دعا علماء ودعاة «المسلمين إلى الحرص على قيام الليل خاصة في شهر رمضان واغتنام أوقاته الشريفة المباركة»، مشيرين إلى أن «صلاة الليل في رمضان قربة عظيمة، توافرت النصوص من الكتاب والسنة على الحث عليها، والترغيب فيها»، فيما شددوا على أن «صيام وقيام رمضان متلازمان عند أهل الإيمان».
من جهته، استشهد الشيخ عبدالله بن صالح القصير بآيات من القرآن الكريم، وبأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحث على قيام الليل، ومنها، قول الله تعالى «ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً»، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: «من قام رمضان، إِيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه»، وثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى مع الصحابة التراويح لكنه كان حريصاً ألا تفرض عليهم، خاصة عندما صلى بهم ثلاث ليال، وفي الليلة الرابعة لم يخرج، فاستفسر الصحابة عن عدم خروجه، فأجابهم الرسول بخشيته من أن تفرض عليهم، وفي الحديث تبيان لشفقة النبي على أمته، وحرص الصحابة على السنة، ورغبتهم في قيام الليل، وفي الصحيحين أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»».
وأضاف أنه «إذا تبين ما في القيام من خصال الخير، وعظيم الثواب، وجزيل الأجر، وأنه من خصال التقوى التي فرض الله سبحانه الصيام، لتحقيقها وتكميلها، وتحصيل عواقبها الطيبة وآثارها المباركة يظهر لنا أن الصيام والقيام في رمضان، متلازمان عند أهل الإيمان، فإن القيام في رمضان من الشعائر العظيمة التي سنها الرسول بقوله وفعله ورغب فيها».
وذكر أن «قيام رمضان شامل للصلاة، في أوله وآخره، والتراويح من قيام رمضان، ففي السنن وغيرها عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته»، فينبغي الحرص عليها، والاعتناء بها، رغبة في الخير وطلباً للأجر، فيصلي المرء مع الإمام حتى ينصرف، ليحصل له أجر قيام ليلة».
وتابع أنه «وفقاً للسنة النبوية المطهرة يصلي المسلم قيام الليل مثنى مثنى، وإذا أراد أن يختم صلاته فعليه أن يركع ركعة وتر».
من جانبه، قال الشيخ صالح المغامسي إن «مما كان يعين الرسول صلى الله عليه وسلم على العبادة والصيام في رمضان، قيام الليل، ويدرك العلماء والعامة أن قيام الليل من أعظم مناقب الصالحين، قال الله تعالى: «كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون»، ويتأكد قيام رمضان بقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، والمقصود من ذلك أنه يجب على المؤمن أن يسعى في أن يكون له حظ من قيام الليل في رمضان، تأسياً بالرسول الكريم».
وأضاف الشيخ المغامسي «لا ريب أن أكرم أحوال العبد حال يسجد لله، قال الله تعالى: «أم من هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب»، مشيراً إلى أن «صلاة التراويح والتهجد من قيام الليل، ومن الضروري على المسلم أن يحرص على أن يكون له حظ منها».