باريس - (أ ف ب): مضى 18 عاماً منذ أن صعدت ألمانيا إلى الدرجة الأولى على منصة التتويج في البطولات الكبرى لكن التاريخ قرر أن يكرر نفسه وهذه المرة على أعظم مسرح ممكن لأي منتخب أن يحلم به: في ملعب “ماراكانا” الأسطوري وبفضل بديل آخر بشخص ماريو غوتسه الذي فرض نفسه بطلاً قومياً بعد أن قاد “ناسيونال مانشافات” إلى لقب بطل العالم للمرة الأولى منذ 1990 والرابعة في تاريخه.
صحيح أن قاعدة الهدف الفجائي (الذهبي) قد ألغيت لكن هدف غوتسه كان قاتلاً لأنه جاء في الدقيقة 113 أي قبل ثلاث دقائق من الهدف الذي سجله أندريس إنييستا لإسبانيا في نهائي 2010 ضد هولندا (1-0 أيضاً) في نهائي مونديال جنوب أفريقيا.
ويأتي الهدف الذي سجله غوتسه (22 عاماً) لكي يؤكد علو كعب هذا اللاعب الذي عانى في موسمه الأول مع العملاق بايرن ميونيخ بعد أن كان “سيد” بوروسيا دورتموند ومعبود الجماهير منذ ترفيعه إلى الفريق الأول عام 2009. غوتسه الذي وصف في السابق أنه موهبة القرن، لاعب فريد من نوعه رغم معاناته في فرض نفسه في تشكيلة بلاده لنهائيات البرازيل 2014، وهذا ما تؤكده الأرقام والإحصائيات أيضاً.
ففي نوفمبر 2010 احتفل وهو في الثامنة عشرة بمباراته الدولية الأولى أمام السويد ليكون بذلك أصغر لاعب دولي ألماني منذ الأسطورة أوفي سيلر عام 1954.
وفي سبتمبر 2011، نجح هذا اللاعب الموهوب الذي يمكنه أن يشغل جميع المراكز في الهجوم، وخلال مباراة ضد النمسا في تسجيل هدفه الأول ليصبح وقتها أصغر لاعب في المنتخب الألماني يهز الشباك في مباراة رسمية.
رحل غوتسه الذي ولد في مقاطعة بافاريا وعلى بعد 120 كلم من ميونيخ، في سن السادسة إلى مدينة دورتموند عندما بدأ والده العمل هناك كمدرس. وسرعان ما صنع لنفسه اسماً في مدرسة تكوين بوروسيا دورتموند والمنتخبات الوطنية للناشئين.
في عام 2009 قاد منتخب تحت 17 سنة للفوز باللقب الأوروبي، ثم توج بعدها عامي 2009 و2010 بميدالية فريتز فالتر الذهبية التي تتوج أفضل لاعب ناشئ على مستوى فئته العمرية.
شهد مشوار هذا اللاعب الفذ بعد ذلك صعوداً قوياً. فمع دورتموند، أحرز غوتسه الدوري الألماني مرتين والكأس الألمانية مرة واحدة وكان من أبرز وجوه اللعب الهجومي السريع الذي تألق من خلاله فريق المدرب يورغن كلوب.
لفت غوتسه بمستواه الرائع أنظار العملاق بايرن ميونيخ الذي اضطر في 2013 لدفع 37 مليون يورو لكي يخطف خدماته من دورتموند، وهو ساهم بإحراز النادي البافاري لقب الدوري الموسم الماضي والكأس أيضاً إضافة إلى كأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية عام 2013، لكنه لم يصل حتى الآن إلى المستوى الذي كان عليه في صفوف فريقه السابق في ظل وجود نجوم كبار مثل الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري، لكن الفرصة ستتاح أمامه لكي يتألق مجدداً في ظل رحيل الكرواتي ماريو ماندزوكيتش إلى أتلتيكو مدريد الإسباني.