بعد عامين على اكتشاف الجزيئة الشهيرة التي أطلق عليها اسم «بوزون هيغز»، يواصل علماء فيزياء من مختلف أنحاء العالم محاولة فهم الطبيعة الدقيقة لهذه الجزيئة، التي يأملون أن تكون فاتحة لهم لفهم أسرار الكون. لكن تعمق العلماء في دراسة البوزون يطرح مزيداً من الأسئلة المعلقة حول ما يعرف بنظرية «النموذج القياسي»، الذي يحدد قوانين الفيزياء والمادة السوداء والطاقة المظلمة والجاذبية. ويعد «بوزون هيغز»، الذي لا يمكن الإمساك به لسرعة تذبذبه، حجر الأساس في البنية الأساسية للمادة. وهو الجسيم الأولي الذي يمنح كتلة إلى الكثير من الجسيمات الأخرى.وهو يفسر كيف أن بعض الجسيمات لديها كتلة فيما جسيمات أخرى لا تتمتع بكتلة ويفسر تالياً لماذا الكون موجود كما نحن نعرفه. وكان علماء الفيزياء بيتر هيغز وفرنسوا انغليرت وروبير بروت أول من أشار في العام 1964 إلى وجود هذا البوزون، وقد نال هيغز وانغليرت جائزة نوبل للفيزياء في العام 2013، بعدما توفي زميلهما في العام 2011.