عواصم - (وكالات): أعلن مجلس ثوار العشائر في العراق عن تشكيل هيئة تنسيقية جديدة لإدارة الثورة متوعداً بدخول العاصمة بغداد التي دارت في غربها معارك أسفرت عن مقتل قائد الفرقة السادسة في جيش رئيس الوزراء نوري المالكي. في غضون ذلك، نشرت وسائل إعلام إيرانية تقارير مصورة عن تشييع الضابط في قوات النخبة التابعة للحرس الثوري الإيراني، العقيد كمال شيرخاني، الذي قالت إنه قتل خلال المعارك في مدينة سامراء العراقية، والذي يعد ثالث ضابط إيراني يلقى حتفه في معارك العراق. من جهة أخرى، قرر البرلمان تقديم موعد جلسته الثانية التي كان من المفترض أن تعقد أمس وتأجلت إلى الشهر المقبل، إلى الأحد المقبل، وسط تخبط سياسي وفوضى دستورية يوازيهما عجز عسكري عن دخول المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين منذ شهر.وأوضح بيان موقع من قبل أكبر أعضاء مجلس النواب المنتخب سناً مهدي الحافظ الذي ترأس الجلسة الأولى قبل أسبوع «لقد قررنا تغيير موعد دعوتنا السابقة للبرلمان للانعقاد الأحد المقبل».وذكر الحافظ أن قرار تقديم موعد الجلسة جاء «من أجل المصلحة العامة والتزاماً بالسياقات الدستورية وحفاظاً على الاستمرار في بناء الديمقراطية وبعد التشاور مجدداً مع رؤساء الكتل في البرلمان».وكان البرلمان الذي فشل في جلسته الأولى في انتخاب رئيس له بحسب ما ينص الدستور، أعلن أمس الأول تأجيل الجلسة التي كان من المقرر عقدها أمس إلى 12 أغسطس المقبل، وهو موعد يتخطى المهلة الدستورية الممنوحة له لانتخاب رئيس للجمهورية.ويعيق غياب التفاهمات السياسية والخلافات التي تعصف بالكتل النيابية جراء عدم التوافق حول الرئاسات الثلاث، وخصوصاً رئاسة الوزراء، عمل البرلمان الجديد الذي بدا ومنذ جلسته الأولى وكأنه يستنسخ الخلافات التي عصفت بالبرلمان السابق وأعاقت عمله.ويظلل تمسك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برئاسة الحكومة المشهد السياسي بعدما فتح أزمة الحكم على مزيد من التعقيدات الجمعة الماضي حين أعلن أنه لن يتنازل «أبداً» عن ترشحه لولاية ثالثة، على الرغم من الانتقادات الداخلية والخارجية له.وجاء موقف المالكي هذا رغم دعوة المرجعية الشيعية للإسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع، وهو ما لا يتمتع به المالكي حالياً، وسحب خصمه السياسي رئيس البرلمان أسامة النجيفي ترشحه لولاية ثانية على رأس مجلس النواب إفساحاً في المجال أمام توافق سياسي حول الرئاسات الثلاث.ويتعرض المالكي السياسي الشيعي النافذ إلى انتقادات داخلية وخارجية خصوصاً حيال استراتيجيته الأمنية في ظل التدهور الأمني الكبير في البلاد وسيطرة مسلحين ينتمون إلى فصائل مختلفة بينهم مسلحون من العشائر وعناصر من «حزب البعث» السابق، ومقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، على مساحات واسعة من العراق، ويواجه كذلك اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم.ويطالب خصومه السياسيون كتلة «التحالف الوطني» أكبر تحالف للأحزاب الشيعية بترشيح سياسي آخر لرئاسة الوزراء، فيما يصر هو على أحقيته في تشكيل الحكومة مستنداً إلى فوز لائحته بأكبر عدد من مقاعد البرلمان مقارنة بالكتل الأخرى.ورأى خبراء أن العراقيين الذين شابت العلاقات فيما بينهم انقسامات طائفية وعرقية، توحدوا في غضبهم ويأسهم من المساومات السياسية التي طال أمدها من أجل تقاسم المناصب الحكومية والتفاهم حول الرئاسات الثلاث، متهمين نواب البرلمان خصوصاً بخيانتهم.وفي ظل استمرار غياب التوافق السياسي، كررت الولايات المتحدة التشديد على ضرورة أن يكون العراق موحداً ليتمكن من مواجهة تهديدات تنظيم «الدولة الإسلامية» عشية دخول هجومه الكاسح الذي يشنه إلى جانب تنظيمات متطرفة أخرى شهره الأول.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست إنه «لا بد أن تكون البلاد موحدة» لمواجهة خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي أعلن «قيام الخلافة الإسلامية» وبايع زعيمه أبو بكر البغدادي «خليفة» قبل أن يلقي الأخير خطبة في الموصل شمال بغداد الجمعة الماضي في أول ظهور علني مصور له.وحذر المتحدث من أن «مزيداً من الانخراط العسكري» من قبل الولايات المتحدة التي أرسلت 300 مستشار عسكري إلى العراق «لا يمكن أن يتم إلا بموازاة التزامات ملموسة من قبل القادة العراقيين» وتقديم وعد باعتماد «برنامج حكومي أكثر انفتاحاً» على كل الأطراف.من جانبه، أكد السيناتور الأمريكي جون ماكين أن الأولوية الآن في العراق يجب أن تنصب على القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من خلال توجيه ضربات جوية مشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة تغيير المالكي. من جهة ثانية، دعا رئيس الوزراء العراقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي بينهما إلى توسيع التعاون بما يعزز «العلاقة التكاملية» بين البلدين، شاكراً إياه على موقفه الرافض لتقسيم العراق.وحذر السيسي القوى العالمية من أن الإسلاميين المتشددين يدمرون الشرق الأوسط ويمثلون تهديداً لأمن الجميع.ميدانياً، تواصلت سيطرة المسلحين على مناطق واسعة من شمال وشرق وغرب العراق، فيما استمرت القوات الحكومية بتنفيذ غارات جوية وعمليات محدودة على الأرض من دون أن تنجح في دخول أي من المدن الرئيسة الخارجية عن سيطرتها وبينها تكريت شمال بغداد.من ناحيته، قال المتحدث العسكري العراقي اللواء قاسم عطا إن الجيش العراقي يستعد لشن هجوم لطرد المسلحين من تكريت شمال بغداد.في شأن متصل، أبلغ سفير العراق لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم المنظمة الدولية بأن حكومة بلاده فقدت السيطرة على منشأة سابقة للأسلحة الكيماوية لصالح «مجموعات مسلحة» وأنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها الدولية لتدمير المواد السامة هناك.وقتل أمس 8 أشخاص بينهم 6 من الشرطة وأصيب آخرون بجروح في هجومين منفصلين قرب سامراء شمال بغداد.في سياق متصل، نشرت وسائل إعلام إيرانية تقارير مصورة عن تشييع العقيد كمال شيرخاني، الضابط في قوات النخبة التابعة للحرس الثوري الإيراني، الذي قالت إنه قتل خلال المعارك في مدينة سامراء العراقية. ووفقاً للتقارير، فإن العقيد كمال شيرخاني، الذي تم تشييعه ودفنه في مدينة لواسان قرب طهران، قتل خلال قصف بقذائف الهاون، استهدف مرقد «الإمامين العسكريين» في مدينة سامراء. وأظهرت صور منشورة للعقيد شيرخاني، وهو يرتدي الزي العسكري الخاص بقوات النخبة التابعة لوحدة «صابرين» في الحرس الثوري الإيراني. ويعتبر شيرخاني ثالث عنصر من قوات النخبة التابعة لوحدة «صابرين»، يسقط خلال المعارك في العراق، بعد مقتل على رضا مشجري والطيار شجاعت علمداري مورجاني.
970x90
970x90