كتب - وليد صبري:
حذر أطباء ومختصون من «الإفراط في تناول الأطعمة المشوية والمحمرة في رمضان»، موضحين أن «ذلك الأمر مخالف تماماً لشريعة الصيام التي فرضها المولى عز وجل لحكمة بالغة مؤداها الإحساس بمشاعر الجوع التي تنتاب الفقراء والمساكين»، فيما ذكروا أن «الكثير من الناس يحولون شهر الرحمات إلى شهر الوجبات الدسمة والتبذير وتخمة الطعام وما يتبعها من الإصابة بالعديد من الأمراض والمواجع، في الوقت الذي يعد الصيام فرصة مناسبة لكي يتخلص الجسم من متاعب الجهاز الهضمي».
وأضافوا أنه «لابد من تغيير تلك المعتقدات الخاطئة التي رسخت في الأذهان حتى نعيد للشهر الكريم قدسيته ومقصده الديني»، بينما نصحوا «بضرورة تجنب الهرج الغذائي خلال شهر الصيام، لأنه فرصة لالتقاط الأنفاس واستعادة حيوية الجهاز الهضمي ومرونته وعلاج علاته، خاصة أن الصيام يأتي الان خلال فصل الصيف الذي يعطي إحساساً دائماً بالعطش والخمول والكسل».
من جهته، حذر استشاري أمراض الكبد د.صلاح سيف من «دسامة طعام المائدة الرمضانية والتي تزيد من متاعب المعدة على هيئة الإحساس الدائم بالحموضة خلال ساعات الصيام، وزيادة مواجع القولون».
ونوه إلى أن «الصيام فرصة للتخلص من متاعب الجهاز الهضمي، فعملية هضم الطعام تستغرق قرابة 14 ساعة، والصيام فرصة لراحة كافة أعضاء الجهاز الهضمي، خاصة الكبد الذي ينشط للحفاظ على سوائل الجسم والحفاظ أيضاً على تخزين السكر لإمداد الجسم به طوال ساعات النهار، ومع إغفالنا لهذه الفوائد فإن الإحساس بحموضة المعدة الدائم يكون نتيجة لتناول الأطعمة الدسمة في وجبة الإفطار، كما إن المياه الغازية والحلوى المحتوية على الدهون والسمن تدمر المعدة خلال الشهر الكريم، وقد يصل الأمر إلى إصابتها بالقرحة، خاصة إذا كان جدارها ضعيفاً».
وتابع أنه «مع حركة الأمعاء والمعدة لهضم الأطعمة الدسمة، التي تعودنا على التهامها في رمضان، غالباً ما يشعر الصائم بالانتفاخ والرغبة المتكررة في التبرز، مع الإحساس بامتلاء البطن بالغازات، وهذا يعني عدم حصول الصائم على راحة أثناء ساعات الصوم، ومع تكرار ذلك النمط الغذائي السيئ، تزداد متاعب الكبد والمعدة والأمعاء عند الإفطار».
من جهته، قال استشاري التغذية د.فهيم صديق إن «هناك أطعمة ومشروبات مثالية للحفاظ على الصحة خلال شهر الصيام» مشيراً إلى أن «هناك اعتقاداً خاطئاً بأن الصيام خلال فصل الصيف يتطلب تناول المثلجات بكثرة، ولهذا يفضل دائماً تناول المشروبات الدافئة، نظراً لأنها معادلة لدرجة حرارة الجسم الداخلية، وبالتالي تجعل هناك تكافؤاً بين حرارة الجسم الداخلية والخارجية، وتعمل على تهدئة المعدة، وتنبيهها لاستقبال الطعام عند الإفطار، ومن الأكلات التي تخلص الصائم من الحموضة أو الشعور بالعطش السمك المشوي، نتيجة احتوائه على الزيوت ومكونات أخرى مفيدة للجهاز الدوري بجسم الإنسان».
وأضاف د.صديق أن «طبق السلاطة وتناول الخضار المطهي دون الإفراط في تناول اللحوم والدجاج، يشعر الصائم بالراحة وعدم الإحساس بالعطش أثناء ساعات الصيام». ونصح «بتناول التمر وتجنب الإفراط في الحلوى التي تسبب العطش أثناء فترة الصيام». كما أشار إلى «ضرورة أن تكون وجبة السحور خفيفة وخالية من الدسم والحلويات لتجنب الإصابة بالبدانة وزيادة دهون الجسم، ويفضل استبدالها بالفواكه الطبيعية».
وخلص إلى أنه «يفضل أن تحتوي مائدة رمضان على الأنواع الشهيرة من العصائر والمشروبات، نظراً لحاجة الجسم الماسة لتعويض كمية السكر التي يفقدها أثناء ساعات الصيام، ومن الأفضل أن تحتوي تلك العصائر على العديد من الفيتامينات التي تكون مصدراً للطاقة اللازمة للجسم».