القدس المحتلة - (وكالات):أطلقت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة عشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة رداً على استشهاد 9 فلسطينيين بينهم عناصر من «كتائب القسام» الذراع العسكري لحركة حماس في غارات إسرائيلية على القطاع في تصعيد جديد يهدد بحرب جديدة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 40 صاروخاً أطلقت من غزة سقطت في الأراضي المحتلة خلال ساعة، تم تدمير 12 منها خلال تحليقها بواسطة نظام القبة الحديدية فوق مدينتي أشدود ونيتيفوت بالجنوب.
وسرعان ما تبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس إطلاق الصواريخ.
وقالت القسام في بيان إنها «قصفت مواقع في نتيفوت واوفكيم واسدود وعسقلان بعشرات الصواريخ رداً على العدوان الصهيوني» في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية التي أوقعت 9 قتلى في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن «الصواريخ هي رد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا، على الاحتلال أن يفهم الرسالة جيداً، نحن لا نخاف تهديداته وسنرد على جرائمه».
وأفاد بيان عسكري بأن صفارات الإنذار دوت حتى بيت شيميش الواقعة على بعد 80 كلم من قطاع غزة وغير البعيدة من القدس.
وبعيد ذلك، شنت المقاتلات الإسرائيلية أكثر من 30 غارة على جنوب القطاع شرق رفح وتحديداً في منطقة تضم أنفاقاً قريبة من الحدود مع إسرائيل. وقال التلفزيون الإسرائيلي العام إن الحكومة الأمنية المصغرة التي اجتمعت بدعوة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطت الضوء الأخضر للجيش «ليتشدد في رده على حماس».
وبث التلفزيون مشاهد لعشرات الدبابات المنتشرة على الحدود مع غزة والمستعدة للتدخل في حال شن هجوم على القطاع.
واستدعى الجيش مئات من جنود الاحتياط. وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل بيتر لرنر أن الجيش «يمكن أن يستدعي نحو 1500 آخرين» موضحاً أيضا أن هناك لواءين قتاليين على أتم الاستعداد للتدخل في حال دعت الضرورة.
وتصاعدت المواجهة بين حماس وإسرائيل بعد استشهاد 9 ناشطين فلسطينيين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 100 صاروخ أطلقت من غزة سقطت بالأراضي المحتلة في الساعات الـ 24 الأخيرة وأدت إلى إصابة جندي بجروح طفيفة وإلحاق أضرار بمنزلين.
ونقلت القناة العاشرة الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن «حماس بإطلاقها هذه الصواريخ تجاوزت خطاً أحمر ينبغي أن تدفع ثمنه».
ويبدو أن لا خيار آخر أمام نتنياهو سوى اعتماد القوة رغم أنه دعا حكومته إلى ضبط النفس.
لكن هذا النهج الحذر دفع وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إلى إعلان فك تحالفه مع حزب الليكود بزعامة نتنياهو دون أن ينسحب من الحكومة. وقال ليبرمان في مؤتمر صحافي عقده في مقر البرلمان «ليس سراً أن هناك اختلافات أساسية لا تسمح لنا بالعمل المشترك مع حزب الليكود بعد الآن».
في هذه الأجواء، اعترف 3 متطرفين يهود بقتل وحرق فتى فلسطيني في القدس الشرقية.
وقال مصدر مطلع على الملف «اعترف 3 من أصل 6 مشتبه بهم بقتل وحرق محمد أبو خضير وقاموا بإعادة تمثيل الجريمة».
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 6 متطرفين يهود في إطار عملية التحقيق في خطف وقتل الفتى الفلسطيني. وبحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني فإنه يشتبه في انتماء المعتقلين الستة إلى «منظمة إرهابية»، وهم متهمون بالخطف وبقتل قاصر وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني بالإضافة إلى ارتكاب جريمة «لدافع قومي». واختطف الفتى محمد الأربعاء الماضي ثم عثر على جثته محترقة في وقت لاحق من اليوم نفسه، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين غاضبين والجيش الإسرائيلي في مختلف أحياء مدينة القدس لخمسة أيام على التوالي. وامتدت هذه المواجهات لتشمل المدن العربية داخل الأراضي المحتلة. وتحدثت وسائل الإعلام عن إمكانية أن يكون مقتل الفتى الفلسطيني عملاً انتقامياً بعد العثور على جثث 3 شبان إسرائيليين خطفوا في 12 يونيو الماضي جنوب الضفة الغربية وعثر على جثثهم في الثلاثين من الشهر نفسه. واتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوالد أبو خضير معرباً له عن «صدمته»، فيما أعلنت الرئاسة الإسرائيلية أن الرئيس شيمون بيريز اتصل أيضاً بوالد الفتى الفلسطيني وقال له إنه «يشعر بالعار» إزاء هذه الجريمة.