أكد خبير التسويق الكويتي محمد الربيعان، أن المرأة تحتاج اليوم لتسويق نفسها على أنها قادرة على النهوض بمهام بناء المجتمع وتحقيق ازدهاره.
داعياً الرجل إلى تقبل هذه الرسالة التسويقية بوعي وإيمان كبيرين.
وأوضح الربيعان في محاضرة نظمها المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع مؤسسة «فيشونيريز» بعنوان «ثقافة الاستثمار الذاتي والإعمار الأسري»، أن التسويق ليس إعلاناً أو حملة ترويجية، وإنما عملية تتضمن زرع أفكار وأسس تبنى عليها لاحقاً مواقف وتصرفات أفراد المجتمع إزاء مختلف القضايا وبينها قضايا المرأة.
وحذر الخبير الكويتي من خطورة استخدام مصطلحات ترسخ مفهوم المجتمع الذكوري في أذهان الناس، وتكرس النظرة النمطية عن المرأة، متطرقاً إلى استخدام وتوظيف اللغة في المجتمع، وما يمكن أن تسوق له من أفكار.
وقال «تبدأ العملية بمصطلح يتحول لفكرة، قبل أن يصبح ممارسة ثم واقعاً، ليصبح في النهاية ثقافة متجذرة غير قابلة للنقاش أو التعديل».
وأعطى الربيعان مثالاً حول ما يحدث في حجوزات السفر، وقال «هناك الدرجة السياحية ودرجة رجال الأعمال والدرجة الأولى، وليس هناك درجة سيدات الأعمال».
وأكد الربيعان الحاصل على ماجستير تسويق من إحدى الجامعات الأمريكية، أنه من الخطأ الاعتقاد أن علم التسويق من العلوم الحديثة، وإنما تعود أسسه وجذوره إلى عصر الفراعنة.
وأضاف أن الفراعنة بنو الإهرامات بعد أن سوقوا مفاهيم أقنعوا بها العمال ودفعوهم لإنجاز هذه المعجزة المعمارية الفريدة، فيما استخدم الرومان جدران المدرجات الرومانية في تعليق إعلانات كانت تكتب على جلود الحيوانات.
وخصص الربيعان جزءاً وافياً من اللقاء للحديث عن مفهوم Branding، الذي لا يقتصر على صناعة العلامة التجارية وإنما يمتد ليشمل غرس هوية المنتج أو الخدمة في أذهان الناس، وإعطاءه روحاً.
وقال «هو نشاط تأسيسي تفعيلي يعطي روح وقيمة للمنتج أو الخدمة»، لافتاً إلى أن الـBranding البشري هو تحديد ماهية الشخص وماذا يفعل وما هي أهمية ما يفعله من خلال القيمة المضافة التي يقدمها لنفسه ولمحيطه. وأوضح أن أي مؤسسة تعمل على النهوض بالمرأة يمكن أن تسوق لمفهوم الرقي بالقيم في المجتمع، وتعمل على غرس ثقافة احترام المرأة عند الرجل وتقدير دورها المكمل له في نهضة الأمم.
وأكد الربيعان في تصريح له على هامش اللقاء، أن ما تحتاجه المرأة اليوم تسويق نفسها على أنها قادرة على النهوض بمهام بناء المجتمع وجلب الحضارة والازدهار له حالها حال الرجل، ونفي الصورة النمطية عنها أنها لا تصلح إلا لتكون ربة منزل أو مدرسة أطفال.
ودعا بالمقابل الرجل إلى تقبل هذه الرسالة التسويقية بوعي وإيمان كبيرين، أن نهوض المرأة لا يصب في مصلحتها فقط، وإنما في مصلحته هو أيضاً وفي مصلحة الأسرة والمجتمع، وقال «أتعجب من رجل يرفض أو ينظر بازدراء إلى العمل الجبار للمؤسسات المعنية بالمرأة، ناسياً أن والدته وأخته وزوجته وابنته هن من النساء».
ويواصل المجلس الأعلى للمرأة برنامج مجلسه الرمضاني اليوم، بلقاء تتحدث فيه مديرة الاستراتيجية الوطنية لنهوض المرأة البحرينية د.دينا أحمد، والخبيرة الإعلامية هدى سلمان في صالة مرفأ عسكر عن «برامج تمكين المرأة البحرينية» في فعالية مخصصة للنساء فقط، بينما ينظم المجلس غداً لقاء شبابياً يتضمن مسابقة «أتحداك» ومعرض إبداعات شبابية، في مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية «ريادات».