اعتبر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مشاركة أهالي الوسطى بالانتخابات المقبلة من خلال الاقتراع والترشح دليلاً على الوحدة الوطنية، وتفويتاً لفرصة التدخل بالشأن البحريني الداخلي.
وأكد جلالته لدى استقباله المهنئين من أهالي المحافظة الوسطى بمناسبة شهر رمضان المبارك في قصر الشيخ حمد أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، أن المحافظة الوسطى نموذج مشرف في التكامل والتعايش واحترام الآخر، لافتاً إلى أن «قلاقل العالم العربي تجعلنا أكثر حرصاً على وحدة الصف ونبذ الإرهاب».
وقال جلالته «نجحنا بتجاوز التجاذبات السياسية والأخطار الأمنية المحيطة بالوطن»، داعياً الأفراد والمؤسسات المدنية بالمحافظة الوسطى إلى المساهمة في استتباب الأمن والاستقرار.
وأضاف جلالته أن المكاسب الوطنية المحققة خلال السنوات الماضية جاءت نتيجة لاستقرار البحرين وأجوائها الآمنة، حاثاً الجميع إلى الاستفادة من أجواء رمضان الروحانية في تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على البحرين بلداً للتآخي والتعايش.
ورحب العاهل المفدى بالجميع، وتبادل معهم التهاني بشهر رمضان الفضيل، واستذكار ما لهذا الشهر الكريم من فضائل خصه الله تعالى بها تتعزز من خلالها قيم التواصل والمحبة والتآلف التي امتاز بها أهل البحرين عبر تاريخهم العريق.
ودعا جلالته خلال اللقاء، إلى الاستفادة من هذه الأجواء الروحانية في تعزيز الوحدة الوطنية من أجل الحفاظ على البحرين بلداً للتآخي والتعايش بين الجميع.
وأشاد جلالته بعطاء أهالي المحافظة الوسطى في خدمة المملكة وإسهاماتهم في نهضتها مع إخوانهم أبناء البحرين الكرام، ممن لم يتوانوا في بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة الوطن ونمائه.
وأكد جلالته أن «ما حققناه اليوم من بناء كان على أسس راسخة وضع لبناتها الآباء والأجداد بجهودهم المتواصلة وإخلاصهم وحبهم لوطنهم»، سائلاً الباري جلت قدرته أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح.
وقال جلالته «يسرنا أن نرحب بكم ونهنئكم بشهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى المواطنين الكرام وبلادنا وعلى جميع المسلمين، بالأمن والتوفيق لما يحب ويرضى، وأعاننا جميعاً على صيامه وقيامه.
وأردف جلالته «يأتي لقاؤنا بكم اليوم تقديراً لوقفتكم المشرفة مع وطنكم البحرين، ونصرتكم لعروبته ودينه، والتي هي محل اعتزازنا وتقديرنا، فمواقفكم مع إخوانكم في كل المحافظات، أثبتت أن الوطن للجميع بمدنه وقراه بلا استثناء».
وتابع جلالته «من نعم الله علينا أن سخر لهذه المملكة الطيبة مواطنين مخلصين، يعرفون قدرها، ويصونون أمنها وعاداتها وقيمها، فالمحافظة الوسطى التي احتضنت أول مدينة إسكانية في المنطقة باسم المغفور له والد الجميع صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، يُدم أهلها - ومنذ إنشائها - نموذجاً مشرفاً في التكامل والتعايش واحترام الآخر».
وعد جلالته المحافظة الوسطى مركزاً كبيراً للصناعات، وبها أول مصفاة للبترول في منطقة الشرق الأوسط، وساهمت مساهمة كبيرة في التنمية الاقتصادية للبلاد ولاتزال تؤدي واجبها على أكمل وجه، وهي مصدر رزق لآلاف البحرينيين.
وقال جلالته «إننا لن ننسى الترحيب بنا من قبل أبناء المحافظة الوسطى من أهالي منطقة سترة والذي مازال ذلك الاستقبال الكبير، حاضراً في الذاكرة».
وواصل جلالته «كانت الوحدة الوطنية ولاتزال بفضل الله ثم بتعاضدكم وتكاتفكم، سمة بارزة يتميز بها المجتمع البحريني الأصيل بمختلف فئاته وطوائفه، ونجحنا بحمد الله معكم بتجاوز التجاذبات السياسية والأخطار الأمنية المحيطة بالوطن الغالي، ولا يخفى على الجميع ما يعانيه عالمنا العربي والإقليمي مؤخراً من فتن وقلاقل، يجب أن تجعلنا أكثر حرصاً على وحدة الصف الوطني ورص الصفوف، والتآخي والمحبة والانسجام، ونبذ التطرف والعنف والإرهاب، والتلاحم الصادق بين أبناء شعبنا على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وتوجهاتهم».
ودعا جلالته، الأفراد والمؤسسات المدنية بالمحافظة الوسطى شأنها شأن بقية محافظات المملكة، إلى المساهمة في استتباب الأمن والوقوف في وجه ممارسات الكراهية ورفض الآخر، عبر تعزيز الشراكة المجتمعية «:حيث لا يخفى عليكم وجود ثغرات تؤثر على السلم الأهلي والمجتمعي».
وقال جلالته «إن إقبالكم ومشاركتكم في الانتخابات المقبلة لهذا العام، وممارسة حقكم الدستوري سواء كان بالتصويت أو الترشح في الانتخابات، خير دليل على وحدة وطنية من شأنها تفويت الفرصة على من يريد التدخل في شؤوننا الداخلية، والإضرار بمسيرتنا الإصلاحية، وما المكاسب الوطنية التي حققناها وأنجزناها معاً خلال الأعوام الماضية، إلا نتيجة للاستقرار وما تتمتع به البحرين من أجواء آمنة، وستظل يدنا دوماً ممدودة لتعين من يريد الخير لهذا البلد وأهله».
وسأل جلالته، الله تعالى أن يحفظ البحرين وأهلها، وأن يوحد صفوف أبنائها، وينشر علينا رداء السلم والأمن والاطمئنان، وشكر الجميع لتهنئتهم لجلالته بالشهر الفضيل.
وتقدم جلالة الملك المفدى، بالشكر لأهالي المحافظة الوسطى على حضورهم، متمنياً لهم كل التوفيق والسداد.
من جانبه، قال عبدالحسن إبراهيم بو حسين كلمة نيابة عن أهالي المحافظة الوسطى قال فيها «نيابة عن أخواني وأخواتي أهالي المحافظة الوسطى يشرفني أن أرفع لجلالتكم أجمل التهاني والتبريكات بحلول شهر رمضان المبارك، وأن أتقدم لكم بخالص الشكر وعظيم الامتنان على إتاحة الفرصة لهذه المجموعة المخلصة من أبناء الوطن وفي هذا الشهر المبارك، للتشرف بلقائكم للتعبير عن خالص الوفاء والولاء لجلالتكم ولهذا الوطن.
تبنت البحرين سياسة الإصلاح الشامل منهجاً وخاصة منذ أن بايعكم شعبكم على ميثاق العمل الوطني، وما تلته من جهود مهدت لبناء المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وجاء المشروع الإصلاحي الذي توافق عليه شعبكم مع جلالتكم إدراكاً من الجميع للمخاطر المحيطة بنا، وتستوجب على الدوام بذل المزيد لتحصين الوطن من داخله حماية من تسلل المتربصين به، أما الأحداث المؤسفة التي تشهدها المنطقة ما هي إلا تأكيد على سلامة منهج الإصلاح الذي دشنه جلالتكم، وعلى أهمية تعزيز قيم الوحدة الوطنية والتوافق لكون الوحدة قوة والتفرقة ضعف.
ومن جهة أخرى فإن مسيرة التنمية السياسية والاقتصادية المتلازمتان هي عملية تراكمية مستمرة، وإدراكاً منا لهذه الحقيقة فإننا واثقون أن استمرار هذه المسيرة المباركة هي هدف أساس لقيادتكم الحكيمة.
دشنت البحرين مشاريع متنوعة في مجالات التعليم والتدريب والصحة والإسكان، ما مكنها من توفير سبل العيش الكريم لمواطنيها والصمود أمام التحديات الاقتصادية، إلا أنه رغم هذه الجهود الكبيرة ظل النمو السكاني يشكل ضغطاً على هذه الخدمات، ما يستوجب الجهد الحثيث للتغلب على العقبات وخاصةً في مجال الإسكان والعمل والتدريب والإحلال.
إن تحقيق هذه الطموحات هو هدف مشترك للمواطن والحكومة على حد سواء، من هنا فإن جميع أبنائكم المخلصين يقفون صفاً واحداً خلف قيادتكم الحكيمة لتحقيق هذه الأهداف الوطنية، فهم جنود عاهدوكم على الولاء والإخلاص تحت راية الوطن، متمسكين بمبادئ ميثاق عملنا الوطني ودستور البحرين.
ختاماً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم على جلالتكم موفور الصحة والسعادة، وأن يسدد على طريق الخير خطاكم، ويديم على شعب البحرين نعمة الأمن والوحدة والتآلف».
بدوره قال محافظ الوسطى مبارك الفاضل في تصريح له بهذه المناسبة «تشرف أهالي المحافظة الوسطى بلقاء جلالة الملك المفدى، وتقدموا لجلالته بالتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وأكدوا على ولائهم وحبهم لجلالته واعتزازهم بالمشروع الإصلاحي الذي جاء به جلالته، وفتح فيه المجال أمام المواطنين الذين يمثلون فئات الشعب البحريني في البرلمان للمشاركة في تشريع القوانين والرقابة والمساءلة، ويعتبرون هذا المشروع نقلة نوعية في تاريخ البحرين.
إن حرص صاحب الجلالة الملك، على توفير الحياة الكريمة للمواطنين بتوفير جميع الخدمات من السكن وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والبنية التحتية والمنشآت الرياضية ورعاية الأيتام والأرامل ودعم الاقتصاد البحريني ودعم العاطلين بمشروع التعطل، يعتبر من المشاريع الرائدة في المنطقة.
وحرص جلالته من هذا اللقاء على التعرف على احتياجات المواطنين من الخدمات في محافظتهم، لدليل قاطع أن جلالته دائماً يحرص على توفير العيش الكريم لأبنائه المواطنين وتلمس احتياجاتهم من أجل إسعادهم، وأنهم يقدرون هذه اللفتة ويتقدموا لمقام جلالته بالشكر والتقدير على تلك الاهتمامات الأبوية، وأنهم فخورون بالعهد الزاهر لجلالته بما شهده من تطور ورقي في الحياة العامة والخاصة، والتي يلمسها كل مواطن، داعين المولى العلي القدير أن يمد في عمر جلالته وأن ينعم عليه بالصحة والعافية».
ورفع الجميع أطيب التهاني وأجمل الأمنيات إلى جلالة الملك المفدى بهذا الشهر الفضيل، مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة العطرة على جلالته بوافر الصحة والسعادة، وعلى البحرين وهي تنعم بالخير والازدهار والأمن الأمان في ظل قيادة جلالته، في إطار لقاءاته مع المواطنين من مختلف محافظات المملكة. وتشرف الأهالي بالسلام على جلالة الملك المفدى، معربين عن بالغ شكرهم وتقديرهم وصادق اعتزازهم بما حظيت وتحظى به المحافظة الوسطى من اهتمام ورعاية كريمة من لدن جلالته، وما تشهده من مشروعات تنموية عديدة بفضل توجيهاته السامية.
وثمن الأهالي بكل التقدير والاعتزاز ما حققته المملكة في عهد جلالته الزاهر من إنجازات حضارية وتنموية على مختلف الصعد، مجددين وقوفهم صفاً واحداً خلف قيادة جلالة الملك المفدى، ودعمهم وتأييدهم للخطوات المباركة لجلالته ونهجه الحكيم تحقيقاً لكل ما فيه خير وتقدم البحرين ورفاه شعبها الكريم.
وأشادوا بهذه اللقاءات المباركة التي يحرص عليها جلالته مع كافة مكونات المجتمع البحريني، والاطمئنان على أحوال واحتياجات المواطنين، باعتبارها تمثل صورة من التلاحم الكبير والتواصل الوثيق بين القيادة والشعب، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ جلالته ويرعاه ويسدد خطاه لمواصلة مسيرة مباركة يشهدها الوطن في القطاعات كافة.