين وتدخل في شؤونها.
وأضاف العسومي أن التدخلات الأمريكية واضحة للعيان ولا يمكن السكوت عليها أو إخفاءها، سواء من قبل السفير أو المبعوثين الأمريكيين ولقاءاتهم المستمرة مع الراديكاليين والجمعيات الانقلابية في البحرين.
وأكد العسومي أن البرلمان البحريني لن يقف صامتاً أمام تلك التدخلات التي تشهدها المملكة بين الفترة والأخرى سواء من قبل الأمريكيين أو التصريحات الإيرانية المستفزة أو غيرها، كاشفا عن مجلس النواب سيخاطب نظيره الأمريكي حول ما قام به رشاد حسين في البحرين، مطالباً مملكة البحرين بعدم الصمت عن تلك الانتهاكات، والوقوف بحزم أمام استمرار التدخل السافر في شؤون المملكة.
وتساءل العسومي: «هل جاءت الزيارة لعيسى قاسم بعد تفتيش طال منزلاً في البحرين إثر لجوء إرهابيين له، أم إنها لإعلان الدعم الأمريكي لحملته الجديدة ضد البحرين وتأييدهم للتصريحات الإيرانية التي تدخلت في شؤون المملكة وأعلنت أنها تقف إلى جانب عيسى قاسم، وهل شارك في مسيرة الدراز عقب اللقاء؟».