كتبت ـ نور القاسمي:
تتجاهل الإدارة الأمريكية الانتهاكات الحقوقية وآلاف القتلى ممن يلقون حتفهم بطرق بشعة ووحشية في سوريا والعراق وبورما وأفغانستان وغيرها من الدول، وتركز جل اهتمامها على البحرين.
وتشير الوقائع إلى أن واشنطن تتعامى عن منجزات المشروع الإصلاحي منذ أطلقه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قبل أكثر من عقد، وأنتج استقراراً اقتصادياً متنامياً، وحقق إنجازات ومكتسبات في جميع المجالات.
وتصدرت البحرين المركز الرابع بعد قطر والإمارات والكويت في قائمة أغنى الدول العربية حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي المقوم بالقدرة الشرائية، وهي تستقبل أكثر من 8 ملايين سائح سنوياً، ومؤشراتها الاقتصادية تزدهر عاماً تلو الآخر، بينما يأتي التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للمملكة بما لا يخدم العلاقات الثنائية بين البلدين.
الانتهاكات الحقوقية بسوريا
وتشير الإحصاءات إلى أن ضحايا الحرب السورية منذ مارس 2011 وحتى نهاية مايو الماضي تخطى عتبة 162 ألف قتيل، حسب بيان أصدره المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومن بين القتلى أكثر من 80 ألف مدني و8600 طفل و5570 امرأة ونحو 27 ألف معارض مسلح و2300 منشق، وأشار المرصد إلى أن 17 ألف شخص في عداد المفقودين، فيما يحتجز عشرات الآلاف في سجون النظام.
من جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، إن 5.5 مليون طفل سوري تأثروا بسبب الحرب الأهلية بفقدهم أرواحهم وأطرافهم وآباءهم ومعلميهم ومدارسهم ومنازلهم وجميع جوانب طفولتهم تقريباً.
وهناك أكثر من 957 ألف لاجئ سوري في لبنان ونحو 584 ألف لاجئ في الأردن، 634 ألف في تركيا، 226 ألف في العراق و134 ألف في مصر، بينما شردت الحرب الدائرة هناك حوالي 6 ملايين ونصف داخل سوريا نفسها.
ووفقاً للأمم المتحدة فإن الوضع السوري «حرج»، مع تدمير %40 من المستشفيات، %20 منها لا تعمل بشكل نظامي، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي في سوريا إلى %35، في حين فقدت العملة المحلية %80 من قيمتها، وإنتاج النفط انخفض بنسبة %96 منذ بداية الأزمة، مع سيطرة المعارضة على معظم الآبار النفطية، وذلك كله دون أي تدخل إصلاحي من أمريكا.
وفي سياق متصل أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الأزمة السورية تسببت في أكبر أزمة لاجئين في العالم، إذ أجبر %40 من السكان على ترك منازلهم، وتشرد أكثر من 9 ملايين سوري نصفهم من الأطفال، ونزح 6.5 ملايين منهم داخل البلاد، ولجأ قرابة مليونين و600 ألف إلى دول مجاورة.
أزمة العراق
وحسب آخر الإحصاءات الصادرة بشأن الانتفاضة العراقية عام 2012، فإن أكثر من 1200 شخص شهرياً يقتل في العراق وأكثر من 35 ألف مقيد في السجون، فضلاً عن تعرض الدولة لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من تعذيب للأهالي والأطفال، وقطع الكهرباء والخدمات عن مدن بأكملها كعقاب جماعي.
الأهواز.. القضية المنسية
ورغم نضال امتد لأكثر من تسعة عقود مازالت الحكومة الإيرانية تمارس أعتى ألوان القمع للأهواز، من تجفيف الروافد وغلق المراكز الثقافية وعدم تدريس اللغة العربية، ويصل إلى الإعدام للنشطاء.
ويعيش الشعب العربي في الأهواز- أو عربستان - ظروفاً بالغة الصعوبة والتعقيد، نتيجة وقوعه تحت اضطهاد قومي حاد قل نظيره، منذ أن حلت به النكبة الكبرى في أبريل عام 1925، والمتمثلة في انهيار الحكم العربي في البلاد، وابتلاء الوطن بحكم إيراني عنصري مستبد.
مسلمو بورما
فيما وصل عدد قتلى المسلمين في بورما إلى 70 ألف شخص وفق تقارير إخبارية، وفي ظل التعتيم والغموض في أعداد الضحايا الأصلية لما تعانيه المنطقة من العنف الطائفي في الدولة، وأحرق أكثر من 1300 منزل ومبان أخرى، ما أدى إلى تشريد 11 ألف و376 شخصاً، حيث إن المسلمين هناك يقتلون في ظروف بشعة ووحشية، كأن ينكل بهم ويحرقون أحياء، وتقطع أجسادهم، فماذا فعلت واشنطن لهؤلاء؟
النزاع الأفغاني
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في تقريرها نصف السنوي لعام 2014 عن ارتفاع كبير في أعداد ضحايا النزاع الأفغاني من المدنيين من قتلى وجرحى جراء المعارك والقنابل اليدوية الصنع والاعتداءات الانتحارية. وأحصت بعثة الأمم المتحدة 4853 ضحية بينهم 1564 قتيلاً و3289 جريحاً، والجيش الأفغاني اليوم يتولى مسؤولية ضمان الأمن في 75% من أراضي البلاد.