كتب – صالح الرياشي:
تفصلنا أيام قليلة للكشف عن ملامح بطل كأس العالم في مونديال البرازيل، حيث ستقام المباراة النهائية يوم غد الأحد بين المنتخب الألماني ونظيره الأرجنتيني، حيث سيتم تحديد البطل وصاحب المركز الثاني في هذه المباراة، وفي الجهة الأخرى فإن اليوم سيحدد صاحب المركز الثالث والرابع في المباراة التي ستجمع المنتخب البرازيلي الذي خسر من الألمان بسباعية مع المنتخب الهولندي الذي ودع البطولة بركلات الترجيح من التانغو.
وبطبيعة الحال فإن المربع الذهبي في الدور قبل النهائي الذي ضم المنتخبات السابقة، يجب أن يتم ترتيب الفرق فيه بحسب لوائح المسابقة التي تنص على أنه يجب أن يلعب الخاسر في المباراة الأولى من الدور النصف نهائي مع الخاسر من المباراة الثانية من نفس الدور من أجل تحديد صاحب المركز الثالث والرابع، بينما يلعب الفائز في الأولى مع الفائز في الثانية لتحديد البطل وصاحب المركز الثاني.
هذا وتتطلع البرازيل بشده إلى الفوز بالمباراة وتحقيق المركز الثالث على أقل تقدير إرضاءً للجماهير الغاضبة التي كانت تتوق إلى الاحتفال باللقب السادس، لكن خروجهم بإذلال من قبل الألمان جعل الجماهير تسلط جام غضبها على المدرب واللاعبين أيضاً لإهانتهم تاريخ البرازيل العريق، وفي المقابل فإن الطواحين الهولندية لن تسمح بحدوث ذلك بسهولة لأنها تطمح أيضاً لنيل المركز الثالث لرفع معنويات الفريق بعد أن كان يتطلع إلى الظفر باللقب لتعويض مونديال جنوب أفريقيا الماضي عندما خسر النهائي من الإسبان.
لكن في الحقيقة هناك مقولة برازيلية شهيرة تقول: “إن حصلت على المركز الثاني، فأنت في المركز الأخير”، بما معناه أن عدم الحصول على اللقب لا يعوضه شيء، سواء كان المركز الثاني أو الثالث أو حتى الرابع، لأن التاريخ سيذكر البطل وسيسجل اللقب باسمه، لذلك فإن الكثير من الجماهير تنظر إلى هذه المباراة على أنها لا قيمة لها وهي مجرد مباراة تحصيل حاصل، لأنها تخلو من الإثارة والتشويق التي يرغب بها الجمهور، وهي مباراة بروتوكولية ومعنوية فقط، ولا تعني شيئاً آخر.
وفي الجهة الأخرى تكون هذه المباراة مهمة من أجل اكتمال اللوحة النهائية للبطولة، حيث إن المربع الذهبي يضم أقوى أربع فرق في البطولة استطاعت الصمود وتحقيق الانتصارات حتى وصلت إلى الدور نصف النهائي، ويجب أن يتم ترتيب المراكز ومعرفة القوي من الضعيف، حيث إنه من الظلم أن يصل منتخب إلى الدور نصف النهائي بعد عناء المباريات والتعب ويخسر المباراة لكي يودع البطولة دون أي مميزات، لكن هذه المباراة تضمن لمنتخبات حقها في أخذ المركز الذي يناسبها.