كتبت - شيخة العسم:
«قرقاعون ... عادت عليكم .. أوه يالصيام أوه يا رمضان «، أنشودة تعود سنويا مع ليالي شهر رمضان الكريم، تتزين بها جميع مناطق البحرين.
تقول نورة البنعلي: رغم أن بيت زوجي في الرفاع، وأهلي في المحرق، فإنني كل سنة أحتفل بالقرقاعون لدى أهلي، فليلة القرقاعون فالمحرق غير، حيث نحتفل فيها ليلتين، نجتمع ليلة ما قبل القرقاعون حتى نشتري الحلويات ونغلفها ونزينها، ونوزع الحلويات على صغار العائلة وفي اليوم الثاني على الجيران والأطفال.
ويؤكد جابر البوعينين: أنا من الرفاع، ولكن برأيي المحرق هي أفضل مكان نحتفل فيه بالقرقاعون، نستمتع نحن الكبار والصغار، كما أن هناك فرقاً شعبية تحتفل بسوق المحرق، وهناك جمعيات تنظم المسابقات وتوزع الجوائز، ناهيك عن الزينة والأطفال في كل مكان بملابسهم وأكياسهم من منزل إلى آخر، وتأتي الرفاع ثانياً والبديع ثالثاً، أما في باقي المناطق فهي مختفية نسبياً.
بدورها ترى أم دانة الغانم أن احتفلات البحرين بالقرقاعون بدأت تقل تدريجياً كمظهر خارجي، إلا أنه من الداخل أصبح موضوعاً تنافسياً، فلا نجد اليوم الاحتفال بالقرقاعون في شوارعنا وفي فرجاننا خصوصاً في منطقتي بمدينة حمد أو أهلي بمدينة عيسى، فهي مختفية كلياً، ولكننا نجدها بين العوائل فقد بدأ الناس بعمل وحصر عدد القرقاعون من خلال التوزيعات وتوزيعها على الأهل والجيران غلفة ومزينة، فجيراننا يقومون بزيارتنا بالسيارة وإهدائنا التوزيعات باسم الأطفال مثل «قرقاعون محمد علي «، لكن رغم التكليفات على هذه التوزيعات وجمالها الخارجي، إلا أنه تبقى عادتنا في خروج الأطفال والإنشاد بملابس تراثية هو الأجمل والمحبب لنا كباراً وصغاراً.
وتضيف: لدي ثلاثة أطفال وكل سنة أقوم بعمل توزيعات لهم، ويكلفني سنوياً ما يزيد عن 40 ديناراً وهو كحد أدنى، حتى أستطيع توزيعها على جميع أهلي ومعارفي، إلا أنني قررت هذه السنة أن أتوقف عن عملها كونها ميزانية غير ملزمة ويكفي ما قدمته في السنوات الماضية، وأعتقد أن هذا الأمر بدعة، فالقرقاعون فرحة طفل بالتزين والإنشاد واستقبال الحلويات وليس تنافساً على من يبذر ويتباهى كما يحدث اليوم، فأصدقائي يكلفون الكثير، والسنة الماضية قامت صديقتي سارة جمال بتوزيعات تقدر بـ 145 يناراً، وقد انتقدت تصرفها لكنها لم تعر اهتماماً لما أقول.
في حين تذكر شريفة الجار أنها تتابع أسعار الإنستغرام والاستعانة به للحصول على شكل توزيعات القرقاعون، مشيرة إلى أن هناك عدداً من البائعات اللاتي يبعن أغراض القرقاعون من زي وملابس وحتى علب لتوزيع القرقاعون، وقد أخذت الأرخص سعراً والأجمل شكلاً، حيث كلفتني العلب فقط 25 ديناراً لـ25 علبة، إلا أنني قمت بشارء ملابس أطفالي من سوق الرفاع كونها أضمن بالنسبة لي وأستطيع معاينة مقاسها ويمكن إنزال سعرها، فالملابس بالإنستغرام الخاصة بالأطفال مبالغ فيها!.
من جانبها تذكر هنادي الغانم صاحبة مشروع «الحياة حلوة» أنها تقدم لزبائنها هذا العام «مجموعة الحياة حلوة»ـ تتميز بالتراث البحريني، بشكل بسيط وبألوان جذابة وشخصيات مرحة ومبتسمة، حيث إن جميع منتجات الحياه حلوة تأتي بابتسامة عريضة وجميلة لإعطاء نوع من السعادة وحب الحياة»، عبر موقعها في الانستغرام «Hanadi_arts»، مشيرة إلى أن مشروعها يشهد إقبالاً ولله الحمد ومن أعمار متفاوتة.