مالينوسكي جاء البحرين ليلتقي قيادات «الوفاق» ويزيد الطين بلة
العلاقات البحرينية الأمريكية لن تتأثر بطرد الدبلوماسي الأمريكي
اجتماعات أسبوعية في الرياض لحل الخلافات الخليجية مع قطر
إيران دربت بحرينيين في لبنان والعراق وهربت أسلحة وقنابل
قناة الجزيرة جرحت البحرين في فيلم «صرخة في الظلام»
الحوار الوطني سقفه مفتوح والملك لم يمنع أي موضوع من النقاش
على العقلاء التدخل في العراق قبل أن يطال الضرر دول أخرى


رصد ـ عادل محسن:
نفى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وجود حالات تهميش أو إقصاء لمكون مجتمعي داخل البحرين، لافتاً إلى أن هناك شيعة على رأس بعض السلطات.
وأكد الوزير أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون العمل والديمقراطية وحقوق الإنسان توماس مالينوسكي، جاء البحرين ليزيد الطين بلة بلقائه قيادات «الوفاق».
وقال وزير الخارجية لدى استضافته ببرنامج «في الصميم» عبر قناة روتانا خليجية، إن هناك بحرينيين يقاتلون في طرفي النزاع بسوريا، داعياً هؤلاء للعودة تجنباً للمحاسبة.
وأضاف ألوزير أن العلاقات البحرينية الأمريكية راسخة وقوية، وقرار طرد مالينوسكي لم يكن بالقرار السهل، لافتاً إلى أن مالينوسكي جاء سابقاً إلى البحرين واحتك مع رجال الأمن، قبل أن يعود إلى البحرين مجدداً وذهب مباشرة إلى المجلس الرمضاني لجمعية الوفاق، وبعدها بيوم زارته الوفاق في اجتماع رسمي، دون مراعاة أن البحرين لديها حوار وطني يرعاه جلالة الملك المفدى وسمو ولي العهد.
وأردف «تجري أمور كثيرة على الساحة المحلية، وشعب البحرين لديه حساسية كبيرة وبالذات تجاه أي شيء تفعله أمريكا، وآخرها ما يتعلق بتدريب منظمة NDI لبحرينيين وبعض التدخلات الأخرى».
وتساءل الوزير «مالينوسكي جاء ليساعد أم ليزيد الطين بلة ويثير الأمور؟»، مضيفاً «لدينا إجراءات متبعة بحسب القوانين في البحرين، وما يحدث في المملكة شأن بحريني ولا يحصل لأول مرة، ويوجد تاريخ طويل للشعب البحريني ومطالباته وتطلعاته بأسلوبه، وما يحدث الآن وضع مختلف فلدينا الآن تدخل خارجي واضح طوال السنوات الماضية، ولن يقبل البحرينيون الاستماع لطرف دون آخر، وانتشار صورة مالينوسكي في مجلس الوفاق أثار البحرينيين كثيراً، ولم يتم سحبه للمطار بل أكمل يومين وغادر بعدها».
وحول وضع البحرين خليجياً ذكر أن المملكة جزء لا يتجزأ من مجلس التعاون، وأن دعوة خادم الحرمين الشريفين للاتحاد تعبر عن رغبة الشعوب الخليجية.
وأكد أن السياسة الخارجية البحرينية قائمة على أسس كثيرة لكن وجه السياسة هو الملك بعلاقاته وخبرته في التعامل مع الدول والقائمة على أسس الاحترام وحسن الجوار وعدم الاعتداء، والوقوف مع الحق واكتساب الخبرة لما هو في مصلحة الشعوب، وهي سياسية مسالمة تدفع الظلم والضرر.
الملف العربي
وتحدث وزير الخارجية خلال البرنامج عن الملف الإقليمي والأحداث الجارية فيه، ومنها الموقف البحريني مما يجري في العراق، وقال إن العراق اليوم في وضع خطير ومهدد بانقسام حقيقي، داعياً العقلاء للتدخل قبل أن يطال الوضع دول الأخرى.
وأما عن تأثر علاقة البحرين بالعراق بإسقاط جنسية حسين النجاتي، قال إن النجاتي اكتسب الجنسية وإسقاطها ليس له علاقة بتمثيله لآية الله السيستاني الذي يكن له الاحترام والتقدير وله من يتبعه في البحرين.
وأضاف أن «القصد كان النجاتي وما فعله في البحرين، أما مسألة أنه وكيل للسيستاني فهو نصب نفسه، ولم يأت من الباب ولم يتبع الإجراءات»، مؤكداً أن البحرين لها علاقة تاريخية بالنجف وكان موقفهم إيجابياً عند مطالبة إيران بالبحرين.
وفي الملف السوري شدد الوزير على أن البحرين موقفها لن يتغير في البحث في حل سياسي يعيد الاستقرار لسوريا دون حل عسكري، وقال «الكل يعي هذا الشيء».
ونفى الوزير وجود اتصال مباشر مع سوريا، مستدركاً «لكن لا توجد قطيعة لوجود تمثيل دبلوماسي سوري في البحرين، وما يهم هو الشعب السوري».
وأضاف «يوجد شباب بحريني يقاتلون في سوريا، منهم من أبناء الشيعة يقاتلون في جانب أحزاب تقاتل مع النظام، وكذا من أبناء السنة يقاتلون مع جماعات تقاتل ضد النظام، ولسنا براضين عن هذا ولا ذاك، ويجب أن ينأوا بأنفسهم عن الخلاف، ويوجد قرار يسقط عنهم جنسيتهم إن لم يعودوا، ويعرضوا أنفسهم للمحاسبة».
وفيما يتعلق بالمشهد المصري، قال إن المصريين أدرى بشؤونهم، بعد أن أثبتوا ما أرادوا في 25 يناير وفي يوليو من السنة الماضية.
وعما يحدث في غزة أضاف «ما يحدث في غزة جريمة كبيرة ويتم استهداف شعب أعزل، والحديث عن صواريخ تطلق من غزة، فالسؤال ما هي غزة في القانون الدولي؟ لا أستطيع اليوم أن أدين الصواريخ لأني لا أستطيع أن أعرف المنطقة حسب القانون الدولي، فغزة سجن كبير مفتوح وممنوع فيه أبسط الأشياء منها الطعام وشح المياه، وتتحمل إسرائيل المسؤولية الكبرى وتحاصر شعباً في منطقة، ويجب أن يعود الحق لنصابه ومعاملتهم معاملة بشر وليس ما دون البشر».
الحوار البحريني
وتناول البرنامج الوضع المحلي والحوار الوطني، وأكد وزير الخارجية أن لدى البحرين مسألة سياسية يجب الانتهاء منها، وقال إن البحرين تمر دوماً في مرحلة بعدها تصل لعنق الزجاجة وأهلها دائماً بحوارهم يصلون لقفزات سياسية كما حدث في الثلاثينات والخمسينات وعند كتابة الدستور في التسعينات وسنة 2000.
وذكر الوزير أن الوضع الطائفي في البحرين سببه الوضع في المنطقة، مؤكداً أن الحوار ليس فيه سقف والجميع جاء للطاولة وهناك حوار يجري يومياً ويتم طرح كل الموضوعات ولم يمنع العاهل المفدى أي موضوع.
وأضاف «القرار السياسي في البلد ليس محصوراً بالأسرة المالكة، هذا كلام غير صحيح ولا نقبله، البحرين فيها جلالة الملك المفدى و3 سلطات وهي التنفيذية والتشريعية والقضائية، وفي أحداث 2011 وفي ذاك الأوان كانت سلطتان على رأسهم من أبناء الشيعة هما علي الصالح بالتشريعية، وإبراهيم حميدان على رأس المحكمة الدستورية قبل وفاته، بينما التنفيذية يرأسها سمو رئيس الوزراء، السؤال أين التهميش والسيطرة؟ (..) الآن في دستور البحرين المجلس المنتخب في استطاعته أن يرفض برنامج الحكومة، وفي حال تكرار الرفض يعاد تشكيلها».
التدخل الإيراني
وحول التدخل الإيراني في البحرين ذكر وزير الخارجية أن قضية إيران حقيقية ولا نربطها في كل الموضوعات، وما يجري في البحرين داخلي وإيران تحاول إبقاءها غير مستقرة.
وأردف «ألتقي مع وزير خارجية إيران السابق والحالي جواد ظريف، وأقول له يا أخ من حقك أن تتكلم عن سوريا ولكن لا تجمعها مع البحرين في جملة واحدة، لذلك طهران لن تكون جزءاً من الحل البحريني، الحل البحريني أهلها كفيلون به (..) طهران تورطت في تدريب عناصر بحرينية في إيران، ودربوا بحرينيين في معسكرات تابعة لهم في العراق أو لبنان، وهربوا أسلحة ولدينا إثباتات ولدينا أشخاص قبض عليهم والمواد والقنابل والمتفجرات وأطلعنا أصدقاءنا في العالم عليها».
العلاقات البحرينية القطرية
وتحدث وزير الخارجية عن العلاقات البحرينية القطرية وسحب السفراء، وقال إن البحرين والإمارات لديهما ملفات على قطر وتجري اجتماعات أسبوعية في الرياض لمناقشة هذه الملفات والوصول إلى حل، مؤكداً أن سحب السفراء لم يكن حلاً سهلاً.
وحول وضع الإخوان في المنطقة شدد الوزير على أن أي مشروع يستهدف دولة من دول التعاون لا يمكن القبول به، والبحرين يحكمها القانون وأي مؤامرة على الدولة سيتم اتخاذ إجراءات تجاهها.
من جانب آخر، انتقد الوزير قناة الجزيرة وقال إن العلاقة غير جيدة بعد إصدار فيلم «صرخة في الظلام»، ونشره عالمياً وترجمته لعدة لغات منها الأردو والبرتغالية والفرنسية، والسعي للحصول على جوائز والإساءة للبحرين من خلاله. وأضاف «فيلم صرخة في الظلام جرح أهل البحرين وأصدرته قناة الجزيرة، لم يكن الفيلم مهنياً بأي شكل من الأشكال وفيه قلب للحقائق، ومتحامل لآخر درجة، ونتمنى أن تتحسن العلاقة مع القناة فهي قناة كبيرة ولها تأثيرها، وحدثنا قطر حولها ولكن قالت إنها لا تتدخل في الحرية الإعلامية».