عواصم - (وكالات): أسفر العدوان الإسرائيلي الجوي على قطاع غزة عن 108 شهداء و700 جريح خلال 4 أيام من العملية العسكرية التي أطلقها جيش الاحتلال الثلاثاء الماضي والتي عرفت باسم «الجرف الصامد»، فيما استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة رداً على غارات تل أبيب على الرغم من عرض أمريكي للوساطة.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «إسرائيل قصفت أكثر من 1000 هدف خلال الهجوم على غزة ولاتزال هناك خطوات أخرى»، مشدداً على أنه «لن يستجيب للضغوط الدولية لوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع». وفي غزة، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية أمس إلى استشهاد 8 فلسطينيين بينهم امرأة، كما قالت وزارة الصحة في القطاع، مما يرفع حصيلة ضحايا العدوان إلى 108 شهداء وأكثر من 700 جريح بينهم عدد كبير من النساء والأطفال منذ بداية عملية «الجرف الصامد» فجر الثلاثاء الماضي.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية اعترضت 3 صواريخ أطلقت على تل أبيب. وتبنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة إطلاق 4 صواريخ على مطار بن غوريون الدولي في ضاحية تل أبيب.
وبعد ذلك طلبت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة من شركات الطيران الأجنبية وقف كافة رحلاتها إلى إسرائيل بسبب المخاطر المحدقة بكافة المطارات. وقالت كتائب القسام في بيان إنها «توجه رسالة إلى كافة شركات الطيران الأجنبية التي تسير رحلات إلى الكيان الصهيوني تطالبهم فيها بوقف رحلاتهم إلى الكيان بسبب المخاطر المحدقة بكافة المطارات نتيجة للحرب الدائرة» في قطاع غزة.
وأكدت متحدثة باسم سلطة الطيران الإسرائيلية أن مطار بن غوريون «يعمل كالمعتاد بعد توقف لدقائق» مشيرة إلى أن التوقف جرى خلال انطلاق صفارات الإنذار وبعدها استأنف عمله كالمعتاد.
من جهة أخرى، سقط صاروخ أطلق من قطاع غزة على محطة للوقود في مدينة إشدود جنوب الأراضي المحتلة متسبباً بانفجار كبير وإصابة 3 أشخاص، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي ومصادر طبية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية والجهاد الإسلامي أطلقتا منذ الثلاثاء الماضي نحو 550 صاروخاً وقذيفة على الأراضي المحتلة اعترضت «القبة الحديدية» 120 منها. وفي المجموع أصيب 10 إسرائيليين بينهم اثنان إصابتهما خطيرة. واندلعت أعمال العنف هذه بعد فقدان 3 شبان إسرائيليين هم طلاب مدرسة تلمودية والعثور عليهم قتلى، ثم إحراق شاب فلسطيني حياً بأيدي متطرفين يهود. واتهمت إسرائيل حماس بالوقوف وراء خطف الشبان الثلاثة.
وتثير هذه المواجهات مخاوف من امتدادها إلى الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة بعد إطلاق صاروخ من جنوب لبنان سقط شمال الأراضي المحتلة من دون أن يؤدي إلى إصابات أو أضرار. وردت المدفعية الإسرائيلية بقصف مناطق جنوب لبنان قبل أن يعود الهدوء. وقدمت إسرائيل التي تستبعد على ما يبدو أن يكون إطلاق الصاروخ هجوماً لحزب الله، شكوى إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان «يونيفيل».
وفي الجمعة الثانية من رمضان، بدت القدس الشرقية شبه خالية ويكاد يكون عدد أفراد الشرطة الإسرائيلية أكثر من المصلين بعد أن منعت قوات الاحتلال المصلين من دخول المسجد الأقصى من هم تحت سن الخمسين عاماً من الرجال من سكان القدس الشرقية.
وقال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب»صلى أمس في المسجد الأقصى نحو 12 ألفاً وفي مثل هذا اليوم في العام الماضي حضر أكثر من 200 ألف مصل»، مشيراً إلى أن المسجد الأقصى «محاط بالحواجز الإسرائيلية وهذه إجراءات تعسفية وفيها تقييد لحرية العبادة والديانة». ويسود التوتر الشديد الشارع الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.
في غضون ذلك، تظاهر نحو 4000 من فلسطينيي 48 في بلدة كفرمندا في قضاء الناصرة احتجاجاً على العدوان على غزة وتعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
ودعت 34 منظمة إنسانية دولية في بيان مشترك إلى وقف لإطلاق النار وإلى احترام حقوق الإنسان في قطاع غزة. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي 210 غارات خلال 24 ساعة من بينها 50 ليلة أمس، ضد أهداف مرتبطة بحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وفق المتحدث العسكري الإسرائيلي.
ومن بين أهداف الغارات 81 موقعاً تستخدم لإطلاق الصواريخ فضلاً عن أنفاق ومراكز قيادة لحركة حماس ومكاتب تابعة لمؤسسات حكومية.
وتحدثت تقارير عن مراكب تحترق في مرفأ غزة بما فيها «سفينة غزة» «غزة ارك» وهي سفينة صيد كبيرة كانت منظمة دولية مناصرة للفلسطينيين تريد الإبحار بها لكسر الحصار البحري الإسرائيلي.
وفي الساعات الـ24 الأخيرة، دمر 21 منزلاً أو مبنى يضم كوادر لحماس حسب الناطق العسكري الإسرائيلي.
وأضاف أن التحضيرات للعملية البرية مستمرة. وأشار إلى أنه تم استدعاء 33 ألفاً من جنود الاحتياط وبدؤوا التحرك لاستبدال الجنود في المناطق العسكرية في الشمال والوسط بهدف إعادة نشر هؤلاء بالقرب من قطاع غزة. وأوضح المتحدث أنه «بالإجمال ننشر حالياً 3 ألوية للمشاة قرب غزة، وسينشر لواء واحد أو اثنان إضافيان خلال الأيام المقبلة».
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان «حتى الآن لانزال في المرحلة الأولى، الهجمات الجوية. أتوقع أن نقرر غداً أو بعد غد المرحلة المقبلة».
وذكرت تقارير أن هناك انتشاراً كثيفاً للمدفعية الإسرائيلية بجوار قطاع غزة. دبلوماسياً، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خشيته من تصعيد المواجهة بين إسرائيل وحركة حماس واقترح وساطته للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما أعرب في اتصال هاتفي مع نتنياهو عن «خشيته من خطر تصعيد النزاع وشدد على ضرورة أن تبذل كل الأطراف ما بوسعها من أجل حماية المدنيين واعتماد التهدئة».
وأضاف أن «الولايات المتحدة تبقى مستعدة لتسهيل التوصل إلى وقف للعمليات العسكرية، بما في ذلك العودة إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2012» عندما سمح اتفاق بواسطة أمريكية مصرية بوقف الضربات الجوية الإسرائيلية ضد حماس.
وفي القاهرة، دانت وزارة الخارجية المصرية في بيان «سياسات القمع والعقاب الجماعي» التي تتبعها إسرائيل في قطاع غزة، داعية الأسرة الدولية إلى الإسراع في وقف النزاع. وأكد البيان أن «مصر تؤكد مواصلة اتصالاتها المكثفة بكافة الأطراف المعنية لوقف العنف ضد المدنيين الأبرياء واستئناف العمل باتفاق الهدنة المبرم في نوفمبر 2012»، مشيراً إلى أن «جهود مصر لوقف العنف في غزة تواجه بالتعنت».
وقالت الخارجية المصرية إنها «تعاود التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية التي كانت وستظل محتفظة بمكانتها في السياسة الخارجية لمصر، باعتبارها قضية العرب المحورية». من جهته، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بانتهاج سياسة مبنية على «الأكاذيب» فيما يتعلق بعمليات قصفها لقطاع غزة.
إنسانياً، أعلنت الإمارات العربية المتحدة زيادة مساعدتها إلى الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 52 مليون دولار. وإضافة إلى المساعدة البالغة 25 مليون دولار التي أعلنت أمس الأول، قدم الهلال الأحمر الإماراتي مساعدة بقيمة 100 مليون درهم «27.2 مليون دولار» إلى سكان غزة، حسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات. من جانبه أعلن وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي إرسال 500 طن من الأغذية والأدوية إلى غزة.
وقد حذرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة من أن إسرائيل بقصفها المنازل في قطاع غزة قد تشكل انتهاكاً لقوانين الحرب.