عواصم - (وكالات): أعلنت السعودية في بيان رسمي أن 3 قذائف سقطت في منطقة عرعر الحدودية مع العراق شمال المملكة دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.
وقال الناطق الإعلامي باسم حرس الحدود السعودي إن «الجهات المختصة باشرت إجراءات التحقيق لتحديد مصدر إطلاق القذائف ولايزال الحادث محل المتابعة الأمنية». في غضون ذلك، أخفق البرلمان العراقي المنتخب للمرة الثانية في أقل من أسبوع في الالتزام بالمهل الدستورية لاختيار الرؤساء الثلاثة بعدما قرر أمس تأجيل ثاني جلساته إلى 12 أغسطس المقبل في تمديد إضافي للأزمة السياسية المتفاقمة في العراق.
وعكس قرار تأجيل الجلسة التي كان من المقرر أن تعقد اليوم إلى ما بعد شهر رمضان عمق الخلاف الذي يحول دون تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على الوقوف في وجه مسلحين ينتمون لفصائل عراقية مختلفة ويسيطرون منذ نحو شهر على مناطق واسعة تنازع القوات الحكومية لاستعادتها.
وقال نائب رفض الكشف عن اسمه ومساعد للنائب مهدي الحافظ الذي ترأس الجلسة الأولى للبرلمان الأسبوع الماضي كونه أكبر أعضاء البرلمان الجديد سناً أن «جلسة اليوم تأجلت إلى 12 أغسطس المقبل».
وأكد مصدر برلماني آخر أن «غياب التفاهمات» حول الرئاسات الثلاث هو الذي دفع إلى تأجيل الجلسة.
وفشل البرلمان العراقي المنتخب في جلسته الأولى الثلاثاء الماضي في انتخاب رئيس له بحسبما ينص الدستور قبل أن يعلن عن فض الجلسة وتأجيلها إلى اليوم. ويظلل تمسك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برئاسة الحكومة المشهد السياسي بعدما فتح أزمة الحكم على مزيد من التعقيدات الجمعة الماضي حين أعلن أنه لن يتنازل «أبداً» عن ترشحه لولاية ثالثة، على الرغم من الانتقادات الداخلية والخارجية له.
وجاء موقف المالكي هذا رغم دعوة المرجعية الشيعية للإسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع، وهو ما لا يتمتع به المالكي حالياً، وسحب خصمه السياسي رئيس البرلمان أسامة النجيفي ترشحه لولاية ثانية على رأس مجلس النواب إفساحاً في المجال أمام توافق سياسي حول الرئاسات الثلاث.
وينص الدستور العراقي على أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال 30 يوماً من تاريخ أول انعقاد للمجلس، ما يعني أن موعد الجلسة الثانية يتخطى المهلة الدستورية الممنوحة لانتخاب الرئيس وهي الأول من أغسطس المقبل، حيث إن الجلسة الأولى انعقدت في الأول من يوليو الجاري. ويكون البرلمان العراقي الجديد بذلك قد أخفق مرتين حتى قبيل انعقاد جلسته الثانية في الالتزام بالمهل الدستورية، في استنساخ للإخفاقات التي طبعت عمل البرلمان السابق والتي دفعت العراقيين للمشاركة في انتخابات أبريل الماضي أملاً بالتغيير، وهو شعار معظم الحملات الانتخابية آنذاك.
ويتعرض المالكي إلى انتقادات داخلية وخارجية خصوصاً حيال استراتيجيته الأمنية في ظل التدهور الأمني الكبير في البلاد وسيطرة مسلحين ينتمون لفصائل عراقية مختلفة بينهم مسلحون من العشائر، وعناصر من «حزب البعث» السابق، إضافة إلى مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، على مساحات واسعة من العراق، ويواجه كذلك اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم. وتأتي الخلافات السياسية المتفاقمة في وقت تنازع القوات الحكومية لاستعادة مناطق يسيطر عليها المسلحون. وقتل قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن نجم عبدالله السوداني في «قصف معاد» أثناء قيادته عمليات عسكرية في منطقة أبوغريب غرب بغداد، وهو أرفع مسؤول عسكري يقتل منذ بدء هجوم المسلحين المتطرفين. وتشهد منطقة أبوغريب غرب بغداد عمليات عسكرية متواصلة للقوات الحكومية تستهدف مسلحين يسيطرون منذ بدء العام على مدينة الفلوجة غرب بغداد، والتي ينطلقون منها لشن هجمات في مناطق محيطة بها. وقتل 5 أشخاص بينهم اثنان من الشرطة وأصيب 13 في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش في الكاظمية شمال بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.
من جهة ثانية، أعلنت منظمة تعنى برصد ومتابعة جرائم الإبادة الجماعية وأعمال العنف، عن مقتل وإصابة أكثر من 15 ألف شخص بالعراق خلال النصف الأول من عام 2014، في ما طالبت بإدراج التفجيرات الإرهابية وأعمال العنف على لائحة جرائم الإبادة الجماعية، وفقاً لقناة «العربية». وحقق تنظيم «داعش» انتصاراً معنوياً مؤخراً بعدما نشر تسجيلاً يظهر فيه للمرة الأولى زعيمه أبوبكر البغدادي، الذي بايعه تنظيمه «خليفة للمسلمين» بعدما أعلن «قيام الخلافة الإسلامية»، حيث دعا المسلمين في خطبة الجمعة في المسجد الكبير في مدينة الموصل شمال بغداد إلى طاعته. وأعلنت السلطات العراقية أنها تتحقق من صحة التسجيل. من جهته، اعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي «كارثي»، محذراً من تقسيم العراق.
في سياق متصل، كررت الولايات المتحدة التشديد على ضرورة أن يكون العراق موحداً ليتمكن من مواجهة تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».