قال الناشط خالد الشاعر إن من يلوحون حالياً بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، هم الخاسر الأكبر مـــن الغياب عن المشهد السياســـي، والسنوات الأربعة الماضية خير دليل على ذلك، لأنهم غيبوا أنفسهم بأنفسهم بمقاطعة العملية الانتخابية الماضية، لذا فقد غابت الأصوات التي تعبر عن مطالبهم، كما أنهم بهذا الانسحاب غير المبرر يحرمون العديد من المشاركة في صناعة التنمية المستحقة لهم ولأبنائهم.
وأكــــد أن الإصــــلاح السيـاســــي والديمقراطية المنشودة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال العمل السياسي السلمي القائم على التواصل مع أبناء الوطن باختلاف توجهاته، منتقداً بشدة من يستغلون المنابر الدينية لتوجيه الرأي العام ضد المشاركة البناءة في الحياة السياسية.
وأضاف الشاعر: من الأولى بهؤلاء أن يستخدموا المنابر الدينية لما فيه صلاح الناس في ظل الأجواء الروحانية لهذا الشهر الفضيل، عبر حثهم على تلبية دعوة العاهل لرسم مستقبل حقيقي للمملكة من خلال صندوق الانتخابات، وهو المسار السياسي الذي تقره أعرق الديمقراطيات في العالم.
ولفت الشاعر إلى أنه من مصلحة البحرين أن تشارك كافة أطيافها في العملية الانتخابية من أجل الوصول إلى مجلس نيابي يمثل الجميع ويهتم بمطالبهم، مؤكداً أن التجربة الديمقراطية في البحرين على الرغم من حداثتها والتي بدأت مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، أثمرت حالة حراك مجتمعي واسع، في كافة أرجاء المملكة، وهو ما لاحظناه جلياً مع نهاية دور الانعقاد الأخير لمجلس النواب، حيث أظهر الرأي العام البحريني وعياً لافتاً من خلال تقييم أداء أعضاء مجلس النواب ومحاسبتهم على تحقق خلال الأربع سنوات الماضية، وهو ما يؤكد الرغبة الحثيثة لدى البحرينيين في استمرار العملية الديمقراطية بما يعود بالنفع على المملكة. واعتبر أن المطالب التي يرفعها البعض لتعديل الدوائر كشرط مسبق لدخول الانتخابات، لا يمكن أن يتم طرحه هكذا كورقة ضغط ومساومة لأنه من غير المقبول المساومة على مستقبل الوطن، مؤكداً ثقته في وعي أبناء البحرين بعدم الانجرار لمثل هذه الدعوات التي تهدم أي مسيرة اصلاح نبتغيه لأنفسنا ولأولادنا.