صممت طالبة في برنامج الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة البحرين مركز اجتماعياً باسم (دارنا) يهدف إلى إعادة التآلف والوحدة بين أبناء البحرين جميعاً ودعم اللحمة الوطنية وتعزيزها.
وعرضت الطالبة زينب غريب مشروعها في معرض مشروعات تخرج طلبة كلية الهندسة لينال المركز الثاني في فئة مشروعات برنامج بكالوريوس العمارة.
وعن منطلق فكرتها التي نفذتها قالت الطالبة غريب: «إنَّ المجتمع البحريني منذ القديم مجتمع متعاون ومتشارك ومعطاء، ولكن ظروفاً مرت به مؤخراً ألحقت به تصدعات وانقسامات تجلت في تصنيفات وتحزبات».
وتابعت قائلة: «إن الهدف الرئيسي من مشروعي هو إعادة الناس إلى الألفة والتماسك والتعاون الذي كان سائداً لسنين متطاولة، وذلك من خلال مركز اجتماعي متعدد الأنشطة يجتمع فيه الناس، ويشاركهم فيه أيضاً الوافدون والأجانب بوصفه معلماً ومركزاً للترويح عن النفس، وتعلم مهارات جديدة، وفي الوقت نفسه فسحة للتلاقي وتجاذب أطراف الحديث».
وذكرت غريب أنها اختارت أرضاً بالقرب من مركز البديع الرياضي والثقافي لتكون موقعاً للمشروع، ونوهت إلى أنها قامت باستطلاع آراء الأهالي في منطقة البديع، وعضو المجلس البلدي فيها قبل أن تشرع في عملية التصميم.
ولفتت إلى أن عضو المجلس البلدي عن المنطقة أخبرها بأن الجهات الرسمية تخطط لإنشاء مشروع مشابه في المنطقة، وقد وُضع مقترح بشأنه بين يدي المسؤولين في وزراة التنمية الاجتماعية.
وكانت لجنة من الممتحنين في برنامج العمارة ناقشت الطالبة إذ تخضع مشروعات التخرج لمرحلتين من التقييم: الأولى من جانب أساتذة برنامج العمارة، والثانية من جانب محكمين من القطاع الخاص.
وعن مكونات المركز قالت زينب غريب: «إن التصميم الذي جاء مزيجاً من العناصر التراثية والحديثة يتكون من فناء كبير أمام المبنى، ومساحات خضراء، أما البناء نفسه فيتكون من صالة، ومختبرات للورش يفصلها الزجاج ليساعد على الوضوح والشفافية والصفاء بين المشاركين الذين يستطيعون اختيار الورشة والنشاط الذي يناسبهم، بالإضافة إلى مكتبة عصرية، إلى جانبها مكان مخصص للأطفال، ومساحات للأنشطة الشبابية، وملاعب، وصالة للمناسبات، ومكان لكبار السن والمتقاعدين، وسينما».
وأضافت بالقول: «إن هذه المكونات قمت باختيارها بناءً على الاستطلاع الذي أجريته، وشمل عدداً كبيراً من أهالي المنطقة نساءً ورجالاً وشباباً وأطفالاً». ونبهت إلى أن «المساحات الخضراء يمكن أن تستغل لرزع منتجات زراعية تباع من قبل المرتادين إلى المركز نفسه».
وفيما يتعلق بالأبعاد الفنية أوضحت الطالبة زينب غريب أنها حرصت على أن تتوسط المركز منارة تجتذب الناس، خطت عليها كلمة دارنا بلغات مختلفة، مشيرة إلى أنها استخدمت ألواناً مألوفة تتناسب مع الألوان المتعارف عليها في المجتمع البحريني لكي تجعل المركز أقرب إلى الفئة المستهدفة.
وأفادت بأنها جعلت مستوى البناء اعتيادياً لكي لا يكون مرتفعاً عن البنايات في المحيط، وليشعر الزائرون والمجاورون بانتماء هذا المعلم لهم، وقالت إنها حرصت على اختيار أنساق بحرينية للنوافذ والأبواب.