عواصم - (وكالات): أعلنت المملكة العربية السعودية عن تقديم مساعدات طارئة بقيمة 200 مليون ريال «53,3 مليون دولار» إلى ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يتواصل لليوم السابع على التوالي.
وصرح وزير المالية السعودي إبراهيم العساف أن المساعدة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مخصصة إلى الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة.
وأضاف أن المساعدة مخصصة «لتأمين الاحتياجات العاجلة من الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج ضحايا الاعتداءات والقصف الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة».
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل غاراتها على قطاع غزة، فيما تتحدث تقارير عن بدء عملية برية القطاع بينما لا تلقى الدعوات إلى وقف إطلاق النار في اليوم السابع من العدوان الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 186 فلسطينياً وجرح 1400، أي استجابة. في غضون ذلك، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها استخدمت للمرة الأولى في تاريخها طائرات دون طيار من صنعها، في مهمة أمنية فوق أجواء إسرائيل، في الوقت الذي ذكر فيه جيش الاحتلال أن «طائرة دون طيار من غزة تسللت إلى إسرائيل» مشيراً إلى أن «سلاح الجو قام بإسقاطها عبر استخدام صاروخ من طراز باتريوت فوق اسدود». من جهتها، ناشدت الجامعة العربية المجتمع الدولي حماية سكان قطاع غزة. وللمرة الأولى منذ بدء العملية الإسرائيلية في غزة، استشهد فلسطيني في الضفة الغربية خلال مواجهات مع الجيش صباح أمس في الخليل. وفي غزة استهدفت ضربات جديدة قواعد لكتائب عز الدين القسام، لكنها لم تؤد إلى سقوط قتلى. وأدت الغارات إلى أضرار في مبان في مدينة غزة ومخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع الفلسطيني وكذلك في جباليا وبيت لاهيا شمالاً، في مناطق غير بعيدة عن الحدود مع الأراضي المحتلة فيما طلبت قوات الاحتلال من السكان إخلاء منازلهم. وفي وقت مبكر أمس، أطلق الجيش الإسرائيلي صاروخ أرض جو باتريوت لاعتراض «آلية جوية بلا طيار» فوق مدينة اشدود الساحلية شمال غزة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الطائرة المسيرة الفلسطينية كانت تنقل متفجرات.
وفي تغريدة باللغة العبرية، أعلنت كتائب القسام أنها «أطلقت عدداً من الآليات الجوية المسيرة في قلب كيان العدو الصهيوني». كما قالت كتائب القسام في بيان إن «مهندسي القسام تمكنوا من تصنيع طائرات دون طيار تحمل اسم «أبابيل» وأنتجت منها 3 نماذج استطلاعية وأخرى ذات مهام إلقاء وأخرى ذات مهام انتحارية».
وبحسب البيان فإن الطائرات «قامت لأول مرة في أحد طلعاتها بمهام محددة فوق مبنى وزارة الحرب الصهيونية «الدفاع» بتل أبيب التي يقاد منها العدوان على قطاع غزة». وقال بيان القسام إن «طائراتنا قامت بثلاث طلعات شاركت في كل منها أكثر من طائرة» مشيرة إلى أنه «فقد الاتصال مع طائرتين».
من جانبه، قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن طائرات القسام بدون طيار «رسالة قوية للعدو أرسلها القسام بأننا لن نسمح بقتل أي طفل».
وأضاف أن «الاحتلال بلغ من الغباء أنه لا يستطيع أن يفهم رسالة الطائرة بدون طيار التي حلقت فوق تل أبيب ووزارة الدفاع وجاءت بمعلومات».
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي 40 «موقعاً» في غزة. في الوقت نفسه أصابت 12 قذيفة أطلقت من غزة، إسرائيل بينما تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض 7 صواريخ. وأطلق نحو 760 صاروخياً من غزة، دمر 200 منها في الجو منذ بداية عملية «الجرف الصامد». من جهة أخرى، واصلت إسرائيل حملة القمع التي تشنها في الضفة الغربية.
وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 23 فلسطينياً في إطار حملتها المستمرة للعثور على فلسطينيين اثنين. ويجري البحث عن هذين الفلسطينيين منذ فقدان 3 شبان إسرائيليين طلاب معهد تلمودي والعثور على جثثهم في الضفة الغربية. واتهمت إسرائيل حماس بخطفهم.
من جهته، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي اعتقل 11 نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف أن عدد النواب الفلسطينيين المعتقلين منذ منتصف يونيو الماضي بلغ 23 نائباً، بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك. وبذلك يرتفع عدد أعضاء المجلس التشريعي الذين تعتقلهم إسرائيل إلى 34 نائباً.
من جهة أخرى، تحدث الجيش الإسرائيلي فجر أمس عن «عدة صواريخ أطلقت من لبنان على غرب الجليل لم يسجل حتى الآن سقوط إصابات». وأضاف أنه رد بقصف مدفعي استهدف موقع إطلاق الصواريخ.
وأوضح مصدر أمني لبناني بعد ذلك أن 4 صواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه الأراضي المحتلة ردت عليها المدفعية الإسرائيلية بقصف المنطقة التي أطلقت منها.
وأطلقت صواريخ مماثلة من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة قبل أيام، دون أن تسفر عن إصابات.
إلى ذلك، قالت تقارير إن إسرائيل قصفت موقعاً سورياً رداً على إطلاق صاروخ على هضبة الجولان السورية المحتلة. وعلى الرغم من دعوات الأسرة الدولية، لا تبدو إسرائيل وحماس مستعدتين للتفاوض حول وقف المعارك. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه لمقتل «الكثير من المدنيين الفلسطينيين». وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسمه إن بان «يشعر بالمسؤولية تجاه الفلسطينيين الذين، ولا سيما في قطاع غزة، حرموا طويلاً من التمتع بالحرية والكرامة اللتين يستحقون».
ويكثف الجيش الإسرائيلي استعداداته لعملية برية واسعة في القطاع. لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية قالت إن اجتماع الحكومة الأمنية برئاسة نتنياهو انتهى مساء أمس الأول دون التوصل إلى قرار حول هجوم بري.
من جانبها، دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى عدم شن هجوم بري على غزة وقالت إنه يمكن أن يعرض حياة المزيد من المدنيين للخطر. في الوقت ذاته، أكدت «حماس» أنها لن تقوم بالتهدئة مع إسرائيل قبل أن توقف تل أبيب قصفها لقطاع غزة وتفرج عن الأسرى وترفع الحصار عن القطاع الفلسطيني من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال مشير المصري وهو نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن «حماس» «هناك اتصالات عديدة مع حركة حماس بشأن موضوع التهدئة، ولم يقدم لهذه اللحظة مشروع متكامل». وبحسب المصري فإن هذه الاستحقاقات ستكون «وقف العدوان الشامل على شعبنا الفلسطيني ورفع الحصار بما في ذلك فتح معبر رفح، فضلاً عن الإفراج عن أسرانا البواسل في صفقة التبادل». وأضاف «المقاومة هي مقاومة مشروعة في ميدان الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، ولن تقف إلا إذا فرضت شروطها على المحتل».
وأوضح المصري أن «دولاً عربية وإسلامية وغربية» تشارك في المحادثات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف أن الحركة مستعدة لمعركة طويلة الأمد.
واقترحت مصر وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و»حماس» اعتباراً من اليوم لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة. من ناحيته، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من «تداعيات خطيرة» للعملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين «لا يمكن أن يستورد» إلى فرنسا وذلك غداة صدامات في باريس بعد تظاهرة دعم لغزة والفلسطينيين.