منذ زمن بعيد لم نر جماهير البرازيل تبكي بهذا الشكل، ترى هل هو انتقام الأقدار لدموع الكثير من الجماهير التي تجرعت كأس المرارة من راقصي السامبا، أم أن دوام الحال من المحال ولا يمكن لأحد أن يأخذ دوره ودور غيره كما يقول المثل.
6 دقائق عن 100 عام!
من شاهد مباراة أمس سيعرف أن منتخب البرازيل فقد كل شيء في أول 25 دقيقة من المباراة، ولكن ليست تلك المصيبة الأكبر، لأن الحديث عن 25 دقيقة قد يكون فيه بعض المنطقية، الكارثة تكمن في الحديث عن 6 دقائق فقط كانت كفيلة بتدمير تاريخ عريق مثل تاريخ المنتخب البرازيلي، من الدقيقة 23 إلى الدقيقة 29 تلقى المنتخب البرازيلي 4 أهداف كانت كفيلة بقتل المباراة تماماً، ولكن ما الذي حصل ولماذا؟
من أين بدأ الخطأ؟
لو أردنا الحديث عن خطأ المدرب سكولاري لا يجب أن نبدأ من بداية المباراة ولا حتى من المباراة السابقة، ولنكون واقعيين أكثر فإن الخطأ بدأ حتى قبل بداية منافسات كأس العالم، سكولاري أخطأ في الأساس في اختيار التشكيلة المؤلفة من 23 لاعباً لتمثيل البرازيل، واستمرت الأخطاء بالتدريج حتى وقعت الكارثة، حين بدأت البرازيل مبارياتها في الدور الأول عرفنا حينها أن سكولاري دخل في ورطه كبيرة لا يمكن إصلاحها لأن الوقت قد فات، سكولاري لم يحضر مهاجمون بالعدد اللازم وهو ما تعودت عليه البرازيل، سكولاري أحضر أسماء لا تخدم البرازيل أبداً، ومنهم فريد وجو وترك أسماء كبيرة خارج التشكيلة مثل كاكا ورونالدينهو وروبينيو.
سر النجوم
في المنتخب البرازيلي
من متابعة منتخب البرازيل لسنوات وسنوات يستطيع أي أن يستنتج حقيقة مهمة لا يمكن إغفالها، المنتخب البرازيلي لا يعيش بلا نجوم، والنجوم هم رئة المنتخب البرازيلي، لطالما ضم منتخب السامبا أسماء كبيرة في عالم كرة القدم، لسنا هنا بصدد استعراض أسماء نجوم البرازيل في كؤوس العالم الماضية على مدى 50 عاماً، ولكننا سنتحدث عن غيابهم في هذا المنتخب، النجم الوحيد الصاعد في التشكلية اليوم هو نيمار، ونيمار غادر المونديال قبل منتخب بلاده كما يعرف الجميع.
لماذا سكولاري أحمق!
لم أصف مدرب كبير مثل سكولاري بمثل هذه الصفة بناء على خبرته التدريبية، الرجل يمتلك خبرة في التدريب كبيرة لا يمكن لأحد أن ينال منها، فهو بطل العالم برفقة منتخب بلاده في مونديال 2002، ولكن لنفس هذا السبب قلت بأن سكولاري أحمق، ما الذي دفع بسكولاري إلى استلام مهمة تدريب المنتخب مرة أخرى بعد أن كان قد حقق معه كأس العالم من قبل؟.. هل هو البحث مجدداً عن الأضواء والشهرة؟.. أم عن حلم التتويج على أرض الوطن.!، أخطأت يا سكولاري والحلم صار كابوساً، وأنت مسحت تاريخك بيدك!.