قالت مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة د.أمل الجودر إن للصيام أثراً عميقاً على الصحة العضوية والنفسية للصائم، فهو يخلص البدن من الشحوم المتراكمة ويقي ويعالج السمنة، وهو فرصة لإعطاء المعدة والأمعاء والكلى والدورة الدموية فترات للراحة ، وفرصة متواتية كذلك لمن يريد التوقف عن التدخين. كما يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية كأمراض القلب والسكري والسرطان، ناهيك عن الفائدة الروحية التي تعود على النفس البشرية بالراحة والطمأنينة في وقت أصبح القلق والتوتر سمة من سماته.
واوضحت د.الجودر أن أفضل طريقة للحصول على فوائد الصيام هي عدم الإسراف في الطعام ، والالتزام بالسنة النبوية الشريفة وهي التعجل بالفطور وتأخير السحور لتقليل فترة الصيام إلى أقل فترة ممكنة، كما أن قراءة القرآن الكريم تعود على القارئ والمستمع براحة نفسية كبيرة وتشعره بقربه إلى الله تعالى مما يقوي من صحته النفسية، أما صلاة التراويح فإن أجرها كبير عند الله تعالى، فالصلاة تعود على الصحة بالفائدة كونها رياضة بدنية وروحية.
وأكدت د.الجودر أهمية أن يحدد المريض قدرته على الصيام بعد أخذ رأي طبيبه المعالج، فهو أعرف بمرضه ومدى تأثير المرض بطول فترة الجوع ، بالاضافة الى كيفية أخذ العلاج أثناء الصيام ، فهناك أمراض لا يرجى شفاؤها وقد أباح الله للمريض بالفطر وإخراج صدقة، ومن الأمراض التي تجيز الفطر المصابون بالتهابات الجهاز الهضمي الحادة والمسببة للنزيف أو الإسهال أو التقيؤ لما قد ينتج عنه فقدان الاتزان المائي، فيحتاج إلى تعويض الجسم بالسوائل والأملاح، مشيرة إلى أن من هذه الأمراض تقرحات الجهاز الهضمي كقرحة المعدة والإثني عشر، والمصابون بداء السكري الذين يتعاطون أكثر من حقنه أنسولين في اليوم ، بالاضافة الى حالات الحمى وارتفاع درجة الحرارة فلا يقوى على جهد وتعطيه الإحساس بالضعف العام ، والحمل وتعتمد على فترة الحمل والصحة العامة للمرأة الحامل ووجود أمراض أو مضاعفات أخرى، والمرضى المصابون بالسرطان المنتشر أو المصابون بقصور وظائف الأعضاء كالكلى ، والمرضى من نزلاء المستشفى لأسباب طارئة كالعمليات الجراحية أو الحوادث .
وحول العلاجات والفحوصات الطبية خلال شهر رمضان، قالت د.الجودر إن هناك بعض العلاجات الطبية التي لا تفطر الصائم كعلاج الأسنان إذا لم يترافق مع العلاج دخول أي سائل للفم، وأخذ عينة من الدم للتحليل لا تفطر، ومداواة الجروح وخياطتها واستخدام الرذاذ «البخاخ» أو القطرة لا تفطر ، أما بالنسبة للحقن إذا كانت دوائية وليست للتغذية لا تفطر وحق الأنسولين مثلاً يجب أخذها قبل تناول الفطور.
أما بالنسبة لصيام الأطفال، أوضحت د.الجودر أنه من المفيد أن يتم تدريب الطفل السليم على الصيام من سن التاسعة أو العاشرة ويكون صيامه بالتدريج أي بتناول الفطور في الصباح ثم يصوم إلى وجبة الغداء ويصوم بعدها حتى موعد الإفطار، أما إذا كان الطفل مصاباً بمرض السكري أو فقر الدم المنجلي فإنه لا ينصح بصيامه.
وأشارت د.الجودر إلى بعض العادات غير السليمة المنتشرة في رمضان ومنها السهر والغبقات المثقلة بالأطعمة الدسمة والتي تلقى رواجاً كبيراً لدى الشباب، إلا أنها للأسف عادة غير صحية إذ يكثر فيها تناول الأغذية الدسمة والحلوة، ويؤدي السهر إلى عدم حصول الجسم على كفايته من النوم .
وشددت د.الجودر أن هناك عدة أمور يجب مراعاتها خلال الاحتفال بليلة القرقاعون كالتأكد من صلاحية ما يتضمنه القرقاعون حتى لا تحدث حالات تسمم، ومراقبة الأطفال عند تناول القرقاعون خاصة الصغار منهم حتى لا يتعرضوا لحوادث الاختناق وبلع الأجسام الصلبة.