كتبت - شيخة العسم:
لم يبقَ لهما من الدنيا غير بعضهما بعضاً، أختان تعدتا الستين من عمرهما، تعيشان لوحدهما ليس لهما سوى الله تعالى، لا عائل لا زوج ولا أخ ولا ابن. تقول الكبرى ثاجبة «ليس لي زوج فأنا مطلقة وليس لدي أبناء، أعيش أنا وأختي وهي عوجاء لا تستطيع المشي، منذ أن خلقها الله من بطن أمها».
وأضافت «نشيل بعضنا بعضاً.. أواسيها وتواسيني»، تواصل «لا نملك من هذه الدنيا سوى 70 ديناراً فقط نستلمها شهرياً من الشؤون، لكنها لا تكفي شيئاً، فنحن اثنتان ولا متطلبات لنا كوننا كبيرتين في السن، فقط الطعام، فأنا أتعكز لأطهو القليل، أهل الخير «يتنقصون لنا» بين الفينة والأخرى، ولكننا نعجز أحياناً عن الحصول على طعامنا».
تسكن الشقيقتان في منزل والدهما في منطقة المحرق، وكل ما تحتاجانه مصروف يكفيهما حاجتهما وحاجة سؤال الناس، فضلتا عدم معرفة الناس بهما، ودائماً ما ترددان لي «الله يستر عليج دنيا وأخرى كما سترتي علينا» ولا تريدان سوى ما يكفيهما، فهل هناك، من يمد لهن يد العون في كبرهن ويكون لهم الابن البار والأخ الحاني، والله لا يضيع أجر المحسنين.