كتب – صالح الرياشي:
أبكى المنتخب البرازيلي جميع عشاقه دماً بالأمس في مباراتهم مع المنتخب الألماني ضمن منافسات الدور قبل النهائي من مونديال البرازيل 2014، ليس بسبب الفشل في تحقيق الحلم وحصد اللقب السادس، بل بسبب النتيجة الثقيلة والتاريخية التي دك بها أبناء هتلر الحصون البرازيلية بسباعية مقابل هدف على أرض الكوبا كابانا، علماً أن النتيجة كانت قابلة للزيادة لكن الألمان اتبعوا سياسة المثل القائل “الطعن في الميت حرام”، واختلف الكثير من الجماهير التي تابعت المباراة عن أسباب الخسارة المذلة للبرازيل، حيث تعددت الأسباب والنتيجة واحدة.
الخطأ الأول للمنتخب البرازيلي كان قبل انطلاق المونديال وهو عندما اختار سكولاري قائمة المنتخب المختارة للمشاركة في النهائيات، وقرر استبعاد العديد من النجوم الأمر الذي وضع علامة استفهام كبيرة على اختيارات المدرب، حيث استبعد النجوم أصحاب الخبرة مثل كاكا ورونالدينهو، ربما يكون قراره صائباً بسبب تراجع مستواهم بتقدمهم في السن، لكنه استبعد أيضاً لوكاس مورا المتألق كثيراً من النادي الباريسي إلى جانب المتألق الآخر ميرندا بطل إسبانيا مع أتلتيكو مدريد، مما قلل كثيراً من خياراته في التشكيل وبدا ذلك واضحاً عندما غاب نيمار وتياغو سيلفا ولم يجد سكولاري من يعوض مكانهما.
وبسبب الاختيارات الخاطئة وتناثر الأوراق بالنسبة لسكولاري، إشراك المدرب تشكيلة جديدة واتبع سياسة جديدة في اللعب، حيث كان الفريق يهاجم بالظهيرين مارسيلو وما يكون مع تقدم لاعبي الارتكاز باولينهو وغوستافو من أجل تعويض غياب نيمار في الهجوم، الأمر الذي أتاح حرية الحركة لمنتخب الألماني في وسط الميدان بتواجد لاعبين يجيدون التمرير الدقيق مثل كروس واوزيل وشفاينشتايغر علاوةً على التمركز الصحيح للمهاجمين القناصين مثل مولر وكلوزه، كل هذه العوامل عاقبت المنتخب البرازيلي خير عقاب ولقنته درساً كروياً للتاريخ.
كما أن الهدف الأول الذي سجله مولر في الدقيقة 11 كان له تأثيره في تغيير مجريات المباراة وتشكيل الضغط على نفسيات لاعبي السامبا، لكن البرازيليين تمالكوا أنفسهم وصمدوا لكن دون تغيير في الخطة واللعب بنفس الأخطاء مما أدى إلى استقبالهم للهدف الثاني الذي كان يعتبر الضربة القاضية في الدقيقة 23، وفي ضرف 5 دقائق فقط أنهى الالمان المباراة بتسجيلهم الهدف الخامس في الدقيقة 29، ثم لعب الالمان بهدوء في الشوط الثاني حتى دخل البديل شورله وسجل الهدفين السادس والسابع.
وغاب التنظيم الدفاعي في المنتخب البرازيلي بغياب تياغو سيلفا الذي كان يسد ثغرة تقدم لاعبي الارتكاز، إضافة إلى غياب الرقابة على المهاجمين، حيث كان كلوزة يأخذ وقته الكافي في استلام الكرة والدوران التمرير، علاوةً على غياب الرقابة المحكمة في الكرات الثابتة، حيث ترك المدافعون مولر وحيداً في الركنية التي نفذها كروس في الدقيقة 11 وكانت العواقب وخيمة بافتتاحه التسجيل وتسلسل الأهداف من بعد ذلك.
أما الهجوم البرازيلي، فقد كان بلا هوية في المباراة، حيث لم ينتفع به الفريق في الهجوم أو الدفاع، حتى لو تواجد الغائب نيمار في التشكيلة لم يكن ليقدم أي شيء يستطيع أن يقلب الكفة لفريقه في ظل القوة والتكتيك المثالي للمنتخب الألماني.
المناقشات
اختار المتابعون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ثلاثة أسباب رئيسة لخسارة البرازيل بهذه النتيجة الساحقة، الأول كان القوة التي يتحلى بها المنتخب الألماني والآداء القوي للماكينات على أرض الملعب هو السبب الأبرز للفوز بهذه النتيجة، أما السبب الآخر فهو الغيابات المؤثرة في صفوف الفريق بإصابة نيمار وإيقاف تياغو سيلفا، بينما قال آخرون بأن المدرب يتحمل المسؤولية في ظل تخبطه في وضع التشكيل ومحاولاته العاجزة لتعويض مراكز الغائبين بالإضافة إلى اللعب العشوائي والتنظيم الدفاعي السيء.