كتب – صالح الرياشي:
يبدو أن السباعية الألمانية في شباك منتخب البرازيل في الدور نصف النهائي أعادت أبناء السامبا بالذاكرة إلى عام 1950 عندما خسرت البرازيل بنفس الفارق من الأهداف من منتخب الأوروغواي (6-0) في المباراة النهائية ضمن منافسات المونديال الذي أقيم على أرض الكوبا كوبانا وبالتحديد على ملعب “ماراكانا” ليطلق البرازيليون على تلك الكارثة الكروية اسم “ماراكانازو” للتضخيم من المصيبة التي واجهت الفريق في تلك المباراة.
وانتظر أبناء السامبا 64 سنة من أجل أن تستضيف البرازيل البطولة مرة أخرى لتفك عقدة “ماراكانازو” والفاجعة التي أصابت الجماهير البرازيلية في تلك الفترة، حيث بدأت البطولة وجميع عشاق السيليساو يعلقون آمالهم في هذا الجيل الصاعد من أجل الظفر باللقب وجلب الأفراح إلى الجماهير والمشجعين ومحو حادثة “ماراكانازو” من التاريخ.
وفي المباراة التي جمعت البرازيل مع المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي حدث ما لم يتوقعه الجميع عندما أسقطت الماكينات أبناء السامبا بسباعية مقابل هدف على أرضهم وبين جمهورهم ليعيدوا الذكريات الأليمة إلى أذهان الجماهير في سيناريو كارثي للبرازيل لتحطم بذلك أرقام قياسية بأكبر هزيمية في تاريخ البرازيل وأكبر نتيجة مسجلة في الدور قبل النهائي.
ويذكر أن المباراة أقيمت على ملعب “مينيراو” بمدينة بيلو هوريزونتي، ليختلف الصحافيون بعد المباراة في تسمية هذه المجزرة الكروية والتاريخية التي تلطخت بها سمعة المنتخب البرازيلي، حيث ذهب البعض لتسميتها بـ”مينيرازو” تيمناً باسم الملعب، أما البعض الآخر فأرجع التسمية إلى “سكولازو” نسبة إلى الفشل الذريع للمدرب سكولاري في اختياراته الفاشلة وتيكتيكه الضعيف الذي واجه موجة من الانتقادات نظير سياسته الضعيفة في اللعب، أما الفئة الثالثة فقد سمت الحادثة بــ”جيريمينازو” على اسم المنتخب الألماني الذي نسف بالتاريخ العريق لبلاد السامبا.
اختلفت التسميات ولكن الغرض واحد من ذلك واحد وهو توثيق هذه الكارثة التي تعيد نفسها تاريخياً ولكن بضروف مختلفة قليلاً، وتختلف الفاجعة “جيريمينازو” عن سابقتها “ماراكانازو” في العديد من الظروف، حيث إن “ماركانازو” لم تكن البرازيل قد حققت أي بطولة بعد، لكن “جيريمينازو” فإن البرازيل هي صاحبة الرقم القياسي بخمس بطولات، لذلك يرجح الجمهور أن “جيريمنازو” هي أسوأ من سابقتها نظراً للنتيجة والمستوى والأرقام القياسية التي حطمتها هذه النتيجة، بالإضافة إلى التاريخ العريق الذي دمر في 5 دقائق.