عواصم - (وكالات): هزت غارات جوية إسرائيلية قطاع غزة كل بضعة دقائق أمس في حين واصل نشطاء في المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ لتصيب عمق الأراضي المحتلة في عدوان يقول مسؤولون فلسطينيون إنه أدى لاستشهاد 55 فلسطينياً وإصابة أكثر من 370، بينهم أطفال في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
ولليوم الثاني على التوالي انطلقت الصواريخ من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة باتجاه تل أبيب. ووسط صيحات الله أكبر هلل الفلسطينيون في غزة في الوقت الذي كانت فيه الصواريخ تمرق في السماء باتجاه الأراضي المحتلة في هجمات يمكن أن تمنح حركة حماس الإسلامية دعماً شعبياً. واستهدفت الصواريخ أيضاً بلدات أخرى قرب تل أبيب وسط الأراضي المحتلة وإلى الجنوب قرب غزة. وأصاب صاروخ مستوطنة زخرون يعقوب التي تقع على بعد 115 كيلومتراً إلى الشمال من غزة وهو أبعد مدى تصله الصواريخ منذ أن كثفت إسرائيل هجماتها.
وقال الجيش إن 48 صاروخاً ضربت الأراضي المحتلة أمس واعترض نظام القبة الحديدية 14 صاروخاً آخر.
ومع سماع دوي الانفجارات بشكل متواتر بفعل الغارات الجوية على غزة بدأ شارع التسوق الرئيسي بالمدينة مهجوراً إلى حد كبير. وتحدث سكان محليون عن مئات من الهجمات أمس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 550 موقعاً لحماس بينها 60 منصة لإطلاق الصواريخ و11 منزلاً لأعضاء كبار في حماس. ووصف تلك المباني بأنها تستخدم أيضاً كمراكز قيادة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 25 منزلاً إما دمرت أو أصيبت بأضرار جسيمة وأنها ليست كلها مملوكة لنشطاء.
وبدأ التصعيد الحالي بين إسرائيل ونشطاء غزة -وهو الأخطر من نوعه منذ الحرب التي استمرت 8 أيام عام 2012 - قبل 3 أسابيع بهجمات صاروخية بعد خطف وقتل 3 فتية يهود في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسؤولو مستشفى إن 30 مدنياً بينهم 6 أطفال كانوا ضمن 55 فلسطينياً استشهدوا خلال يومين من القتال وأصيب أكثر من 300 آخرين.
وأجبرت الصواريخ الفلسطينية الإسرائيليين على الهرب للملاجئ حيث قطعت محطات الإذاعة البث المعتاد للإعلان عن أماكن انطلاق صفارات الإنذار.
وحذر قادة إسرائيليون من هجوم طويل واحتمال غزو بري للقطاع الكثيف السكان. ويحظى الزعماء بدعم شعبي واسع فيما يبدو داخل إسرائيل لعملية غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان «قررنا تكثيف الهجمات أكثر على حماس والمنظمات الإرهابية في غزة، جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد لكل الخيارات، حماس ستدفع ثمناً باهظاً لإطلاق الصواريخ على الإسرائيليين». من ناحية أخرى، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية إن القيادي الكبير في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حافظ حمد و5 من أفراد أسرته استشهدوا في غارة جوية على منزل شمال غزة. وقال مسؤولون محليون إن عجوزاً فلسطينية «80 عاماً» استشهدت في عدوان إسرائيلي على هدف آخر وسط غزة. وقال سكان إن الغارات الإسرائيلية تستهدف المدنيين دون سابق إنذار.
في شأن متصل، سقط صاروخان أطلقا من قطاع غزة على بلدة ديمونا جنوب الأراضي المحتلة حيث يوجد مفاعل نووي، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وأطلقت حركة حماس دفعات جديدة من الصواريخ مستهدفة تل أبيب وحيفا.
وأيدت واشنطن الأعمال الإسرائيلية في غزة في حين دعا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الجانبين إلى ضبط النفس. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما «في وقت خطير كهذا يجب أن يحمي الجميع الأبرياء ويتصرف بطريقة عقلانية ومحسوبة وليس بطريقة انتقامية وثأرية». من جانبه، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس «بالإبادة الجماعية» التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال عباس في بدء اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله إن «التحرك يجري في أكثر من اتجاه من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ووقف شلال الدم الفلسطيني بينها الحديث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون والرئيس التونسي محمد عبد المنصف المرزوقي».
وأعلنت مصر أنها تسعى إلى وقف «العنف المتبادل» بين إسرائيل وحماس عبر اتصالات دبلوماسية لكنها لا تقوم بوساطة «بالمعنى المعروف» كما فعلت في الماضي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي «ليس هناك وساطة بالمعنى المعروف» مشيراً إلى «اتصالات دبلوماسية» لإنهاء الأزمة.
وفي وقت لاحق، صرحت مصادر سيادية مصرية بالقاهرة، أن السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح البري اليوم لعبور الجرحى الفلسطينيين من ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية على نفقة مصر. كما دانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل «دون تحفظ» إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول أن فرنسا «تدين تسارع وتيرة إطلاق النار بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي».
وفي وقت لاحق، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن سيجتمع لبحث تطورات الأوضاع في غزة.
وطلب سفراء الدول العربية في الأمم المتحدة عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لدراسة الوضع بالقطاع. وفي وقت سابق، اشترط رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية لتحقيق تهدئة مع إسرائيل.
وقال مشعل «إذا أراد العالم وقف شلال الدم عليه أن يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعصبته المجرمة لتوقف عدوانها على غزة ومناطق 48 وكل أرضنا».
وقد أدان كل من المغرب والأردن العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأسفرت مئات الغارات الإسرائيلية منذ بدء العملية العسكرية «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة فجر الثلاثاء الماضي عن استشهاد 55 شخصاً وإصابة أكثر من 370 آخرين.
وشنت الضربة الإسرائيلية الأكثر دموية فجر الثلاثاء الماضي شمال غزة. واستشهد حافظ حمد أحد القادة المحليين لحركة الجهاد الإسلامي و5 من أفراد عائلته في تدمير منزلهم في بيت حانون. وقال أحد جيرانه ياسر أبو عودة «إنها مجزرة ارتكبتها طائرة إف 16 ضد أطفال ومدنيين والعالم أجمع جالس ويتابع».
وقتل الجيش الإسرائيلي ناشطين فلسطينيين من غزة بينما كانا يحاولان الوصول عبر البحر إلى إسرائيل في المكان الذي قتل فيه 4 فلسطينيين أمس الأول في محاولة مماثلة، كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة.