ريو دي جانيرو - (د ب أ): تعيش البرازيل في حالة من الصدمة الشديدة، على الأقل كما حدث لها عقب نهائي بطولة كأس العالم لعام 1950، بعد تعرض المنتخب الوطني الأول للبلاد لأسوأ هزيمة في تاريخه والتي قضت على حلمه بإحراز لقب بطولة كأس العالم على أرضه.
لقد جاءت الهزيمة 1/7 الكبيرة مساء أمس الأول الثلاثاء للمنتخب البرازيلي قليل الحظ أمام منتخب ألمانيا المنتشي كنهاية مذهلة لحملة منتخب السامبا في بطولة كأس العالم الحالية عقب استبعاد صانع ألعاب الفريق الموهوب نيمار من منافسات البطولة لتعرضه لإصابة بالغة في مباراة البرازيل السابقة.
ولن يعرف أبداً ما إذا كان وجود نيمار كان سيصنع الفارق حقاً في ليلة أمس الأول بإستاد “مينييرو” بمدينة بيلو هوريزونتي حيث انهمرت الدموع بغزارة من عيون الجماهير البرازيلية، وحيث واجه المهاجم هالك صافرات الاستهجان بعد اختياره ككبش فداء لأداء البرازيل الكارثي.
وانفضت الجماهير سريعاً من مناطق الاحتفالات الجماهيرية المنتشرة عبر البرازيل عقب المباراة، بينما ظلت جميع الألعاب النارية والشماريخ التي تطلق عادة عقب كل هدف أو فوز برازيلي في مكانها على الأرض وسط سكون تام يغلفه الشعور بالصدمة والذهول.
وظل البرازيليون يعتقدون لسنوات طويلة أن هزيمة إستاد ماراكانا التي عرفت باسم “ماراكانازو” عندما فازت أوروجواي على البلد المضيف البرازيل في نهائي مونديال 1950، ستبقى أسوأ لحظة تمر على أبطال العالم خمس مرات. ولكن انتكاسة أمس الأول الثلاثاء ستكون على الأقل ثاني أسوأ لحظات منتخب السامبا في تاريخ المونديال، إن لم تكن الأسوأ بالفعل، بعدما منيت البرازيل بأكبر هزيمة لها في تاريخها ببطولة كأس العالم من حيث عدد الأهداف. كما إنها توازي هزيمة البلاد الكبيرة بستة أهداف نظيفة في عام 1920 أمام أوروجواي.
وأكد أحد المشجعين البرازيليين، يدعى لويس، الذين شاهدوا مباراة أمس على شاطئ كوباكابانا بمدينة ريو دي جانيرو أنه لا يجد الكلمات لوصف ما حدث. بينما أكد المذيع التلفزيوني البرازيلي الشهير جالفاو بوينو أن حجم الهزيمة يصعب من تقبلها.
ومما زاد من وطأة الهزيمة أن الآمال كانت كبيرة للغاية في منتخب السامبا رغم مأساة إصابة نيمار وإيقاف قائد الفريق تياجو سيلفا. واحتشد عشرات الآلاف من الجماهير في المناطق المخصصة للتجمعات الجماهيرية، فيما تجمع الآلاف في الحانات والمطاعم المنتشرة عبر البلاد.
وحتى السحب القاتمة التي ألقت بظلالها على شاطئ كوباكابانا لحظة انطلاق المباراة لم تنل من الحالة المعنوية للمشجعين البرازيليين الذين رددوا النشيد الوطني لبلادهم كالعادة بكل ما أوتوا من عزم، وربما حتى بدرجة أكبر هذه المرة.
ولكن الفخر الوطني سرعان ما تحول إلى جحود حيث توالت الأهداف الألمانية كالسيل على المرمى البرازيلي من منتخب الماكينات الذي كان يعتبر فريقاً قوياً قبل مواجهة الأمس ولكن لم يظن أحد أنه سيتحول إلى فريق ثائر لا يتوقف عن تسجيل الأهداف.